ارشيف من :ترجمات ودراسات

إسرائيل تذهل لحجم الالتفاف الشعبي الإيراني حول الرئيس نجاد

إسرائيل تذهل لحجم الالتفاف الشعبي الإيراني حول الرئيس نجاد

كتب المحرر العبري
كما كان متوقعا سارعت إسرائيل إلى التعبير عن قلقها الشديد من إعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد لولاية ثانية وجاءت ردة الفعل الأولية على لسان نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم الذي اعتبر أن "نتائج الانتخابات في إيران انفجرت بوجه جميع أولئك الذين اعتقدوا أن إيران جاهزة لإجراء حوار حقيقي مع العالم الحر ووقف برنامجها النووي".

يبدو جليا من خلال هذا الموقف أن إسرائيل كانت ترى في الانتخابات مناسبة لتظهير موقف الشعب الإيراني من سياسات الرئيس نجاد والبناء عليها بما يتلاءم. فلو أن الرئيس نجاد سقط في الانتخابات مثلا لكانت إسرائيل والغرب اعتبروا ذلك مؤشرا على رفض الشعب الإيراني للسياسات الخارجية الإيرانية، وتحديدا فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل ودعم حركات المقاومة، ولكن الصدمة تمثلت أولا بإعادة انتخاب نجاد. وثانيا، وهي الأدهى، ان الانتخابات تحولت إلى استفتاء حقيقي حول مواقف الرئيس نجاد وسياساته، الذي نال نسبة تأييد بلغت نحو 63% من مجموع الناخبين الذين شكلوا ما يقرب من 85% من مجموع الذين يحق لهم الاقتراع. وهو ما شكل إسقاطا لورقة أساسية كان الغرب وإسرائيل يراهن عليها، في ظل تراجع إمكانية شن حرب أميركية على إيران.

كما كان موقف نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني ايالون مباشرا في الكشف عن الرهان والنظرة الإسرائيلية إلى انتخابات الرئاسة في إيران باعتبارها محطة لاختبار الموقف الشعبي من سياسات الرئيس نجاد بالقول ان "انتخاب أحمدي نجاد يبعث رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن السياسة الحالية تحظى بتأييد واسع (في إيران) ولذلك فإنها ستستمر". رغم إقراره في الوقت نفسه بأنه "لم تكن هناك أوهام منذ البداية بخصوص الانتخابات لأنه لم تكن هناك فروقات جوهرية بين المرشحين".

وعليه، لم تكن الانتخابات الرئاسية في إيران، بالنسبة للكيان الإسرائيلي، سوى محطة من محطات الكباش التي تخوضه الجمهورية الإسلامية مع المعسكر الغربي حققت فيه الأولى انتصارا مدويا، وأدى فيما أدى إليه إلى حشر المعسكر الغربي. من هنا لم يكن مستغربا أن يستغل شالوم نتائج الانتخابات ليدعو الولايات المتحدة وسائر الدول الغربية إلى "إجراء تقييم جديد حول السياسة تجاه إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي". وفي الإطار نفسه يأتي موقف ايالون الذي اعتبر انه "إذا كان هناك بصيص أمل بحدوث تغير في إيران، فإن إعادة انتخاب أحمدي نجاد يعبر أكثر من أي شيء عن تعاظم الخطر الإيراني".

أمام هذه المواقف الإسرائيلية التي تعبر عن الشعور بالخيبة، تبدو إسرائيل كما لو انها خرجت خاسرة من معركة، من دون ان يعني ذلك ان المرشحين الاخرين لمنصب الرئاسة في ايران كانوا يمثلون الخيار المعادي المعادي للنظام الاسلامي، بل ان القضية كانت تتمحور حول الكشف عن الموقف الشعبي من سياسات الرئيس نجاد ليس الا.

2009-06-14