ارشيف من :نقاط على الحروف
المقاومة كحالة عصية على فهم المستكتَب
هادي قبيسي
المواجهة القائمة في لبنان بين قوى المقاومة والعدو الإسرائيلي وعملائه تمتد لأجيال مضت، عمرها من عمر الصراع العربي مع الكيان الغاصب. الإنتصار الأول للعرب بعد الهزائم الكثيرة كان لمجموعة عربية صغيرة وكان الإنسحاب من جزء كبير من جنوب لبنان عام 1985، ثم توسعت حركة المقاومة حتى الإنسحاب النهائي عام 2000، وهي لم تزد على بضعة آلاف من الرجال. المعروف لكل مراقب وباحث وعاقل أن عنصر القوة الأساسي كان معنوياً. استعداد افراد هذه المجموعة للتضحية، التخلي عن المصلحة الفردية لصالح المصلحة العامة، الأمر الذي كان وسيبقى عصياً فهمه لدى أصحاب التفكير الفردي، القائم على المنفعة واللذة.
طوال السنين السابقة تطور فهم العدو للمقاومة، وازداد اقترابهم من تحليل أسلوب التفكير واتخاذ القرار. هناك بعد عاطفي وعلاقة وجدانية بين الحزب وجمهوره، منشؤها الطبيعي تضحية أبناء الحزب في سبيل التحرير والدفاع. أبناء الحزب الذين هم أهل وبيئة هذا الحزب، فهو ليس وجوداً منقطعاً ومتبايناً عن مجتمعه.
البعض تأخر في مواكبة تطور الفهم والتحليل هذا، ومنهم حازم الأمين، هذا التخلف عن المسار التراكمي، الذي بذلت فيه مراكز الدراسات وأجهزة الإستخبارات المعادية مجهوداً ليس ببسيط، مرده إلى سببين على الأقل، الأول تأثير التراجع السياسي لفريق الكاتب وما لذلك من وقع معنوي وذهني، والثاني التفكير المادي النفعي المتحكم بالذهنية التي أوصلته للعداء المباشر مع بيئته لأجل المنفعة الفردية.
لا يستطيع الكاتب وأمثاله أن يستوعب علاقة بين والدة شهيد ورفاق دربه، لأنه تهرب منذ البداية من تقبل مفاهيم التضحية والعطاء، مفضلاً الراتب الأمريكي مثل جميع أقرانه الذين لم يوفقوا لنيل راتب اسرائيلي أيام جيش لحد، إما لعجزهم عن حمل السلاح كمثقفين وإما تفادياً للإحراج، لكن بالتأكيد لم يكن المانع يوماً محدودية الشعور بالعداء تجاه المقاومة وجمهورها.
"حزب الله حزب سلطة، والسلطة لا تقيم وزناً لكرامة جمهورها، مصلحتها تتقدم في الحساب السياسي على أي اعتبار آخر" هذا هو المنطق الذي يحرك تفكير حازم وهو، في غياب وسائل التحليل ونماذج التفسير، يرى أسهل الطرق الإسقاط. لا قيمة في أدائه لوجداناتكم ومصالحه تتقدم على كراماتكم.
"السلطة" التي قدمت أبناءها قرابين وشهداء وخيرة قادتها على مذبح التضحية في سبيل كرامة شعبها ووجدان الشعوب العربية والإسلامية التي أذلتها إسرائيل والتي يقوم بمهمتها الآن التكفيريون، هي بنظر حازم سلطة عديمة الشعور تعمل لمصلحة شخصية، كما يمارس الفريق المنسلخ عن بيئته مفضلاً عوكر كمنزل ومستقر.
"اعتذر الحزب لأنه قوي ولأنه سلطة ومتيقن بأن أحداً لن يحاسبه"، بذكاء يحاول الكاتب صياغة طبيعة العلاقة بين الحزب وبيئته الحاضنة، موجهاً الخطاب بشكل مباشر للجمهور، أنتم لا شيء في نظر الحزب، "ردود أفعالكم لن تدوم لأكثر من يومين، وبعدها ستعودون إلى حضنه الدافئ"، والمفروض بنظره أن يستمر الإعتراض الذي أثارته هذه القضية رغم البيان الرسمي الذي أوضح الملابسات. بشكلٍ لا واعٍ يستجدي الكاتب تحولاً في جمهور المقاومة ينقله إلى حالة مشابهة لثوار سوريا الذين يريدون الثورة لا نتائجها من اصلاح وتنمية، يحلم بثورة ملونة ضد حزب السلطة الظالم والمستبد الذي يفعل ما يشاء، وإلا فليس ثمة أمل بالتغيير طالما أن هذا الجمهور لم يلتفت إلى أن حزب السلطة يدوس كرامته.
الحبر والكلمات تستطيع أن ترسم صورة لكنها أبعد من أن تغير حقيقة على الأرض، فيمكن أن نرى المجاهدين في سوريا ينساقون مع رغبات السلطة الحزبية بشكل أعمى ويقاتلون في سوريا ويستشهدون جاهلين بمدى شرعية وجدوى هذا القتال، فهو أمر غير ضروري ولا حاجة له، فلا داعي بنظر الكاتب لاستشعار الخطر التكفيري المحدق الذي تحركه أمريكا والسعودية وإسرائيل الذين يعتبرهم الكاتب أصدقاء الجمهور الذي انساق خلف مزاج سلطة لا تملك القدرة على التمييز بين الأصدقاء والأعداء.
طوال السنين السابقة تطور فهم العدو للمقاومة، وازداد اقترابهم من تحليل أسلوب التفكير واتخاذ القرار. هناك بعد عاطفي وعلاقة وجدانية بين الحزب وجمهوره، منشؤها الطبيعي تضحية أبناء الحزب في سبيل التحرير والدفاع. أبناء الحزب الذين هم أهل وبيئة هذا الحزب، فهو ليس وجوداً منقطعاً ومتبايناً عن مجتمعه.
البعض تأخر في مواكبة تطور الفهم والتحليل هذا، ومنهم حازم الأمين، هذا التخلف عن المسار التراكمي، الذي بذلت فيه مراكز الدراسات وأجهزة الإستخبارات المعادية مجهوداً ليس ببسيط، مرده إلى سببين على الأقل، الأول تأثير التراجع السياسي لفريق الكاتب وما لذلك من وقع معنوي وذهني، والثاني التفكير المادي النفعي المتحكم بالذهنية التي أوصلته للعداء المباشر مع بيئته لأجل المنفعة الفردية.
لا يستطيع الكاتب وأمثاله أن يستوعب علاقة بين والدة شهيد ورفاق دربه، لأنه تهرب منذ البداية من تقبل مفاهيم التضحية والعطاء، مفضلاً الراتب الأمريكي مثل جميع أقرانه الذين لم يوفقوا لنيل راتب اسرائيلي أيام جيش لحد، إما لعجزهم عن حمل السلاح كمثقفين وإما تفادياً للإحراج، لكن بالتأكيد لم يكن المانع يوماً محدودية الشعور بالعداء تجاه المقاومة وجمهورها.
"حزب الله حزب سلطة، والسلطة لا تقيم وزناً لكرامة جمهورها، مصلحتها تتقدم في الحساب السياسي على أي اعتبار آخر" هذا هو المنطق الذي يحرك تفكير حازم وهو، في غياب وسائل التحليل ونماذج التفسير، يرى أسهل الطرق الإسقاط. لا قيمة في أدائه لوجداناتكم ومصالحه تتقدم على كراماتكم.
"السلطة" التي قدمت أبناءها قرابين وشهداء وخيرة قادتها على مذبح التضحية في سبيل كرامة شعبها ووجدان الشعوب العربية والإسلامية التي أذلتها إسرائيل والتي يقوم بمهمتها الآن التكفيريون، هي بنظر حازم سلطة عديمة الشعور تعمل لمصلحة شخصية، كما يمارس الفريق المنسلخ عن بيئته مفضلاً عوكر كمنزل ومستقر.
"اعتذر الحزب لأنه قوي ولأنه سلطة ومتيقن بأن أحداً لن يحاسبه"، بذكاء يحاول الكاتب صياغة طبيعة العلاقة بين الحزب وبيئته الحاضنة، موجهاً الخطاب بشكل مباشر للجمهور، أنتم لا شيء في نظر الحزب، "ردود أفعالكم لن تدوم لأكثر من يومين، وبعدها ستعودون إلى حضنه الدافئ"، والمفروض بنظره أن يستمر الإعتراض الذي أثارته هذه القضية رغم البيان الرسمي الذي أوضح الملابسات. بشكلٍ لا واعٍ يستجدي الكاتب تحولاً في جمهور المقاومة ينقله إلى حالة مشابهة لثوار سوريا الذين يريدون الثورة لا نتائجها من اصلاح وتنمية، يحلم بثورة ملونة ضد حزب السلطة الظالم والمستبد الذي يفعل ما يشاء، وإلا فليس ثمة أمل بالتغيير طالما أن هذا الجمهور لم يلتفت إلى أن حزب السلطة يدوس كرامته.
الحبر والكلمات تستطيع أن ترسم صورة لكنها أبعد من أن تغير حقيقة على الأرض، فيمكن أن نرى المجاهدين في سوريا ينساقون مع رغبات السلطة الحزبية بشكل أعمى ويقاتلون في سوريا ويستشهدون جاهلين بمدى شرعية وجدوى هذا القتال، فهو أمر غير ضروري ولا حاجة له، فلا داعي بنظر الكاتب لاستشعار الخطر التكفيري المحدق الذي تحركه أمريكا والسعودية وإسرائيل الذين يعتبرهم الكاتب أصدقاء الجمهور الذي انساق خلف مزاج سلطة لا تملك القدرة على التمييز بين الأصدقاء والأعداء.