ارشيف من :آراء وتحليلات

الاستحقاق الرئاسي في لبنان على مصراعيه

الاستحقاق الرئاسي في لبنان على مصراعيه
فتح ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان على مصراعيه وتراجع ملف الحكومة ليصبح في خدمة الاول.

يتم التداول حتى الآن في ثلاثة سيناريوهات ھي:

-انتخاب رئيس توافقي والاسماء المتداولة ھي: جان عبيد، جان قھوجي، رياض سلامة.

-التمديد للرئيس ميشال سليمان اذا تعذر الانتخاب والتوافق على رئيس خصوصاً ان الأمور تتجه نحو مواجھة بين فريقين ومرشحين، بين ميشال عون أو سليمان فرنجية من جهة وأمين الجميل أو سمير جعجع من جهة اخرى.

-الاتجاه الى الفراغ الرئاسي وشغور مركز الرئاسة على غرار ما حدث في العام 2007 . فلا انتخاب ولا تمديد وإنما صراع حول الحكومة التي ستملأ الفراغ وتأخذ صلاحيات رئيس الجمھورية وتحكم البلد لفترة قد تطول أو تقصر ولا نعرف متى تنتھي وفي ظل أزمة لا نعرف كيف تنتھي وعلى أي أساس.

من بين ھذه الاحتمالات، يبرز "خيار التمديد" الذي تقدم الى حلبة المواجھة، ومعه انطلقت معركة الرئاسة وسط سباق محموم مع الوقت في ظل انقسام سياسي حاد. وقد تولى تيار "المستقبل" الترويج والتسويق لھذا الخيار. وإذا كانت إشارة الترشيح قبل ست سنوات جاءت من النائب عمار حوري، فإن إشارة التمديد جاءت ھذه المرة من النائبين المسيحيين في كتلة "المستقبل" باسم الشاب الذي أعلن أنه "إذا تعذر انتخاب رئيس جديد فنحن مع التمديد لرئيس الجمھورية كضمانة لعدم حصول الفراغ"، وھادي حبيش الذي كشف عن تكليفه من كتلة "المستقبل" بإعداد دراسة دستورية في اتجاھين أحدھما إمكان تمديد ولاية رئيس الجمھورية بأن يستمر في منصبه حتى انتخاب رئيس جديد.

ومن الطبيعي أن تؤدي مبادرة "المستقبل" في ھذا الاتجاه الى أن يصبح الاستحقاق الرئاسي ھو محور الصراع السياسي في ھذه المرحلة، والى أن يصبح التمديد للرئيس ميشال سليمان ھو "مادة التجاذب والانقسام وأحد عناوين المرحلة السياسية". وھذا الانقسام حول الرئيس سليمان ھو امتداد للانقسام السياسي بين فريقين ومشروعين يتعاطيان مع انتخابات الرئاسة على أنھا محطة مفصلية في تحديد من سيحكم لبنان لسنوات مقبلة:
** فريق التمديد بقيادة تيار المستقبل يطرح التمديد استنادا الى الحجج التالية:

-انتخاب رئيس جديد ھو الخيار الأول المطلوب لكنه غير مضمون، .. وبين الفراغ والتمديد الخيار الثاني يفرض نفسه ...

- المجتمع الدولي يعطي الأولوية للأزمة السورية ويھمه الاستقرار في لبنان، وينظر بإيجابية الى الرئيس سليمان ودوره ... والأطراف الداخلية لن تستطيع مقاومة ھذا الخيار لأن لا مصلحة لھا بالفراغ وتوسيع المشكلة في لبنان.

-الأسباب التي دفعت الى التمديد النيابي والحكومي ما زالت قائمة وتدفع الى التمديد الرئاسي، وسمة المرحلة ھي انتظار ما ستؤول إليه الحرب في سوريا. ھذا ھو الأساس والباقي في لبنان تفاصيل ومن يربح في سوريا يربح في لبنان...

-من الأفضل انتخاب رئيس جديد من مجلس نيابي جديد ومنتخب بعد أشھر (تشرين الأول 2014  بدل انتخاب رئيس جديد من المجلس الحالي الممدد له والمطعون بشرعيته وصورته يكون رئيساً ضعيفاً ومقيّداً.

** فريق يتصدى لـ "التمديد" مركزا على نقطتين:


-التمديد للرئيس سليمان سيكون تمديدا للأزمة الراھنة وليس مخرجا لھا، والخيار ليس بين الفراغ والتمديد وإنما بين "انتخاب رئيس جديد واستمرار الأزمة".

-التمديد أخطر من الفراغ... ما يجري حاليا ھو تضخيم الخوف من الفراغ لتمرير التمديد وجعله مقبولا، ولكن التمديد سيفتح الباب على تأزم أكبر استناداً الى كل التجارب السابقة، فيما المطلوب أن تكون انتخابات الرئاسة محطة وفرصة لإحداث صدمة إيجابية ووقف مسار الانحدار.

لمواجهة هذه الانقسامات تجرى لقاءات علنية وسرية لتدوير الزوايا وتخفيف الاحتقان والحد من الخسائر منها لقاءات تعقد في بكركي برعاية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بحضور المطران سمير مظلوم وممثلي الأحزاب المسيحية الأربعة: نائب رئيس حزب الكتائب سجعان القزي عن الكتائب، الوزير سليم جريصاتي عن تكتل "الإصلاح والتغيير"، النائب إيلي كيروز عن حزب "القوات اللبنانية"، الوزير السابق يوسف سعادة عن تيار "المردة". كذلك حضر نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الوزير السابق روجيه ديب، والسفير السابق عبد الله بو حبيب.

كما عقدت اجتماعات بين "القوات اللبنانية" و"المردة" بناء على طلب بكركي تناولت الوجود المسيحي وموقع رئاسة الجمھورية، ومسألة "غزوة التكفيريين للبنان" لا سيما وأن زغرتا على تخوم الضنية.

من جهة أخرى، كشفت معلومات أن الرئيس سعد الحريري يجرى مشاورات ليمسك بسر الحكومتين المعلقتين: المستقيلة التي لا ترحل، والجديدة التي لا تؤلف، ويُعدّ نفسه باكراً لدور مھم في الاستحقاق الرئاسي كناخب محلي كبير، بانتظار الرياح السعودية والمساومات التي قد تحصل في المنطقة وسوف يكون لها انعكاس على لبنان.

باختصار .. لبنان سوف يكون جائزة ترضية ام سيبقى في غرفة العناية الفائقة ام على رصيف الانتظار؟


 
 
2013-12-19