ارشيف من :أخبار لبنانية
السيد نصر الله: لا ننصح أحداً بتشكيل حكومة أمر واقع
توجه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الى عائلة الشهيد القائد حسان اللقيس والى جميع اللبنانيين بالتبريك بشهادة القائد، مؤكداً أن هؤلاء الاخوة الشهداء قبل شهادتهم هم ليسوا معروفين الا في الدائرة الخاصة أو في حدود دائرة العمل المباشر، لأن طبيعة المهمة الملقاة على هذا النوع من الشهداء لا تتيح لنا أن نعرّفهم للناس.
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
الشهيد القائد حسان اللقيس
وفي كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي اقامه حزب الله للشهيد اللقيس في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد السيد نصر الله أن حزب الله "لا يستطيع التحدث عن انجازات هؤلاء الشهداء لأنه لا زال في قلب المعركة مع العدو الصهيوني". وتابع أن "إنجازات الشهداء محفوظة ومصانة ويتمّ تطويرها وكلّ قطرة دم وكلّ سهر وتعب سيثمر ببركة الأحياء الصادقين في العهد والوعد في المقاومة وسيبقى الشهداء أحياءً في رمزيتهم وإنجازاتهم".
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
العدو الاسرائيلي وراء اغتيال اللقيس
وأضاف السيد نصر الله أن "كلّ القرائن والمعطيات تؤكد اتهامنا للعدو الاسرائيلي فيما لو أضفنا محاولات الاغتيال السابقة للشهيد حسان"، مشيراً الى أن "الصهاينة لامسوا التبني الرسمي لعملية الاغتيال". وقال السيد نصر الله أنه "من خلال استشهاد الحاج حسان نعبّر عن حالة معينة وهي دفع الثمن وعلى جمهور المقاومة أن يعرف أننا في هذه الوضعية الطويلة حتى تحسم المعركة"، مشدداً على أن حزب الله "يدفع ثمن الانتصار على العدو الاسرائيلي".
وفي كلمته خلال حفل تابين الشهيد اللقيس أكد السيد نصر الله أن "انتصار 2006 أسقط مشروع المحافظين الجدد على مستوى المنطقة بكاملها"، متسائلاً "هل يتصوّر أحد أن يسقط مشاريع الكبار ثمّ يصفقوا له أو أنهم سيأثرون منه ويجعلونه يدفع ثمناً غالياً؟".
وإذ أكد الأمين العام لحزب الله أن "جزء كبير في الحزب همّه الدفاع عن هذا البلد ومواجهة العدو"، أوضح أن "هناك جزء كبير من حزب الله آخر همّه 14 آذار وهذا يتعلّق بتنظيم الاولوية"، لافتاً الى أن "اغتيال الحاج حسان يأتي في سياق الثأر من انتصارات المقاومة وضرب أركان وأساسيات في قدرتها على التطور".
قتلة الشهيد اللقيس سيعاقبون
وأضاف السيد نصر الله انه "عندما نتحدّث عن الانتصارات السابقة وجهوزية المقاومة فهذا يخلق مشكلة مع أناس نظّروا ليبيعوا فلسطين" مشيراً الى أن "دفع الثمن ليس في الارواح والشهداء بل في مكانة المقاومة وثقة الناس بها ومعنويات جمهورها من خلال الحرب الاعلامية الشرسة عليها". وسأل السيد نصر الله "اذا كان يومياً يسقط لنا 200 شهيد في سوريا أما آن لهذا الحزب أن ينتهي!!"، مؤكداً انه "هناك حرب نفسية تشنّ على حزب الله لأن المطلوب المسّ بالمعنويات".
وإذ أكد السيد نصر الله أن "الحساب لا يزال مفتوحاً مع العدو الاسرائيلي، وأن القتلة سيعاقبون عاجلاً أم آجلاً"، مشدداً على أن "دماء شهدائنا لن تذهب هدراً في يوم من الايام، ومن قتل إخواننا لن يأمنوا في أي مكان في العالم والقصاص آت".
&&vid2&&
ما حصل في طرابلس خطر جداً
وفي الوضع الداخلي رأى السيد نصر الله أن "ما حصل في طرابلس خطر جداً والخطاب الأخير المتعلق بطرابلس خلفيته إقصائية وإلغائية والمقصود هو إعلان حرب"، وسأل "هل المطلوب إعلان حرب؟، فقرارنا ليس كذلك و"مش فاضينلكن" فمعركتنا مع الاسرائيلي ولا أحد يلعب معنا.
وفيما تساءل السيد نصر الله عن إذا كنا قد وصلنا الى مكان لا إمكانية فيه لعيش مشترك وشراكة؟، قال "طالما أن هناك قناعة أو إرادة أو ثقافة بالجلوس سوية على طاولة حوار فليترك "محل للصلح".
فلنحافظ على الجيش ونحرسه
السيد نصر الله أكد في كلمته من مجمع سيد الشهداء أنه "لا استهانة في موضوع الاعتداء على الجيش"، معتبراً أنه "على صعيد البعد الفكري والعقائدي ما جرى مع الجيش خطير بدلالاته وأخطر من تفجير سيارة مفخخة وإطلاق صواريخ". وإذ دعا الى وقفة تأمل حقيقية أمام حادثة الاعتداء على الجيش لأنها قد تكون بداية مسار، أكد على ضرورة حماية المؤسسة العسكرية وعدم التشكيك بها، وقال "نتيجة خطورة الوضع في المنطقة فلنحافظ على الجيش ونحرسه، فإذا سقط الجيش ومصداقيته فذهب كلّ شيء".
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
لا ننصح أحداً بتشكيل حكومة أمر واقع
وفي الشأن الحكومي رأى السيد نصر الله أنه "ما زلنا يعتقد بلزوم تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مشدداً على أن "حكومة الحياد هي حكومة الخداع، وأنه لا ينصح أحداً بتشكيل حكومة أمر واقع"، واضاف "المسؤولية الدستورية والرجولة تقول "أنا أرى أن صلاح لبنان هو في تشكيل حكومة وحدة وطنية".
لا أحد يريد الفراغ في الرئاسة
وفي كلمته خلال حفل تأبين الشهيد اللقيس اعتبر السيد نصر الله أن لا أحداً يريد الفراغ في الرئاسة، وان فرصة اللبنانيين هي أنهم قادرون بإرادة وطنية داخلية أن ينتخبوا رئيسهم. واضاف "اذا استطعنا أن يكون لنا قرارنا الداخلي الذاتي بعيداً عن أي ضغط على صعيد الاستحقاق الرئاسي فهذا يعني تأسيساً حقيقياً لحياة لبنانية وسيكون 25 أيار 2014 عيداً لتأسيس السيادة"؟
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
الاتجاه التكفيري في سوريا تهديد للكلّ
وحول المعطيات الحالية في سوريا رأى السيد نصر الله أن "الاتجاه التكفيري تهديد لكلّ من سواه فالسنة هم البدن الاساسي في هذه الامة، والجزء الأكبر من الجيش السوري الذي يقتل هو من الطائفة السنية. وعن ما يقوله البعض أن "كلّ ما يحصل في لبنان سببه وجود حزب الله في سوريا!" سأل السيد نصر الله أنه "قبل توجّه حزب الله الى سوريا هل كان الامن مستتتباً والتعايش "ما شاء الله" ولا وجود لتكفيريين في والحكومة موجودة!.
وأضاف السيد، خلال الحفل التأبيني للشهيد اللقيسن أنه "مهما قلتم ومهما ضغطتم لن يغيّر هذا شيء من موضوع وجودنا في سوريا فهذه معركة وجود لبنان وسوريا والقضية الفلسطينية ومشروع المقاومة في المنطقة فقرارنا نهائي حاسم قاطع ولا يبدّل فيه شيئاً".
شهداؤنا عرضُنا ومن يسيء لهم يسيء لعرضنا
السيد نصر الله أكد في خطبته على أهمية الشهداء وقال "شهداؤنا عرضُنا ومن يسيء لهم يسيء لعرضنا". وعن السلطة في لبنان قال السيد نحن لسنا طلاب سلطة وفي الـ2005 عرضت علينا كلّ السلطة التي لا تعني لنا شيئاً.
هناك من يريد أخذ البلد الى التفجير نتيجة غضبه وفشله
وفي إشارة الى الوضع الداخلي رأى السيد نصر الله أن "هناك من مكان ما من الاقليم من وصل الى مرحلة نتيجة غضبه وفشله وحقده يريد أخذ البلد الى التفجير"، لافتاً الى ان ذلك "يتطلب من المسؤولين وسائل الاعلام الدقة والصبر والتحمّل".
نعاهد الشهيد اللقيس بأن نكمل الدرب
وفي ختام كلمته قال السيد نصر الله إن "الحاج حسان بات رمزاً كبيراً من رموز المقاومة الدؤوبين الذين لهم فضل كبير على الانتصارات التي حققتها"و أضاف "نعاهد الحاج حسان وقادتنا الشهداء أن مقاومتكم موجودة في عقولنا وضمائرنا وفي الدم الذي يجري في عقولنا ومسارنا أن نكمل الدرب".
وهنا كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كاملةً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة الحضور، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله عز وجل في كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يُقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".
في البداية أرحب بكم جميعاً وأشكر حضوركم الكريم هذا في حفلنا التكريمي والتأبيني لشهيدٍ وقائدٍ وعزيز، كما أتوجه في البداية إلى عائلته الشريفة كما إليكم جميعاً، بمشاعر المواساة وأيضاً بالتبريك بشهادة هذا القائد العزيز، الأخ حسان اللقيس رحمة الله عليه.
أود في هذه المناسبة أن أتحدث، حيث جعلت الخطاب قسمين، القسم الأول له علاقة بالشهيد وحادثة الاستشهاد، وما يرتبط بهذا الملف بيننا وبين الإسرائيلي.
أتكلم بالنقاط أولاً ثانياً ثالثاً، والشق الثاني ما يرتبط بالشأن السياسي الداخلي اللبناني.
أولاً: هذا النوع من الإخوة الشهداء، قبل شهادتهم هم ليسوا معروفين، إلا في الدائرة العائلية والإجتماعية الخاصة، أصدقائهم وأقاربهم، أو في حدود دائرة العمل المباشر، الإخوة الذين يعملون معهم.
طبيعة المهمة الملقاة على عاتقهم لا تتيح لهم ولا لنا في حياتهم وقبل الشهادة أن نُعرفهم للناس. الآن أعضاء الشورى نعرفهم والنواب والوزراء والمسؤولون السياسيون وبعض المسؤولين الإجرائيين، هذا طبيعي، لكن بالخصوص الإخوة الذين يعملون في المجال الجهادي المباشر، بطبيعة الحال وبطبيعة المهمة وبطبيعة التحديات والظروف لا تسمح بذلك، ولذلك هم مجهولون وغير معروفين قبل شهادتهم. عند الشهادة يرى الناس صورهم، يعرفون أسماءهم، وقد يُفاجأون أحياناً بمكانة هذا الشهيد أو ذاك، وموقعه في هذه المقاومة، ولكن أيضاً بعد شهادتهم لا نستطيع أن نتحدث عنهم، ولا نستطيع أن نُعرفهم للناس، إلا باختصار شديد، والسبب في ذلك، أن حياتهم وأن إنجازاتهم وأن تفاصيل سلوكهم وشخصياتهم ممزوج وذائب وفانٍ في هذه المقاومة وفي هذه المسيرة، يعني خارج حياتهم في المقاومة هم ليس لهم حياة. هؤلاء الإخوة وهذا الصنف من الإخوة من مضى منهم شهيداً، ومن ما زال على قيد الحياة، هؤلاء وهبوا شبابهم لهذه المقاومة، ولذلك قد لا يكون لأغلبهم ـ حتى لا أقول للكل ـ قد لا تكون لهم حياة اجتماعية كما هو متعارف عند الناس، لأن ليلهم ونهارهم وسهرهم ودأبهم وجهدهم كله في خدمة هذا المسار وخدمة هذه المقاومة.
عندما تتحدث عنهم بعد شهادتهم يعني تتحدث عن إنجازاتهم. (ولكننا) لا نستطيع أن نتحدث عن إنجازات، لماذا؟ لأننا ما زلنا في قلب المعركة، إذا كنا ما زلنا في قلب المعركة فأنا لا أستطيع أن أقول ماذا فعل الحاج حسان اللقيس، وماذا أنجز الحاج حسان اللقيس، وماذا كان يفعل، ما هي مهمته وما كانت وظيفته، ما هي نجاحاته؟ لماذا يرتبط بحركة المقاومة؟ وهذا هو الواقع الحال، لكن وهذا جزء أيضاً من التضحية، من تضحية عوائل الشهداء، عوائل الشهداء يفقدون عزيزهم عندما يُستشهد، وأيضاً لا تتوفر لهم فرصة أن يعرف الناس حقيقة إنجازات وحقيقة عظمة شهيدهم بعد الشهادة، وهذه هي مسيرة تضحيات على كل حال، لأننا من خلال الشهادة نطلب النصر لمقاومتنا ولوطننا ولشعبنا ولأمتنا، وهذا جزء من التضحيات التي يجب أن نصبر جميعاً عليها، نحن نأمل أن يأتي اليوم الذي يمكن الحديث فيه عن إنجازات هؤلاء الشهداء، خصوصاً القادة، وعن نجاحاتهم وعن شخصياتهم وعن خصوصياتهم، وأن يتم إنصافهم في هذه الدنيا، وإن كان في كل الأحوال هذه الدنيا فانية وعند الله سبحانه وتعالى الجزاء الأوفى، وهو الذي يوفيهم أجورهم بغير حساب. والذي يواسي أهالي الشهداء وأرواح الشهداء أن إنجازاتهم محفوظة ومصانة، ويتم تطويرها، وأن كل جهدٍ وكل دمعةٍ وكل قطرة دمٍ وكل آهٍ وكل سهرٍ وتعب بذلوه في هذه المقاومة سيثمر ببركة الأحياء الصادقين في العهد والوعد وثابتي القدم، بل راسخي القدم في طريق المقاومة، أن يبقى هؤلاء الشهداء أحياءً في مسيرتنا، برمزيتهم كما هم أحياء بانجازاتهم.
ثانياً: فيما يتعلق بالمتاح كلمة عن الأخ القائد الحاج حسان اللقيس، الذي نعرفه ويعرفه إخواننا، من عمل معه ومن كان قريباً منه، أنه الأخ المجاهد والمضحي، والذي أنفق شبابه في هذه المقاومة منذ البدايات، منذ بدايات المقاومة. (هو) العامل المُجد والدؤوب والعاشق للشهادة والمؤدب الخلوق والمحب، حسن العشرة وأيضاً المبدع، أحد العقول المميّزة واللامعة في هذه المقاومة.
العدو دائماً، وخلال كل السنوات الطويلة الماضية، كان يتحدث عن حرب أدمغة بينه وبين المقاومة في لبنان. الحاج حسان اللقيس هو أحد هذه الأدمغة بل هو أحد هذه العقول اللامعة في الحقيقة، وكان القائد الذي يتحمل المسؤولية، يعمل في الليل وفي النهار، في الحرب موجود في الميدان، وفي المقدمة وتحت النار، وفي السلم يشغله عن الناس كلهم شؤون الجهوزية والاستعداد والتطوير، لأن المعركة مع العدو لم تنتهِ بعد.
طبعاً بالنسبة لي شخصياً، كان يعرف أيضاً الكثيرون، كان أخاً وحبيباً وأنيساً وقريباً وصديقاً منذ أن كنا شباباً صغاراً في مدينة بعلبك.
على كل حال، هو كان طالباً لهذه العاقبة الحسنة، وساعياً إلى هذا الشرف العظيم، وقد حصل عليهما، وقد حصل عليهما بالمضمون وبالزمان أيضاً، بين عاشوراء الحسين في العاشر من محرم وأربعين الحسين في العشرين من صفر.
ثالثاً: بالنسبة لعملية الاغتيال: كل القرائن والمؤشرات والمعطيات التي تجمعت لدينا تؤكد وتدل على اتهامنا الأول الذي وجهناه، وهو الاتهام للعدو الإسرائيلي، وأضفنا إليها محاولات الاغتيال السابقة، لأن الحاج حسان تعرض لأكثر من محاولة اغتيال فاشلة، والعدو أيضاً تحدث عن محاولات الاغتيال هذه. أيضاً لو لاحظتم أيها الإخوة والأخوات التعاطي الإعلامي على مدى أيام، إعلام العدو الإسرائيلي وتلفزيوناته وصحفه ومحللوه، أستطيع أن أقول وأنا تابعت كما هي العادة في المتابعة ما قالوا عن الحاج حسان وعن عملية الإغتيال، أستطيع أن أقول إنهم لامسوا التبني الرسمي لعملية الإغتيال.
في كل الأحوال، التحقيق سوف يستمر، لكن ما وصلنا إليه من خلال ما تجمع ل
وهنا كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كاملةً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة الحضور، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله عز وجل في كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يُقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".
في البداية أرحب بكم جميعاً وأشكر حضوركم الكريم هذا في حفلنا التكريمي والتأبيني لشهيدٍ وقائدٍ وعزيز، كما أتوجه في البداية إلى عائلته الشريفة كما إليكم جميعاً، بمشاعر المواساة وأيضاً بالتبريك بشهادة هذا القائد العزيز، الأخ حسان اللقيس رحمة الله عليه.
أود في هذه المناسبة أن أتحدث، حيث جعلت الخطاب قسمين، القسم الأول له علاقة بالشهيد وحادثة الاستشهاد، وما يرتبط بهذا الملف بيننا وبين الإسرائيلي.
أتكلم بالنقاط أولاً ثانياً ثالثاً، والشق الثاني ما يرتبط بالشأن السياسي الداخلي اللبناني.
أولاً: هذا النوع من الإخوة الشهداء، قبل شهادتهم هم ليسوا معروفين، إلا في الدائرة العائلية والإجتماعية الخاصة، أصدقائهم وأقاربهم، أو في حدود دائرة العمل المباشر، الإخوة الذين يعملون معهم.
طبيعة المهمة الملقاة على عاتقهم لا تتيح لهم ولا لنا في حياتهم وقبل الشهادة أن نُعرفهم للناس. الآن أعضاء الشورى نعرفهم والنواب والوزراء والمسؤولون السياسيون وبعض المسؤولين الإجرائيين، هذا طبيعي، لكن بالخصوص الإخوة الذين يعملون في المجال الجهادي المباشر، بطبيعة الحال وبطبيعة المهمة وبطبيعة التحديات والظروف لا تسمح بذلك، ولذلك هم مجهولون وغير معروفين قبل شهادتهم. عند الشهادة يرى الناس صورهم، يعرفون أسماءهم، وقد يُفاجأون أحياناً بمكانة هذا الشهيد أو ذاك، وموقعه في هذه المقاومة، ولكن أيضاً بعد شهادتهم لا نستطيع أن نتحدث عنهم، ولا نستطيع أن نُعرفهم للناس، إلا باختصار شديد، والسبب في ذلك، أن حياتهم وأن إنجازاتهم وأن تفاصيل سلوكهم وشخصياتهم ممزوج وذائب وفانٍ في هذه المقاومة وفي هذه المسيرة، يعني خارج حياتهم في المقاومة هم ليس لهم حياة. هؤلاء الإخوة وهذا الصنف من الإخوة من مضى منهم شهيداً، ومن ما زال على قيد الحياة، هؤلاء وهبوا شبابهم لهذه المقاومة، ولذلك قد لا يكون لأغلبهم ـ حتى لا أقول للكل ـ قد لا تكون لهم حياة اجتماعية كما هو متعارف عند الناس، لأن ليلهم ونهارهم وسهرهم ودأبهم وجهدهم كله في خدمة هذا المسار وخدمة هذه المقاومة.
عندما تتحدث عنهم بعد شهادتهم يعني تتحدث عن إنجازاتهم. (ولكننا) لا نستطيع أن نتحدث عن إنجازات، لماذا؟ لأننا ما زلنا في قلب المعركة، إذا كنا ما زلنا في قلب المعركة فأنا لا أستطيع أن أقول ماذا فعل الحاج حسان اللقيس، وماذا أنجز الحاج حسان اللقيس، وماذا كان يفعل، ما هي مهمته وما كانت وظيفته، ما هي نجاحاته؟ لماذا يرتبط بحركة المقاومة؟ وهذا هو الواقع الحال، لكن وهذا جزء أيضاً من التضحية، من تضحية عوائل الشهداء، عوائل الشهداء يفقدون عزيزهم عندما يُستشهد، وأيضاً لا تتوفر لهم فرصة أن يعرف الناس حقيقة إنجازات وحقيقة عظمة شهيدهم بعد الشهادة، وهذه هي مسيرة تضحيات على كل حال، لأننا من خلال الشهادة نطلب النصر لمقاومتنا ولوطننا ولشعبنا ولأمتنا، وهذا جزء من التضحيات التي يجب أن نصبر جميعاً عليها، نحن نأمل أن يأتي اليوم الذي يمكن الحديث فيه عن إنجازات هؤلاء الشهداء، خصوصاً القادة، وعن نجاحاتهم وعن شخصياتهم وعن خصوصياتهم، وأن يتم إنصافهم في هذه الدنيا، وإن كان في كل الأحوال هذه الدنيا فانية وعند الله سبحانه وتعالى الجزاء الأوفى، وهو الذي يوفيهم أجورهم بغير حساب. والذي يواسي أهالي الشهداء وأرواح الشهداء أن إنجازاتهم محفوظة ومصانة، ويتم تطويرها، وأن كل جهدٍ وكل دمعةٍ وكل قطرة دمٍ وكل آهٍ وكل سهرٍ وتعب بذلوه في هذه المقاومة سيثمر ببركة الأحياء الصادقين في العهد والوعد وثابتي القدم، بل راسخي القدم في طريق المقاومة، أن يبقى هؤلاء الشهداء أحياءً في مسيرتنا، برمزيتهم كما هم أحياء بانجازاتهم.
ثانياً: فيما يتعلق بالمتاح كلمة عن الأخ القائد الحاج حسان اللقيس، الذي نعرفه ويعرفه إخواننا، من عمل معه ومن كان قريباً منه، أنه الأخ المجاهد والمضحي، والذي أنفق شبابه في هذه المقاومة منذ البدايات، منذ بدايات المقاومة. (هو) العامل المُجد والدؤوب والعاشق للشهادة والمؤدب الخلوق والمحب، حسن العشرة وأيضاً المبدع، أحد العقول المميّزة واللامعة في هذه المقاومة.
العدو دائماً، وخلال كل السنوات الطويلة الماضية، كان يتحدث عن حرب أدمغة بينه وبين المقاومة في لبنان. الحاج حسان اللقيس هو أحد هذه الأدمغة بل هو أحد هذه العقول اللامعة في الحقيقة، وكان القائد الذي يتحمل المسؤولية، يعمل في الليل وفي النهار، في الحرب موجود في الميدان، وفي المقدمة وتحت النار، وفي السلم يشغله عن الناس كلهم شؤون الجهوزية والاستعداد والتطوير، لأن المعركة مع العدو لم تنتهِ بعد.
طبعاً بالنسبة لي شخصياً، كان يعرف أيضاً الكثيرون، كان أخاً وحبيباً وأنيساً وقريباً وصديقاً منذ أن كنا شباباً صغاراً في مدينة بعلبك.
على كل حال، هو كان طالباً لهذه العاقبة الحسنة، وساعياً إلى هذا الشرف العظيم، وقد حصل عليهما، وقد حصل عليهما بالمضمون وبالزمان أيضاً، بين عاشوراء الحسين في العاشر من محرم وأربعين الحسين في العشرين من صفر.
ثالثاً: بالنسبة لعملية الاغتيال: كل القرائن والمؤشرات والمعطيات التي تجمعت لدينا تؤكد وتدل على اتهامنا الأول الذي وجهناه، وهو الاتهام للعدو الإسرائيلي، وأضفنا إليها محاولات الاغتيال السابقة، لأن الحاج حسان تعرض لأكثر من محاولة اغتيال فاشلة، والعدو أيضاً تحدث عن محاولات الاغتيال هذه. أيضاً لو لاحظتم أيها الإخوة والأخوات التعاطي الإعلامي على مدى أيام، إعلام العدو الإسرائيلي وتلفزيوناته وصحفه ومحللوه، أستطيع أن أقول وأنا تابعت كما هي العادة في المتابعة ما قالوا عن الحاج حسان وعن عملية الإغتيال، أستطيع أن أقول إنهم لامسوا التبني الرسمي لعملية الإغتيال.
في كل الأحوال، التحقيق سوف يستمر، لكن ما وصلنا إليه من خلال ما تجمع ل