ارشيف من :نقاط على الحروف

وجهة نظر سعودية

وجهة نظر سعودية

التصريح السعودي بالفشل والضعف والتراجع لن يصدر قريباً. الملك القروسطي الذي يرى نفسه مالكاً للشعب السعودي وخيراته وينظر لنظامه المتخلف كحاكم ديكتاتوري مساحة سلطته العالم العربي وبعض من العالم الإسلامي.. هكذا عقلية متعجرفة وموغلة في استباحة دماء المسلمين من كل المذاهب، والتي تمول المذابح وتدمير الأضرحة ودور العبادة من طنجة إلى جاكرتا.. هكذا عقلية استكبارية بدوية لا تستطيع الإقرار بالواقع السيئ الذي أوصلها إليه تكسير عظام التكفيريين في سوريا.

يساعدنا مقال بعد الرحمن الراشد بعنوان "وجهة نظر سعودية" في فهم الواقع النفسي المريض لامراء آل سعود. يعتبر الكاتب الفذ أن السعودية كسبت في الصراع المفتوح منذ بدء موجة الربيع العربي أكثر مما كانت تحلم به.

أعداء السعودية قبل موجة الربيع العربي هم : إيران، العراق، سوريا، تركيا، قطر، حزب الله، اليمن، ليبيا، حماس، الجهاد الإسلامي. يبدأ الراشد بسرد الواقع الحالي لقائمة الأعداء على الشكل التالي : إيران وصلت إلى حد التخلي عن سلاحها النووي، النظام السوري جنازة تنتظر الدفن، تركيا يغفلها متعمداً، قطر يغفلها متعمداً، حزب الله تم تقزيمه من العالم العربي الفسيح إلى حدود الضاحية جنوبي بيروت، في اليمن سقط علي عبد الله صالح، في ليبيا سقط القذافي، حماس والجهاد أصبحتا ضعيفتين بفعل ضعف حلفائهما إيران وسوريا وحزب الله. ويشير إلى أن سقوط الإخوان المسلمين في مصر لم يكن حتى في أحلام الرياض.

وجهة نظر سعودية

تقييم عاجل لهذه اللغة الساذجة التي تحاول رسم الصور الوردية في عين اسطول من الكتبة النفطيين لكي يكون بمقدورهم تلميع صورة المملكة العجوز. الراشد يحاول ترشيد الفهم السياسي للواقع مطلقاً عبارات أشبه بلعثمة طفل صغير في عراك ضد طفل أكثر قوة. ليس ثمة داعٍ للدخول في تفنيد هذا الارتجاز لشاعر بلاط مفكك، ولكن من المفيد الإشارة إلى تصنيفه حركة حماس كعدو أو خصم بالحد الأدنى، ومن المفيد كذلك الإشارة إلى ما هو معروف من أن كل أعداء اسرائيل في المنطقة تتضمنهم قائمة أعداء السعودية.

الراشد يتحاشى شاشات التلفزة العربية والأجنبية، لعل أحداً في البلاط يرسل إليه الأخبار كما يحب أن يسمعها الملك المريض. إيران تخلت عن سلاحها النووي، يفاجأ الراشد ويستبعد ذلك يكتب "وصلت إلى حد التخلي"، الخبر الثاني في رسالة أخبار البلاط السرية سقوط نظام بشار الأسد، كذلك يخاف الراشد على مصداقيته أمام باقي الكتبة "جنازة تنتظر الدفن" عبارة أدبية فضفاضة تصالحه مع الملك وتبقي على شيء من المقبولية أمام القراء، تم القضاء على حزب الله، الراشد يتولى التصحيح "تم تقزيمه في نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت".

يستطيع الراشد المداومة على كتابة هذه المقالات وذلك يفيدنا في تفحص أحوال المملكة المهترئة، ولكن للأسف، لن يدوم ذلك إلى ما يكفي من الوقت، فقريباً سيرحل الملك، وستهوي مملكة الرمال.
2013-12-23