ارشيف من :نقاط على الحروف
ملاحظات على ’هامش’ الجريمة
المشهد نفسه. ذات السيناريو. الممثلون عينهم كذلك. فقط المسرح هو الذي تغيّر مكانياً. أوركسترا واحدة ما فتئت تعزف ألحان الفتنة الشاذة على الجثامين المتفحمة لضحايا الارهاب المتنقل. أبواق واحدة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، تبث اثر كل جريمة سموم الطائفية والكراهية البغيضة.
الاتهام السياسي: حلال على الآذاريين حرام على سواهم
النائب فؤاد السنيورة محاطاً بـ"الشهيدين الحيّين" مروان حمادة ومي شدياق، والنائب القواتي أنطوان زهرا ومنسق الأمانة العامة لجوقة الرابع عشر من آذار فارس سعيد وآخرين، يتلو بياناً "سيريالياً" يروي فيه أهداف التفحير الذي استهدف الوزير الشهيد محمد شطح ويكشف المنفذين. هم يدركون "القصة كلا"، وليسوا بحاجة لا الى تحقيق ولا ما شابه ذلك.
فرقة "14 آذار" أمس في بيت الوسط
رفض الآذاريون أن يتّهم أحد "المملكة العربية السعودية" بالوقوف خلف التفجيرات الأخيرة التي ضربت لبنان مؤخراً، من بئر العبد الى الرويس مروراً بطرابلس والسفارة الايرانية في بئر حسن. كذلك أبى رئيس الجمهورية الرئيس ميشال سليمان التعرض للمملكة فبرأيه "لا يجوز أن نفسد في علاقاتنا التاريخية مع دولة عزيزة وشعبها، وهنا أعني المملكة العربية السعودية، في طريق توجيه التهم إليها جزافاً من دون أي سند قضائي أو حقيقي أو ملموس".
فماذا اذاً عن جريمة اغتيال الوزير شطح واتهامات السنيورة والنائب سعد الحريري ومروان حمادة وباقي "الفرقة" لسوريا بارتكابها؟ أليست سوريا بلداً شقيقاً وجاراً للبنان؟ أما من منتقد للاتهام السياسي لدمشق؟
سفراء أميركا وبريطانيا وتركيا وفرنسا في حضرة "السياديين"!
ساعات على الانفجار. جثث الشهداء لم تبرد بعد. لكن سفراء الغرب مستنفرون حاضرون وجاهزون في بيت الوسط.
توالوا تباعاً الواحد بعد الآخر، السفير التركي والفرنسي والأميركي والبريطاني، في تجمّع "بريء" في بيت الوسط، قبيل اعلان بيان "14 آذار" الذي بدت عليه آثار "التوجيهات الغربية".
وهنا يسأل البعض: لنتخيل أن السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي والسفير السوري علي عبد الكريم علي والسفيرين الروسي والصيني اجتمعوا في دارة رئيس حزب "التوحيد العربي" النائب وئام وهاب مثلا اثر انفجار الرويس. وتبع ذاك الاجتماع "المفترض" بيان لقوى الثامن من آذار يتهم في "السعودية" أو تيار "المستقبل" بالجريمة. فمن هو الرجل الخارق الذي سيستطيع أسكات "زمرة الآذاريين" وأدعياء "السيادة" و"لبنان أولاً"، وايقاف أبواقهم الحاقدة!
ماذا لو؟
بتاريخ 5 كانون الأول 2013، عقب اغتيال الشهيد القائد في المقاومة الاسلامية حسان اللقيس، عنونت صحيفة "المستقبل" "اغتيال رجل التكنولوجيا في حزب الله: خرق أم تصفية؟". بهذا "الاسفاف" تعاطى الاعلام الأزرق مع جريمة اغتيال رجل أفنى شبابه على جبهات القتال مع العدو الصهيوني. روايات و"أفلام سيريالية" حيكت دون أي احترام لحرمة الشهادة. وطبعاً يبقى حزب الله المتهم الأول أكان الاغتيال يطال أحد قادته أم رمزاً من رموز الفريق الآخر في "الوطن". فماذا لو انتقت صحيفة "الأخبار" مثلاً أو موقع "العهد" عنواناً جاء فيه "اغتيال رجل الاعتدال في تيار المستقبل: خرق أم تصفية؟". سؤال طرح أمس على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" من قبل ناشطين.
ختام اليوم الأسود مع التوظيف السياسي بحضرة غانم
ختام اليوم الأسود في بيروت كان مع ملك "التوظيف السياسي" مارسيل غانم. حلقة خاصة "مبكلة". أراد منها استكمال حفلة الجنون السياسي التي أطلقها الضنينون على "لبنان أولاً" في يوم استثمار الدماء. غادر الرجل موقعه كمقدّم للحلقة، فصار ضيفاً يحاجج ويجيب ويطلق المواقف والتحليلات. تولى مارسيل أمس الرد على كلام النائب حكمت ديب والمدير العام السابق لوزارة الاعلام محمد عبيد. يجيب غانم على كلام ديب الرافض للاتهام السياسي بالقول "14 آذار سكتوا كتير"، ويرد على دحض عبيد الاتهام عن حزب الله بالقول "من يملك الامكانيات؟"، وينقل عن مواطن قوله "نريد أن نرى اعتدال النائب حكمت ديب اذا تم اغتيال العماد ميشال عون".
يستنكر غانم بتعابير وجهه المتجهم ذكر عبيد لمعلومات أوردتها صحيفة "السفير" تشير الى تورط "فتح الاسلام"، يقول "كيف فتح الاسلام؟!".
في حضرته أطلقت الاتهامات ضد المقاومة، وحضرت المطالب بـ"الطلاق" من الشريك الآخر في الوطن. خوّن حزب الله وفريقه السياسي، كما نزعت "اللبنانية" عنه. هكذا، ترجم مارسيل لغة البيانات الاتهامية بحلقة استفزازية لشريحة من اللبنانيين ملّت "الضحك على عقولها".
هو التوظيف السياسي لدماء اللبنانيين. البروباغندا الدائمة لجماعة "14 آذار" واعلامهم. هم دائماً الأبرياء والضحايا. هم دائماً المسالمون والمعتدلون. حمى الله لبنان من "سقطات" هذه الجوقة" المملة.