ارشيف من :آراء وتحليلات

هل بدأت المواجهة ؟- سركيس ابوزيد-

 هل بدأت المواجهة ؟- سركيس ابوزيد-
سركيس ابوزيد
لفهم خطاب التصعيد الذي اطلقه "تيار المستقبل" بعد عملية اغتيال الوزير السابق محمد شطح لا بد من معرفة اجواء الانقلاب السياسي الذي تم التحضير له بين بيت الوسط وقصر بعبدا ومعراب.

الخلاف بين رئيس الجمھورية العماد ميشال سليمان وحزب لله ھو من أبرز العناوين السياسية في العام 2013، وهو بهدف "التمديد" الشامل لحالة الجمود السياسية، وصولاً الى التجديد للحاكم في بعبدا.
بعد أن اضطر حزب لله الى التدخل عسكرياً في الحرب السورية، استغل الرئيس سليمان هذه المسألة لاعلان حرب متدرجة وتصعيدية ضد المقاومة.
لم تقطع انتقادات رئيس الجمھورية خيط الاتصال والتواصل بينه وبين حزب لله عبر النائب محمد رعد... لكن لم يقتصر الخلاف بين الرئيس سليمان وحزب الله على الموضوع السوري وإنما شمل أيضا موضوع الحكومة الجديدة التي يراوح تشكيلھا منذ تسعة أشھر ويدور في حلقة مفرغة. وھذا الخلاف ما زال على أشده والفجوة الى اتساع كلما اقترب موعد الاستحقاقات.
واللقاء الذي حصل مؤخراً في قصر بعبدا بين سليمان ورعد لم يحمل جديداً وظل كل طرف متمسكاً برأيه وموقفه. وفي نھاية اللقاء أبلغ سليمان رعد أنه ماضٍ في تحمل مسؤوليته وفي اتخاذ الخطوات التي يراھا مناسبة لتشكيل الحكومة الجديدة في الفصل الأول من العام الجديد كي يتسنى لرئيسھا إتمام المراحل الدستورية من وضع البيان الوزاري الى جلسة الثقة قبل استنفاد المھل التي تحوّل مجلس النواب ھيئة ناخبة ابتداء من 25 آذار.
من الواضح أن ھناك صراعاً على الحكومة يوازي ويواكب الصراع على رئاسة الجمھورية...، ومن الواضح أيضاً أن الجميع يبني مواقفه وحساباته على أساس أن عدم حصول انتخابات رئاسية والوصول الى الفراغ ھو الاحتمال الأقوى رغم كل المواقف والتمنيات المعاكسة...
أطلق الرئيس ميشال سليمان إشارة البدء في السباق الرئاسي من بكركي تحديداً، وفي صبيحة عيد الميلاد كما وجه رسالة سياسية الى حزب الله تفيد أنه أخذ قراره بتشكيل حكومة جديدة بالتعاون مع الرئيس المكلف تمام سلام وأنه حدد كانون الثاني موعداً لإعلان ھذه الحكومة لأنه مقيّد بالمھلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمھورية. فقد اعتبر سليمان أن " 25 آذار خط أحمر"، والحكومة يجب أن تشكل في غضون أسابيع من باب الاحتراز للمھل الدستورية وتحسباً لكل السيناريوهات ما يعني أن الحكومة يجب أن تتألف قبل 25 شباط لتتمكن من النزول الى البرلمان قبل الدخول في المھلة الدستورية لانتخاب الرئيس، حيث لا يتحول البرلمان الى ھيئة ناخبة ولا يعود له أن يقوم بأي عمل سوى إجراء الانتخابات الرئاسية.
تعتبر اوساط في 8 أذار أن الرئيس ميشال سليمان الذي تساوره رغبة التمديد والبقاء في الرئاسة رغم كل الكلام الصادر عنه وآخره أنه سيكون في عمشيت يوم 26 أيار (أي اليوم التالي لانتھاء ولايته) يفاوض على الاستحقاق الرئاسي بالورقة الحكومية ويقول لحزب الله ما معناه: إما التفاھم على التمديد في خلال الشھرين المقبلين وإما حكومة جديدة غير متفاھم عليھا تصدر بمرسوم موقع مني ومن الرئيس المكلف...
خلاصة ھذا الوضع أن الأزمة الحكومية تحتدم والمأزق يتعمق: فريق 14 آذار مستقوياً بموقف رئيس الجمھورية يرفض أي تسوية. لذلك لبنان بانتظار "الشوط الأخير الحاسم" من السباق نحو الرئاسة والذي سيجري في فترة ما بين كانون الثاني وآذار...
واكب التطورات السياسية الداخلية طرح الملف اللبناني في جدول الزيارة والمحادثات التي يجريھا الرئيس الفرنسي فرنسوا ھولاند في السعودية، حيث دخل الطرفان في التفاصيل اللبنانية المتعلقة بموضوعين اساسيين: الموضوع الحكومي وضرورة تشكيل حكومة جديدة والموضوع الرئاسي وضرورة إجراء انتخابات رئاسية في موعدھا.

 هل بدأت المواجهة ؟- سركيس ابوزيد-
رئيس الجمهورية ميشال سليمان

وتقول مصادر دبلوماسية فرنسية إن فرنسا تسعى للعمل مع السعودية من أجل المحافظة على الأمور الأساسية في لبنان، خصوصاً أن لبنان قادم على استحقاقات قد تؤدي إلى فراغات مؤسساتية، في إشارة إلى انعدام وجود حكومة وغياب البرلمان، وربما العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمھورية.
وتسعى، في السياق عينه، إلى التنسيق مع الرياض في إطار المجموعة الدولية لدعم لبنان التي تشكلت في نيويورك قبل ثلاثة أشھر لتحقيق غرضين: دعم الجيش اللبناني لأنه ضمانة الاستقرار ومساعدة الحكومة على مواجھة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي اللبنانية.
وكان الاتحاد الأوروبي يتابع باھتمام وقلق أخبار التفجيرات والاضطرابات الأمنية في لبنان. وقد استقر الرأي بعد التشاور بين الدول الأعضاء على أن العلاج يكمن في تقوية القوات المسلحة، وتحديداً الجيش اللبناني الذي أظھر قدرة على ضبط الأمن في أكثر من منطقة، سواء في بيروت أو طرابلس أو صيدا أو البقاع.
وسيعقد لھذه الغاية مؤتمر في روما لإقرار خطة خماسية كانت قيادة الجيش قد وضعتھا وحددت حاجات تلك القوات ونوقشت في بروكسل.
وقد نتج عن المفاوضات الفرنسية السعودية اتمام صفقة تجهيز الجيش اللبناني بسلاح فرنسي وتمويل سعودي – قيمتها 3 مليارات دولار- ومباركة الرئيس سليمان التي اعلنها مساء الاحد من بعبدا .
تقول مصادر سياسية في فريق 8 آذار إن المواجھة كبيرة وأكبر من حسابات لبنانية ومحاولة البعض تبسيط الأمور، فـ 8 آذار التي لم تعط أي ورقة في عز التراجع السوري الإيراني لن تعطي أوراقاً في ظل تبدل الصورة وعودة ھذا المحور الى استعادة أوراقه رويداً رويداً، حتى أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني لن يخرج عن ھذه المعادلة.
وتعتبر هذه المصادر أن الرئيس سليمان منحاز الى فريق 14 آذار وأقحم نفسه في الصراع السياسي الدائر في البلد، وأيضا في الصراع الإقليمي الدائر على أرض لبنان. ويشدد على أن الكفة في المنطقة ترجح لمصلحته إن على مستوى الميدان السوري أو على مستوى الانفتاح الغربي المتدرج على إيران، وھو لن يسمح بأي مفاجآت في لبنان تخالف ھذا المنحى ...
والكباش السياسي بين سليمان و8 اذار انتهى مساء الاحد باعلان الرئيس سليمان انحيازه الى محور السعودية- 14 أذار الذي يستغل جريمة اغتيال الوزير شطح من اجل وضع البلاد امام خيارين اما الفتنة واما سمير جعجع رئيساً للجمهورية او التجديد للرئيس سليمان..لكن لدى 8 أذار خيارات أخرى.


2013-12-30