ارشيف من :آراء وتحليلات

سيناريوهات المعركة الرئاسية

سيناريوهات المعركة الرئاسية

بدأ الملف الرئاسي يشغل حركة الاتصالات والمواقف السياسية في لبنان لأن ھامش الخيارات يضيق مع اقتراب لحظة اتخاذ القرارات الصعبة ...

يمر الاستحقاق الرئاسي بمرحلتين : الأولى تمتد من كانون الثاني وحتى اواخر آذار وفي خلال ھذه الفترة يتحدد مصير الحكومة الجديدة، والثانية تمتد بين 25 آذار موعد بدء المھلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد و 25 أيار نھاية ولاية الرئيس ميشال سليمان ...

حاليا يتم التداول بثلاثة "احتمالات" وھي:

1-انتخاب رئيس جديد ضمن المھلة الدستورية. وھذا الاحتمال نظري ومبدئي دونه عقبات لان معركة الرئاسة حامية بين فريقي 8 و 14 آذار. وفي ظل ميزان القوى الحالي يصعب ويتعذر على أي فريق إيصال مرشحه للرئاسة وتأمين ثلثي
أصوات المجلس النيابي حضورا وانتخابا. لكن اذا حصلت تدخلات وضغوط يمكن التوصل الى تفاھم على رئيس جديد توافقي
تكريسا للاتفاق السياسي. وهذا الاحتمال صعب المنال في ظل الانقسام الحاد الذي تتداخل فيه عوامل داخلية وخارجية لم تحسم بعد.

2-التمديد للرئيس ميشال سليمان وهو "خيار الأمر الواقع" ...التمديد يلقى قبولا ورواجا في المجتمع الدولي ولدى دول عربية لأن الرئيس سليمان مضمون بالنسبة لها وافضل من الدخول في المجهول... "التمديد أفضل من الفراغ" عند فريق أساسي من 14 آذار... و "الفراغ أفضل من التمديد" عند فريق أساسي من 8 آذار، لأن التمديد للرئيس سليمان سيكون تمديدا للأزمة في حين أن الفراغ سيكون حافزا ودافعا الى تسوية وحل للأزمة ومدخلا الى وضع جديد...

سيناريوهات المعركة الرئاسية

3-الفراغ الرئاسي مع تعذر إجراء الانتخابات : تجربة الفراغ عاشھا لبنان مرتين: في المرة الأولى عام 1988 عندما لم يجد الرئيس أمين الجميل من يخلفه ويسلمه قصر بعبدا وانتھى الأمر الى حكومتين متنازعتين... وھذا الوضع قاد الى أزمة كبيرة ومواجھات وحروب لم تنتهِ إلا مع اتفاق الطائف الذي أعاد توزيع الصلاحيات وتقاسم السلطة.
وفي المرة الثانية عام 2007 عندما غادر الرئيس إميل لحود قصر بعبدا من دون تسلم وتسليم واتجه الوضع نحو الأسوأ ولم ينتهِ إلا مع "اتفاق الدوحة" الذي صاغ تفاھمات حول الرئيس الجديد وحكومة جديدة وقانون انتخابات .
الفراغ في العام 2014 إذا حصل سيؤدي الى أزمة كبيرة تعادل أزمة حكم ونظام، والى مشاكل وخضات أمنية لا يمكن التكھن بحجمھا ومداھا وكيف ستنتھي سياسيا: الى "اتفاق دوحة جديد" تحت مظلة إقليمية إيرانية سعودية أم الى "اتفاق طائف جديد" ومؤتمر تأسيسي لإعادة بناء النظام؟!

هذا في الشكل. ماذا عن المطابخ الرئاسية؟


تجري محاولات ميؤوس منها لترتيب البيت الماروني تقوم بها بكركي هدفها حصول اتفاق بين الزعماء الموارنة قبل انتخابات رئاسة الجمھورية لأن كل الأقطاب الموارنة مرشحون لرئاسة الجمھورية ويفضلون الاحتفاظ بحرية التحرك. لكن هناك مساع لوضع ميثاق شرف فيما بينھم يتضمن عدداً من النقاط بينھا: الحؤول دون الفراغ في سدة الرئاسة والتسليم بمبدأ نصاب الثلثين لانتخابات الرئاسة احتراماً لھيبة المنصب وأن يجتمعوا على مواصفات الرئيس وليس بالضرورة على الشخص.

اما في المطابخ الدولية فهناك تداول باربعة سيناريوھات:

السيناريو الأول: دور فرنسي بتكليف أميركي روسي لاختيار رئيس قادر على الاضطلاع بمسؤوليات جسيمة في المرحلة المقبلة وأھمھا ضخ ما يحتاجه منطق التسويات في لبنان من مناخات ..

السيناريو الثاني: تفاھم أميركي إيراني و يتصدر اسم النائب سليمان فرنجية أسماء المرشحين الذين يمكن أن يطرحوا.
السيناريو الثالث: معركة داخلية مضبوطة وتسعى واشنطن مع الدول الفاعلة لتوفير غطاء دولي من اجل إجراء الانتخابات في لبنان في موعدھا مھما كانت الظروف والصعوبات، وقد بدأت تحضير المسرح في لبنان من أجل إنفاذه. على ان يترك للعبة الداخلية أن تأخذ مداھا وفق قواعد ومعايير ونتائج الانتخابات. وضمن ھذا السيناريو لا مكان للمرشحين الوسطيين أو التوافقيين أو لكبار الموظفين، بل لواحد من اثنين إما رئيس من 8 أو من 14 آذار.

السيناريو الرابع: توافق إقليمي، وتحديدا بين إيران والسعودية، بما يضمن انتخاب شخصية توافقية من بين لائحة المرشحين ...
في كل الحالات ما زال المطبخ اللبناني في اجازة وشبه معطل بانتظار جلاء التطورات الاقليمية والدولية. خاصة وان فريق 14 اذار مدعوما من السعودية ومطابخ دولية يراهن على انقلاب المعادلات لصالحه لذلك يضع لبنان امام خيارين: اما انتخاب سمير جعجع رئيسا للجمهورية او التمديد للرئيس ميشال سليمان او الفراغ والخراب . لكن حساب الحقل لن يتوافق مع حساب البيدر لان موازين القوى تغيرت واتجاه الرياح الدولية لم تعد كما يتمنون . والخوف الوحيد هو اخذ البلد الى المغامرة بعد ان سدت في وجههم طريق التفرد بالسلطة .
2014-01-07