ارشيف من :آراء وتحليلات
لبنان في دائرة الانتظار الاقليمي
فجأة برزت حركة سياسية كثيفة لتشكيل حكومة جديدة في لبنان ، مما اوحى بقرب الولادة بعد تسعة أشھر من المخاض. ھناك فرصة سانحة انطلقت من ايجابية 8 اذار في ظروف دولية مؤاتية . وھذه الفرصة إذا ضاعت يصعب أن تتكرر في وقت قريب. ثمة قطبة إقليمية خفية لم تتضح معالمھا ولم تفك ألغازھا، وثمة أجواء توحي بوجود "قرار سياسي" بالإفراج عن الحكومة الجديدة .من معالمها : اشارة سعودية مفاجئة، ارباك 14 اذار انطلاق جلسات المحكمة الدولية و قطار جنيف2. ان المبادرة الى تحريك الملف الحكومي جاءت من جانب حزب لله الذي شجع بري وجنبلاط على إدارة محركاتھما والقيام بتحرك في ھذا الاتجاه وزوّد بري بتفويض سياسي .بالشكل "تنازل" حزب لله عن حكومة 9-9-6 يعني أنه يريد حكومة سياسية جامعة تخرج الرئيس سليمان في زاوية الحكومة الحيادية ، ووضع الكرة في ملعب 14 اذار ، لأنه لا يريد أزمة في لبنان قد تتدحرج أمنيا وفي الشارع ...
جاءت هذه التطورات في لحظة يمر فيها فريق 14 اذار في ازمة صعبة . ومن الأمور التي انكشفت بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح ، عدم وجود مشاركة شعبية في ماتمه على غرار ما كان يحصل في حالات سابقة مماثلة، وھو ما أعطى "إنذارا" الى وجود مشكلة في العلاقة بين قيادة 14 آذار وجمھورھا أو في قدرة 14آذار على تحريك الشارع كما من قبل. هذه التجربة كشفت عن وجود "إرباك سياسي" وامتحان جديد لتماسك هذا الفريق وجھوزيته ومصداقيته .لذلك اضطرة الى التعاطي مع تشكيل الحكومة الجديدة بعد اشارة وصلته من السعودية لكنه ظل على تردده وارباكه .
من جهة اخرى ھناك تطورا إقليميا خفيا وممكن أن يكون قد حصل باتجاه الدفع نحو حكومة جديدة من دون الحاجة الى حوار مباشربين السعودية وايران ، ومن دون انتظار تفاھما ثنائيا بينهما حول الملف اللبناني برمته. وھذا التطور حصل من جراء مداخلات دولية قام بھا مسؤولون أميركيون- وليام بيرنز- ووسطاء دوليون – بلامبلي-وتحت سقف قرار دولي بالحفاظ على استقرار لبنان وعدم تمدد الحريق السوري إليه، وفي سياق مناخ دولي تتقدم فيه الإيجابية على المشاغبة بعد "جنيف الإيراني" وقبل قليل من "جنيف السوري".
وفي هذا السياق ذكرت معلومات ان زيارة النائب وليد جنبلاط لتركيا مؤخرا ولقاؤه مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تناولت التطورات السورية عموما، والتحركات لعقد مؤتمر "جنيف 2" وحظوظ نجاحه أو فشله. ومن المواضيع التي أثيرت أيضا خلال لقاء جنبلاط أوغلو إمكانية التواصل التركي مع السعودية للمساھمة في حلحلة الأزمة الحكومية اللبنانية ولاستشراف التوجه السعودي حيال الأحداث في سوريا وحيال تداعياتھا على الساحة اللبنانية. واشارت المعلومات ان الوزير أوغلو وعد جنبلاط بالتواصل مع الرياض وإعلامه بالنتيجة، واكد له أن تركيا تريد المحافظة على الاستقرار الداخلي في لبنان وعدم حصول أي ثغرة في التعاطي اللبناني التركي مع مجرى الأحداث.
كما كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع روسيا والصين، ستمارس ضغطاً على الأطراف اللبنانيين في آذار المقبل من أجل انتخاب رئيس جديد للجمھورية وعدم السماح بحصول فراغ في المنصب. وأكدت المصادر أن ھذه الدول ستدفع نحو اتفاق اللبنانيين . ورأت المصادر أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني أساسي أكثر من تشكيل الحكومة.
وأفادت معلومات دبلوماسية أن بعثة فرنسية رفيعة المستوى ستزور بيروت للتحاور مع القيادات المسيحية في شأن الاستحقاق الرئاسي .و ستعمل باريس مع الدول الخمس الدائمة العضوية من أجل التعبئة لتنبيه القيادات اللبنانية حول مخاطر عدم إجراء انتخاب رئاسي. وتضيف المعلومات أن دوائر الفاتيكان مھتمة باستحقاق الرئاسة اللبنانية الموجود على سدتھا رئيس مسيحي ھو الوحيد في المنطقة العربية، وھي تشدد على أمرين: إجراء الانتخابات في موعدھا الدستوري بلا تأجيل، واختيار رئيس مقبول من جميع الأطراف المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وتعتبر أن الرئيس التوافقي ھو الخيار الأنسب في حال تمت التسوية بين إيران والسعودية والمأمول منھا أن تنعكس إيجابا على الوضع الداخلي اللبناني.
كما أشارت مصادر دبلوماسية الى أن انتخابات رئاسة الجمھورية في لبنان مرتبطة بنتائج مؤتمر "جنيف 2"، فإذا أصيب الأخير بفشل معلن فسيتعذر إجراء انتخابات رئاسية في لبنان، أما إذا أثمر ونتج عنه على الأقل تحديد موعد آخر لعقد "جنيف 3"، فھذا سيؤشر الى حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان .
كل هذه التطورات الدولية اوجدت مناخا ايجابيا في لبنان لتشكيل حكومة جديدة سياسية جامعة تحتوي الازمة اللبنانية المتفاقمة وتمنع تدحرجها الى الانفجار والفوضى .قوى 14 اذار ادركت هذه اللحظة وتعاملت معها بايجابية بينما قوى 14 اذار ما زالت مترددة ومربكة فيما بينها ومع جمهورها. ويبقى لبنان في دائرة الانتظار ويقف امام اشارة المرور : ضوء اصفر .
جاءت هذه التطورات في لحظة يمر فيها فريق 14 اذار في ازمة صعبة . ومن الأمور التي انكشفت بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح ، عدم وجود مشاركة شعبية في ماتمه على غرار ما كان يحصل في حالات سابقة مماثلة، وھو ما أعطى "إنذارا" الى وجود مشكلة في العلاقة بين قيادة 14 آذار وجمھورھا أو في قدرة 14آذار على تحريك الشارع كما من قبل. هذه التجربة كشفت عن وجود "إرباك سياسي" وامتحان جديد لتماسك هذا الفريق وجھوزيته ومصداقيته .لذلك اضطرة الى التعاطي مع تشكيل الحكومة الجديدة بعد اشارة وصلته من السعودية لكنه ظل على تردده وارباكه .
من جهة اخرى ھناك تطورا إقليميا خفيا وممكن أن يكون قد حصل باتجاه الدفع نحو حكومة جديدة من دون الحاجة الى حوار مباشربين السعودية وايران ، ومن دون انتظار تفاھما ثنائيا بينهما حول الملف اللبناني برمته. وھذا التطور حصل من جراء مداخلات دولية قام بھا مسؤولون أميركيون- وليام بيرنز- ووسطاء دوليون – بلامبلي-وتحت سقف قرار دولي بالحفاظ على استقرار لبنان وعدم تمدد الحريق السوري إليه، وفي سياق مناخ دولي تتقدم فيه الإيجابية على المشاغبة بعد "جنيف الإيراني" وقبل قليل من "جنيف السوري".
وفي هذا السياق ذكرت معلومات ان زيارة النائب وليد جنبلاط لتركيا مؤخرا ولقاؤه مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تناولت التطورات السورية عموما، والتحركات لعقد مؤتمر "جنيف 2" وحظوظ نجاحه أو فشله. ومن المواضيع التي أثيرت أيضا خلال لقاء جنبلاط أوغلو إمكانية التواصل التركي مع السعودية للمساھمة في حلحلة الأزمة الحكومية اللبنانية ولاستشراف التوجه السعودي حيال الأحداث في سوريا وحيال تداعياتھا على الساحة اللبنانية. واشارت المعلومات ان الوزير أوغلو وعد جنبلاط بالتواصل مع الرياض وإعلامه بالنتيجة، واكد له أن تركيا تريد المحافظة على الاستقرار الداخلي في لبنان وعدم حصول أي ثغرة في التعاطي اللبناني التركي مع مجرى الأحداث.
كما كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع روسيا والصين، ستمارس ضغطاً على الأطراف اللبنانيين في آذار المقبل من أجل انتخاب رئيس جديد للجمھورية وعدم السماح بحصول فراغ في المنصب. وأكدت المصادر أن ھذه الدول ستدفع نحو اتفاق اللبنانيين . ورأت المصادر أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني أساسي أكثر من تشكيل الحكومة.
وأفادت معلومات دبلوماسية أن بعثة فرنسية رفيعة المستوى ستزور بيروت للتحاور مع القيادات المسيحية في شأن الاستحقاق الرئاسي .و ستعمل باريس مع الدول الخمس الدائمة العضوية من أجل التعبئة لتنبيه القيادات اللبنانية حول مخاطر عدم إجراء انتخاب رئاسي. وتضيف المعلومات أن دوائر الفاتيكان مھتمة باستحقاق الرئاسة اللبنانية الموجود على سدتھا رئيس مسيحي ھو الوحيد في المنطقة العربية، وھي تشدد على أمرين: إجراء الانتخابات في موعدھا الدستوري بلا تأجيل، واختيار رئيس مقبول من جميع الأطراف المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وتعتبر أن الرئيس التوافقي ھو الخيار الأنسب في حال تمت التسوية بين إيران والسعودية والمأمول منھا أن تنعكس إيجابا على الوضع الداخلي اللبناني.
كما أشارت مصادر دبلوماسية الى أن انتخابات رئاسة الجمھورية في لبنان مرتبطة بنتائج مؤتمر "جنيف 2"، فإذا أصيب الأخير بفشل معلن فسيتعذر إجراء انتخابات رئاسية في لبنان، أما إذا أثمر ونتج عنه على الأقل تحديد موعد آخر لعقد "جنيف 3"، فھذا سيؤشر الى حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان .
كل هذه التطورات الدولية اوجدت مناخا ايجابيا في لبنان لتشكيل حكومة جديدة سياسية جامعة تحتوي الازمة اللبنانية المتفاقمة وتمنع تدحرجها الى الانفجار والفوضى .قوى 14 اذار ادركت هذه اللحظة وتعاملت معها بايجابية بينما قوى 14 اذار ما زالت مترددة ومربكة فيما بينها ومع جمهورها. ويبقى لبنان في دائرة الانتظار ويقف امام اشارة المرور : ضوء اصفر .