ارشيف من :ترجمات ودراسات
"إسرائيل" تضغط على إدارة أوباما لحملها على قبول الاستيطان
واصلت "إسرائيل" ممارسة ضغوطها على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحملها على قبول الموقف "الإسرائيلي" بشأن الاستيطان، فيما أجرى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري حسني مبارك لشرح خطابه الذي ألقاه في جامعة "بار ايلان" مؤخراً، بينما شجب البرلمان الاردني بشدة حديث نتنياهو عن القدس ك"عاصمة موحدة ل"إسرائيل"". معتبراً أنه ضرب من الجنون.
وقال مسؤولون غربيون إن مستشاري نتنياهو أخبروا نظراءهم الأمريكيين والأوروبيين أن الجكومة "الإسرائيلية" تدعي افتقارها إلى السلطة القانونية لوقف البناء في حالات رسا فيها العطاء بالفعل أو حالات المساكن المشتراة حديثا. وقال مسؤول غربي إن البعض في واشنطن "متعاطف" مع موقف نتنياهو، باعتبار ان التجميد الكامل للبناء ربما يؤدي إلى تفكك الائتلاف اليميني الذي يقوده. وذكر مسؤولون "إسرائيليون" أن نتنياهو يأمل أن تؤدي موافقته لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى إقناع أوباما بإظهار بعض المرونة فيما يتعلق بالمستعمرات.
وقال نتنياهو في مقابلة مع محطة تلفزيون أمريكية إنه سوف يلتقي جورج ميتشل مبعوث أوباما الخاص إلى الشرق الأوسط خلال زيارة إلى أوروبا الأسبوع المقبل معترفاً أن الأمر مازال "موضوعا خلافيا". واعتبر دبلوماسي غربي ان تركيز واشنطن يتحول من موضوع المستعمرات إلى سبل استئناف المفاوضات، مشيراً إلى ان أحد الاحتمالات التي تضعها إدارة أوباما في الاعتبار هو أن تعجل بالمفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية بشأن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وكان أوباما وصف خطاب نتنياهو، عقب محادثات أجراها في المكتب البيضاوي مع رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسكوني، بأنه يشكل نقطة انطلاق لبدء محادثات جدية، مجدداً مطالبته بوقف الاستيطان من الجانب "الإسرائيلي" ووقف ما سماه العنف من الجانب الفلسطيني.
من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس أن نتنياهو بادر إلى الاتصال بمبارك الاثنين على ضوء انتقادات الأخير لخطابه في جامعة بار إيلان الاحد الماضي، مشيرة إلى أن رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد يقوم بزيارة سرية إلى مصر. وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو حاول من خلال الاتصال الهاتفي توضيح مبادئ خطته السياسية أمام مبارك وأن الاثنين اتفقا على اللقاء في الفترة القريبة المقبلة. وأضافت أن أراد توجه سرا إلى مصر، حيث لم يتم الإعلان عن هذه الزيارة، ويتوقع أن يطلب من القيادة المصرية ممارسة ضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكي يوافق على استئناف المفاوضات مع "إسرائيل" من دون شروط مسبقة. وقالت إن نتنياهو يعتزم إيفاد مبعوثين إلى الأردن وربما إلى دول عربية أخرى.
من جهته، أعرب مجلس النواب الأردني أمس في بيان عن استنكاره واستهجانه لخطاب نتنياهو، معتبراً أن "مجرد الحديث عن القدس كعاصمة موحدة ل"إسرائيل" هو ضرب من الجنون". واعتبر ان "رؤية نتنياهو للسلام تذهب بعيدا جدا في اعادة تكريس عقلية القلعة الصهيونية وسياسات التطرف الرافضة لمنطق الحق والعدل والتعايش والتنكر لقرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي وإرادته الحرة"، كما أعرب عن "رفضه القاطع لمنطق يهودية الدولة والدولة منقوصة السيادة".
الى ذلك، اعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في (م.ت.ف)، د. صائب عريقات، ان الخطر الحقيقي على المنطقة لا يأتي من إيران، بل يأتي من "إسرائيل" كونها دولة نووية كما أن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة هو استمرار الاحتلال "الإسرائيلي". وقال خلال ندوة سياسية عقدها في رام الله، أمس، انه تولى شخصياً بناء على طلب الرئيس محمود عباس الاتصال مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول العربية، وانتقد بشدة بعض المواقف الأوروبية التي اعلنت عن تفهمها لما تضمنه خطاب نتنياهو من مواقف.