ارشيف من :ترجمات ودراسات
الموساد: القنبلة الإيرانية العام 2014
خلافا للتقديرات الإسرائيلية السابقة التي تحدثت عن سقف زمني لا يتجاوز العامين لامتلاك إيران قنبلة نووية، كشف رئيس الموساد الجنرال مائير داغان، أمس، تقديرات جديدة تبدأ بالعام 2014.
وأثارت هذه التقديرات الجديدة خشية من أن تضارب التقديرات داخل الموساد وبينه وبين شعبة الاستخبارات العسكرية قد تضعف الثقة بالموقف الإسرائيلي. وتتزايد التقديرات الإسرائيلية بأن الأزمة القائمة في إيران، في أعقاب الانتخابات، لن تطول وسيتمكن النظام من احتوائها. واعتبر داغان أن «الأمر يتعلق بسجال داخل النخبة الإيرانية. هناك خلافات حول مراكز النفوذ، وهذا شأن داخلي وليس خارجيا».
وفي استعراض له أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حذر داغان من أنه سيكون بوسع طهران إطلاق أول قنبلة نووية في العام 2014. وأضاف «من ناحية المشروع النووي لم تعد المسألة شأنا تقنيا، لأن الإيرانيين حلوا المشاكل التقنية على هذا الصعيد. وإذا لم يتعرقل المشروع على المستوى التقني، وإذا لم تطرأ أعطاب على الخطط الموضوعة، فإنه ستكون للإيرانيين قنبلة جاهزة للإطلاق نهاية العام 2014. إن إيران تحاول تعزيز مكانتها في الشرق الأوسط. وهم يريدون أن يكونوا مصر الستينيات والسبعينيات. هناك تعاون عميق بين إيران وكوريا الشمالية وسوريا. وهذا يشكل خطرا جوهريا على وجود دولة إسرائيل، وينبغي إبعاد هذا الخطر عنا».
تجدر الإشارة إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين، كان قد عرض أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تقديرا مغايرا للحالة النووية الإيرانية. وأشار يادلين إلى أن التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي للعام 2008-2009 يرى بأن إيران تواصل مساعيها لامتلاك سلاح نووي عبر الالتفاف على العراقيل التي توضع في طريقها. وأضاف أن «إيران قريبة جدا من امتلاك قدرة نووية عسكرية». وحسب كلامه فإنه يمكن لإيران حتى نهاية العام 2010 الوصول إلى حالة «ترسيخ قدرة نووية».
كما أن يادلين نفسه كان قد أخبر لجنة الخارجية والأمن أن طهران اجتازت «الحد التكنولوجي» لإنتاج القنبلة النووية. وأضاف أن إيران أنهت تطوير صواريخ أرض-أرض قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وبذلك فإن امتلاك قدرة نووية عسكرية «يرتبط أساسا بالقرار السياسي لإيران».
وكتب المراسل الأمني لصحيفة «هآرتس» يوسي ميلمان أنه ومنذ 15 عاما والاستخبارات الإسرائيلية تقدم تقديرات متغيرة حول موعد وصول إيران لخط النهاية النووي. وأضاف أن هذه التقديرات تراوحت بين نهاية التسعينيات من القرن الماضي مرورا بمطلع الألفية، وانتهت حتى يوم أمس إلى 2009-2010. وها هو رئيس «الموساد» يقول إن الموعد 2014، وهذا يعني أن الموساد يتوافق مع تقديرات الاستخبارات المركزية الأميركية التي كانت تصر على أن إيران ستمتلك القدرة النووية العام 2015.
وأوضح ميلمان أن تأرجح التقديرات الإسرائيلية يسيء إلى سمعة وحدة الأبحاث والتقدير في كل من شعبة الاستخبارات والموساد، مشيرا إلى أن هذا التأرجح يربك الجمهور.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الموساد، شارك في اجتماع لجنة الخارجية والأمن، إن «إيران تتابع باهتمام كبير أداء ونشاط الولايات المتحدة إزاء الأزمة مع كوريا الشمالية. وإذا رأوا أن السياسة الأميركية لم تفلح في إخضاع أو كبح كوريا الشمالية، فإن ذلك سيؤثر بالتأكيد على السلوك الإيراني في المحادثات المستقبلية مع الأميركيين. فالأميركيون قرروا التعامل مع إيران بأسلوب القوة الناعمة... والإيرانيون واثقون أن العالم سيتقبل موقفهم».
وتطرق داغان في عرضه في الكنيست للوضع الراهن في إيران، فقال إن «الاضطرابات تقع في طهران وولاية أخرى فقط وهي لن تستمر وقتا طويلا... فهل سيتحول الوضع إلى ثورة؟ أنا في شك من ذلك». وحسب كلامه فإن «التزوير الذي حدث هو مثلما يحدث في كل الدول الديموقراطية. والعنصر الحاسم هو موقف المرشد (الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي) وهو لم يتغير. والأمر يتعلق بسجال داخل النخبة الإيرانية. هناك خلافات حول مراكز النفوذ، وهذا شأن داخلي وليس خارجيا».
واعتبر داغان أن «الواقع الإيراني ليس على وشك التغيير جراء الانتخابات. فنحن والعالم نعرف (الرئيس محمود) أحمدي نجاد. ولو أن (مير حسين) موسوي فاز لكان أصعب علينا أن نشرح الموضوع الإيراني للعالم بأسره، لأن موسوي في الحلبة الدولية معتدل. ولكن محظور علينا أن ننسى أنه هو من بدأ المشروع النووي. إن ما يجري الآن في إيران هو صراعات سياسية داخلية، وهي ليست مرتبطة بالقضايا المركزية الأساسية لإيران».
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، لإذاعة الجيش، «ثمة نقطتان متفق عليهما بين النخبة السياسية الإيرانية هما كراهية إسرائيل والنية لمواصلة البرنامج النووي». وأضاف «لذلك لا نعلق أي أمل على ما يحدث هناك حاليا».
وأشار المسؤول الرفيع المستوى في الموساد، الذي شارك في اجتماع لجنة الخارجية والأمن، إلى المسألة الفلسطينية. وقال إن «الإدارة الأميركية ترى أن النزاع يخرج عن حدود الساحة المحلية، وهو مؤثر جدا في الحلبة العالمية. وفي حينه قال السيناتور جون كيري إن النزاع يؤثر على النزاعات الأخرى، لذلك ثمة إلحاح للتقدم نحو حله أو على الأقل التظاهر بالتقدم. وقضية المستوطنات تصنف كقضية جدية جدا، والأميركيون يلمحون إلى أنهم جديون جدا. وهم يريدون توفير فرصة لإجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية في العام 2010، بعد مصالحة فتح وحماس، وسيقبلون بحكومة تكنوقراط تعمل حتى الانتخابات».
أما بشأن سوريا، فقال المسؤول في الموساد إن «الإدارة الأميركية الجديدة تلقت سوريا كدولة منبوذة. والإدارة الجديدة بالتأكيد تريد رؤية سوريا في دائرة السلام. وللأميركيين مصلحة في سوريا بشأن إغلاق الحدود ومنع التسلل إلى العراق. ومن الجائز جدا أن ينشأ وضع يفحصوا فيه احتمال فتح مسار بين إسرائيل وسوريا مواز للمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين».