ارشيف من :آراء وتحليلات
تصاعد سباق التسلح العالمي
في مواجهة الحصار والتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها، نصبت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا على شاطئها الشرقي. وقال الخبراء ان صواريخ كوريا الشمالية يمكن ان تصل الى الاسكا.
وقد وضعت الولايات المتحدة الاميركية نظامها الصاروخي في حالة جهوزية قتالية تامة، بسبب استعداد كوريا الشمالية لاجراء تجربة اطلاق صاروخ جديد بعيد المدى، حسبما كتب الخبير بيل غيرتس في جريدة "واشنطن فري بيكن". وتشمل الاجراءات الاميركية وضع الصواريخ الاعتراضية في الاسكا وكاليفورنيا في حالة جهوزية تامة، وموضعة سفينتين حربيتين جديدتين، تحملان انظمة الدرع الصاروخية، بالقرب من الشواطئ الكورية، فيبلغ عددها اربع سفن من هذا النوع. وتقول المعلومات الاميركية، ان التجهيزات الموجودة على هذه السفن كافية لحماية منطقة شمالي شرق اسيا من احتمال ضربة كورية شمالية.
وافادت مصادر وزارة الحرب الاميركية انه في الاسابيع القليلة القادمة سيتم في جزيرة غوام موضعة احدث انظمة الدرع الصاروخية الاميركية: الصواريخ المنصوبة على اليابسة من طراز THAAD، من اجل الدفاع عن القاعدة الاميركية التي تضم 6000 شخص في شمالي المحيط الهادي.
وتدعي المراجع الاميركية ان رفع الجهوزية القتالية الاميركية انما يعود سببه الى اللهجة الحربية المتشددة التي تستخدمها كوريا الشمالية، والتي تهدد بتوجيه ضربات نووية الى الولايات المتحدة الاميركية. وأكد وزير الحرب الاميركي تشيك هايغل ان بعض تصرفات بيونغ يانغ خلال الاسابيع الماضية تمثل تهديدا مباشرا حقيقيا ضد حليفتي اميركا كوريا الجنوبية واليابان، كما ضد القاعدة الاميركية في جزيرة غوام، وجزر هاواي والشاطئ الغربي للولايات المتحدة الاميركية. وبعد ان ارسلت واشنطن القاذفات الاستراتيجية من طراز ب ـ 52 وطائرات "الشبح" ب ـ 2 لتحلق بالقرب من اجواء كوريا الشمالية، في اطار المناورات المشتركة الاميركية ـ الكورية الجنوبية، اعلنت بيونغ يانغ انها تنظر الى علاقاتها مع سيول بأنها "في حالة حرب".
كما ان تنشيط الجهوزية الحربية الاميركية استند الى التقارير المخابراتية، التي قالت ان بيونغ يانغ تستعد لاطلاق الصاروخ المسمى موسودان، والذي يمكن اعتباره سلاحا جديدا، وهو مركز على قاعدة اطلاق متحركة. ويقول تقرير سري لوزارة الحرب ان هذا السلاح قد صنع بناء على تصاميم الصاروخ الروسي SS-N-6 المموضع على غواصة، ويبلغ مداه حوالى 3000 كلم. وحسب تقديرات الخبراء في واشنطن، فإن هناك احتمالا ضئيلا ان تقدم كوريا الشمالية على اطلاق صاروخها الاحدث عابر القارات من طراز KN-08، والمركـّز هو ايضا على قاعدة اطلاق متحركة.
والعنصر الرئيسي للدرع الصاروخية الاميركية هو 30 صاروخا اعتراضيا ذات مدى بعيد، مموضعة في فورت غريلي في الاسكا، في القاعدة العسكرية فاندينبرغ. وفي شمالي سكرامنتو، في كاليفورنيا، في قاعدة الطيران الحربي بيل في جزيرة شيميا، من جزر أليوت، توجد رادارات الانذار المبكر، التي تتابع انطلاق ومسار طيران الصواريخ المعادية. وفي المياه قبالة شواطئ اليابان توجد محطة رادارية متحركة ضخمة، تتابع اطلاق الصواريخ المعادية وتتعقبها.
وحسب تقارير المخابرات، من المرجح ان تقوم بيونغ يانغ بتجربة اطلاق صاروخ موسودان قريبا من تاريخ 15 نيسان، تاريخ الاحتفال بميلاد مؤسس الدولة كيم ايل سونغ.
وفي الوقت ذاته اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الولايات المتحدة لم تلاحظ تبدلا في نشاطات القوات الكورية الشمالية، بالرغم من التصاريح العنيفة لبيونغ يانغ. وكانت كوريا الشمالية قد اعلنت قبل ايام انها تنسحب من اتفاقية وقف اطلاق النار الموقعة سنة 1953، مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاميركية، وانها تعتبر نفسها "في حالة حرب".
وفي هذا الوقت اتضح ايضا ان وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تحضر لضربة استباقية ضد كوريا الشمالية.
وأرسلت واشنطن ارتالا من الطائرات المقاتلة ف ـ 22 للمشاركة في المناورات مع كوريا الجنوبية. وشاركت في هذه المناورات الواسعة القوات البرية، والجوية والبحرية، بما فيها القاذفات الاستراتيجية B52 و B2. وستستمر المناورات حتى نهاية شهر نيسان القادم.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم تشين اون ان الخط الاستراتيجي لحزب العمل الكوري هو ان يتم التوصل في الوقت ذاته الى اعادة هيكلة الاقتصاد وتطوير القوات العسكرية النووية.
ومن جهة ثانية وبالرغم من الاعلانات السابقة لاميركا عن التخلي عن نشر منظومة الدرع الصاروخية في اوروبا، وفي اطار مشروع بناء هذه المنظومة على مراحل، بدأ البنتاغون ينشر في اوروبا مدمرات، هي جزء من منظومة الدرع الصاروخية. هذا ما اعلنه يوم السبت الماضي هايغل خلال اجتماع يتعلق بالمسائل الامنية في ميونيخ، كما نشرت وكالة انترفاكس الروسية. وقال الوزير انه يوم السبت ظهرا ارسلت اميركا السفينة "دونالد كوك"، المجهزة بمنظومة للدرع الصاروخية، الى مدينة روتا الاسبانية. وزعم هايغل ان هذه الخطوة قد اتخذت ردا على التهديد الذي تمثله الصواريخ الباليستية الايرانية، وهذا بالرغم من ان طهران وافقت على وضع برنامجها النووي تحت الرقابة الدولية.
كما قال انه في الايام الاخيرة قام بزيارة بولونيا، حيث اكد استعداد اميركا لنشر اجزاء من منظومة الدرع الصاروخية في تلك البلاد. وهذا يعتبر جزءا من برنامج ادارة اوباما لما تسميه الدفاع عن الحلفاء في اوروبا من التهديدات الصاروخية، بما فيها الصواريخ الباليستية، التي قد تطلق من ايران.
ويقتضي البرنامج إيجاد قاعدة لمنظومة "إجيس" في اسبانيا، وإيجاد ساحتين لمنظومة الدرع الصاروخية، احداهما في رومانيا، التي ينبغي ان يبدأ تشغيلها في سنة 2015، والثانية في بولونيا، التي ينبغي ان تبدأ العمل في سنة 2018. وقبل ساعات من تصريح الوزير هايغل كان مسؤول شؤون الامن ونزع التسلح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل اوليانوف قد صرح بأن الادعاء بوجود تهديد ايراني لا اساس له من الصحة، واضاف ان روسيا ستنسحب من اتفاقية الحد من ترسانة الاسلحة الاستراتيجية النووية، اذا استمرت موضعة منظومة الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا.
وقال "لا يمكن الا ان يقلقنا واقع ان الولايات المتحدة الاميركية تواصل زيادة ترسانة الدرع الصاروخية بدون ان تأخذ بالاعتبار مصالح وقلق روسيا. ومثل هذه السياسة تترافق مع تقويض الاستقرار الاستراتيجي ويمكن ان تؤدي الى وضع تكون فيه روسيا مجبرة على استخدام حقها في الخروج من الاتفاق". وان موسكو لا تزال تأمل في التوصل الى تفاهم مع واشنطن حول مسألة الدرع الصاروخية".
من جهته صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما نقلت عنه اذاعة "صوت روسيا"، ان مسألة الدرع الصاروخية هي من المسائل الرئيسية في العلاقات بين موسكو وواشنطن. واضاف ان روسيا اعلنت اكثر من مرة ان التقدم في المحادثات حول البرنامج النووي الايراني يسمح على الاقل بتجميد انشاء الدرع الصاروخية في اوروبا.