ارشيف من :نقاط على الحروف
’أم تي في’ ناطقة باسم الارهاب
بدأت بالتطبيع الاعلامي مع العدو الاسرائيلي ووقاحة استسقاء مصادر الأخبار من جيشه. استكملت المهمّة بـ"دعاية سياسية" فتنوية. وأمس نطقت الـ"أم تي في" بلسان حال الارهاب.
"الحرية مسؤولية"، مقولة ربّما لم تطرأ على أذهان القيمين على الـ"أم تي في". تعتمد القناة في استراتيجيتها الاعلامية على "الحرية" دون "المسؤولية". "حرية" التطبيع الاعلامي مع العدو الاسرائيلي دون حسيب ولا رقيب، و"حرية" ممارسة الفتنة بين طائفتين أساسيتين في لبنان. وكذلك "حرّية" صبغ صفة "الاستشهادي" على الانتحاري معين أبو ظهر الذي نفّذ تفجير السفارة الايرانية.
أمس "صعقت" قناة آل المرّ جمهورها. في نشرة منتصف الليل أوردت خبراً يتعلّق بأحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في السفارة الايرانية في بئر حسن مؤخراً، معرّفة عنه في الشريط السفلي للشاشة بـ "الاستشهادي الذي فجّر نفسه بالسفارة الايرانية".
صلافة القناة في القفز فوق دماء الشهداء واستفزاز أهالي الضحايا يصعب تبريرها بأي شكل. الشاشة التي لم تعترف يوماً بشهادة المجاهدين المقاومين على تخوم الوطن في وجه العدو الصهيوني طيلة سنوات من الصراع، لم تجد حرجاً في نعت الارهابي الذي قتل وجرح عدداً من المدنيين الأبرياء بـ"الاستشهادي".
ترويج القناة للارهابيين ونهجهم المنسجم مع تغطيتها الاعلامية المسوّغة لجرائمهم، ليس بريئاً. الـ"أم تي في" لطالما كانت سبّاقة في خرق أبسط مبادئ الوطنية واللعب على وتر الطائفية المقيتة. طائفية بدت القناة وكأنها تسعى الى ترسيخها من خلال دعاية تعرض تكراراً ومراراً على شاشتها تظهر يداً ترتدي خاتماً في إيحاء غير مباشر إلى فئة من المسلمين في لبنان، وضرب الصليب على رأس حجر الملكة على رقعة الشطرنج للايحاء بوجود تهديد للوجود المسيحي من قبل الفئة المذكورة.
تحريض علني تمارسه القناة المحسوبة على الاعلام "الآذاري" في لبنان، لا يقف عند حدود تقليب رأي عام ضد الآخر، بل يتعدّاه الى تشجيع على القتل والارهاب. ممارسات تطرح تساؤلات عدّة حول تفلّت الاعلام في لبنان، وتلهّي القيّمين عليه بملاحقة تغريدات "تويتريّة" تذمّ رئيساً هنا وتنتقد وزيراً هناك.
المسؤولية اليوم ما عادت على كاهل اعلام لفظها وتبرّأ منها، بل باتت في عهدة وزارة الاعلام لتقوم بدورها في وضع حد للاسفاف الاعلامي الحاصل، والتفلّت من أبسط المبادئ المهنية، حتّى لا تعمم في لبنان ثقافة "الانتحاريين".