ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص الانتقاد.نت: سقوط مقولة ان إسرائيل تستفيد من مواقف نجاد لحشد العالم ضد إيران
كتب المحرر العبري
ناقش المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" "الوف بن" مسألة تعاطي المسؤولين الإسرائيليين والخبراء وضباط الجيش، مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ووصف تصريحات الذين اعتبروا فوز الرئيس نجاد (قبل إعلان النتائج) بأنه من مصلحة "إسرائيل"، بالحمقاء، وانه يعبر عن ضيق أفق التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي.
وأورد "بن" أن الذين أطلقوا هذه المواقف (ويبدو انهم تراجعوا عنها بعد فوز الرئيس نجاد) بأن من مصلحة "إسرائيل" ان يترأس ايران شخص "ينكر المحرقة النازية ويهدد بإزالة إسرائيل" لأن ذلك يسهل عليها، حشد التأييد العالمي للضغط على إيران لايقاف برنامجها النووي.
فأين الواقع من هذه الفرضية؟ يجيب "بن" يكفي التمعن بما حدث خلال سنوات حكم نجاد الأربع، لاثبات ضعف هذه النظرية، ويدعم حكمه بالقول ان البرنامج النووي الايراني تجاوز "العتبة التكنولوجية" أو بعبارة أخرى كانت تستخدمها الاستخبارات العسكرية تجاوزت "نقطة اللاعودة"، من دون أية عراقيل ناتجة عن العقوبات الخارجية، خلال حكم نجاد.
ويضيف "بن" ان "إسرائيل" رغم انها تمتعت خلال هذه الفترة بدعم ادارة بوش و"موقف اوروبي معقول"، لم تنجح في حشد الاسرة الدولية لوقف اجهزة الطرد المركزي. فضلا عن ان حزب الله وحماس واصلا مراكمة قدراتهما العسكرية بدعم ايران التي يترأسها الرئيس نجاد.
ولم تنجح كل الدعاية الإسرائيلية بالرغم من مواقف الرئيس نجاد المتكررة من المحرقة النازية، في تحقيق اهدافها، رغم ان المهمة كانت سهلة امامها (نتيجة مواقف نجاد). وذهب بن إلى حد القول "ليس فقط ان "إسرائيل" لم تنجح في دعايتها بل ان "المحاولة الإسرائيلية بدعم نتنياهو من اجل تقديم الرئيس الإيراني احمدي نجاد للمحاكمة الدولية في لاهاي بتهمة التحريض على إبادة شعب لم تحظ بالإصغاء حتى، ولم يقبل احد في العالم الادعاء بان إيران هي المانيا النازية وان "إسرائيل" تشيكوسوفاكيا وان العالم هو الآن في 1938".
وتابع بن القول "أن الرئيس بوش الذي أعطى إسرائيل ضوءا اخضر للحرب على لبنان وعلى غزة وقصف سوريا لم يوافق على قيامها بمهاجمة المنشآت الإيرانية. وصولا إلى أن "الرئيس باراك اوباما طلب من إسرائيل جهارا بأن تمتنع عن الهجوم".
وختم بن مقالته بالتأكيد على ان العالم قد سلم بكون ايران تملك تكنولوجية نووية، ولكن من دون قنبلة حقيقية، وربما تتسلح بالقنبلة (والقول لهآرتس)، وستجد "إسرائيل" صعوبة في قصف ايران في ظل معارضة اوباما، وربما يكون قد فاتها القطار. ولفت إلى أن نتنياهو استوعب التغيير الاستراتيجي وغير موقفه العلني من ايران: فبدلا من إطلاق التهديدات بالحرب والحديث عن المحرقة عاد الى نهج شارون واولمرت القائل بان المشكلة دولية وليست اسرائيلية فقط. واحتمل بن ان يكون نتنياهو قد ادرك الواقع بعد لقائه مع اوباما بشكل افضل من ضباطه وموظفيه.