ارشيف من :ترجمات ودراسات
"الثورة": لسوريا دور دولي من خلال استراتيجيتها في اعتماد الحوار وخيار السلام دائماً
المحرر الاقليمي + صحيفة "الثورة "السورية
كتب رئيس تحرير صحيفة "الثورة" السورية عن دور سوريا في المنطقة، معتبرا ان "الموقع السياسي السوري ودبلوماسية الحوار، خيار السلام دائماً، يعطي لحركة الرئيس السوري بشار الأسد النشطة في تبادل الزيارات مع قادة العالم ودوله طابعها المؤثر والفعال، وهناك استعداد دائم لتوظيف الامكانات السورية لمساعدة الدول الصديقة -ومعظم دول العالم صديقة لنا - في إزالة مواقع التوتر وبؤر الخلاف".
ويشير الكاتب الى وجود أكثر من موقع توتر في آسيا والقوقاز والشرق الأوسط وأكثر من حالة خلاف واختلاف، لافتا الى ان "الرئيس السوري لم يخف خشيته من تحولها إلى مواقع تأزم مزمنة، وبالنسبة لما يحيط بالدولة الصديقة أرمينيا بما يميز علاقات سوريا بها من خصوصية، وهناك حالة خلاف تاريخية مع تركيا، وحالة تأزم حول إقليم كاراباخ مع أذربيجان، وسوريا معنية بالتأكيد بإزالة كل ما يسيء للعلاقات في هذه المنطقة، انطلاقاً من علاقاتها المتميزة معها جميعاً، ومن تأثر منطقتنا الشرق الاوسط بما يجري في هذه الدول، التي هي الامتداد الطبيعي للمنطقة".
ويعتبر الكاتب ان سوريا "تستطيع أن تقوم بدور مساعد وفق رؤيتها الاستراتيجية في العمل السياسي، التي تقوم على الحوار حول كل المشكلات التي تواجه العلاقات الدولية، واستراتيجية خيار السلام. وقد أعلن الرئيس الأسد أنه يتجه لزيارة جمهورية أذربيجان بعد أن اطلع على وجهة النظر الأرمينية حول مشكلة اقليم كاراباخ، ليقدم ما هو ممكن من مساعدة، كما عبر عن ارتياحه للحوار التركي- الأرميني حول الخلافات بين البلدين".
ويرى ان سوريا "تستطيع أن تساعد بشكل مباشر وأيضاً بشكل غير مباشر عن طريق تقديم النموذج للعلاقات المتميزة التي يصنعها الحوار، مبدداً خلافات وصلت أحياناً الى درجة التهديد باستخدام السلاح. النموذج الواضح لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية المعتمدة على الحوار لحل الخلافات والمشكلات والتعامل معها وفتح أبواب التعاون والعمل المشترك في الوقت ذاته وهو العلاقات السورية التركية"، مشيرا الى "ان البلدين وصلا إلى حالة لافتة فعلياً في تبادل الثقة والعمل المشترك، ولا تخفي الدولتان المتجاورتان جغرافياً وتاريخياً، ولايخفي الشعبان الشقيقان ارتياحهما، بل فرحهما بما استطاعت أن تحقق العلاقات السورية التركية من تطور، ربما هو محط الإعجاب من العالم كله".
ويلفت رئيس تحرير "الثورة" الى ان "لسوريا علاقاتها المتميزة مع معظم دول العالم وهذا لافت ودليل أكيد على صوابية السياسة السورية، رغم ما واجهته من ظروف غير طبيعية في إطارات متعددة للتأثير على استقلالية القرار السياسي، وانتهى معظمها، وستنتهي كلها لاحترام دول العالم لسوريا وإصرارها على استقلالية قرارها، واعتمادها الحوار طريقاً لحل المشكلات السياسية".
ويخلص الى القول ان "التوجه السياسي السوري الراهن للمساعدة على حل مشكلات عالقة بين دولتي أرمينيا وأذربيجان، والتي تتجلى صورتها الأوضح في مشكلة إقليم كاراباخ هو جهد سياسي متميز، يؤكد الدور الدولي الذي يمكن للسياسة السورية أن تلعبه، من خلال استراتيجيتها في اعتماد الحوار وخيار السلام".