ارشيف من :نقاط على الحروف
شارل جبور والـMTV حلفاء داعش
"المسيحيون أسرى داعش" تقرير تصدر نشرة أخبار تلفزيون الـ MTV مؤخرا، مضمون التقرير جاء ليظهر مدى الاهتمام الذي توليه هذه المحطة للمسيحيين في لبنان وسائر المشرق، فهي لطالما كانت السباقة في تسليط الضوء على الأخطار التي تهدد وجودهم. عدَّدَ التقرير الممارسات التي تقوم بها داعش بحق المسيحيين في مدينة الرقة السورية، و"إخضاعهم لعقوباتٍ كتلك التي فرضت على غير المسلمين في أيام الإسلام الأولى قبل أربعة عشر قرناً".
لم تكتفِ الـMTV بهذا التقرير، فتأكيداً منها على أهمية هذا الحدث الجلل الذي أصاب المسيحيين في سوريا، أتبعت هذا التقرير باتصال هاتفي مع رئيس تحرير صحيفة الجمهورية شارل جبور. للوهلة الأولى يبدو هذا الأمر طبيعياً، فشارل جبور "اليميني المسيحي المتطرف" هو خير من سيدافع عن حقوق المسيحيين. هذه نصف الحقيقة، أما الحقيقة الكاملة فهي أن جبور هو حليف داعش أو كما قالها هو على صفحته الرسمية على الفايسبوك في 31 كانون الأول من العام 2013 "أنا مع داعش".
ما جاء في كلام جبور تعليقاً على تقرير الـMTV، جاء منسجماً مع تحالفه العلني مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، فاعتبر أن ما يجري في الرقة يتم تضخيمه وهو "لا يتعدى الخطوة الإعلامية التي تقوم بها داعش، في إطار مزايدة داخلية بين التنظيمات المسلحة في سوريا".
"ماذا تبقى من المسيحيين في الرقة أصلاً" تساءل جبور في معرض التخفيف من وطأة ما تقوم به داعش أمام الرأي العام المسيحي، أصاب جبور في هذه الحقيقة فلم يبقَ في الرقة سوى 50 عائلة من أصل حوالي 300 كانوا يعيشون فيها قبل سقوط المحافظة بيد المعارضة السورية في الرابع من آذار من العام 2013، لكن السؤال الأهم الذي لم يطرحه جبور هو: من الذي أخرج المسيحيين من الرقة؟ أو ما هي الأسباب التي دفعتهم إلى الخروج؟ الإجابة على هذا السؤال هي الحقيقة الساطعة التي حاول جبور أن يخفيها، عبر تحميل المسؤولية للنظام السوري "الذي يتذرع بهذه الممارسات ليقول للرأي العام أنه هو من يحمي المسيحيين". وفي خرقٍ واضح لإعلان بعبدا، الذي يتغنى به الآذاريين، دعا جبور "النظام الدولي إلى التخلص من النظام السوري وليس من داعش".
" يمكننا الاستنتاج أن ما جرى لا أفق له وهو معزول عما جرى في معلولا وخطف المطرانين والراهبات"، هو كل ما سُئَل عنه جبور خلال المداخلة التي تحوي ثغرات سياسية ووقائع خاطئة عن الميدان لا يمكن تجاهلها. لقد قام مذيع النشرة بعملية "سطو في وضح النهار" فسلب حق المشاهد بالاستنتاج والتحليل. ما فعلته الـ MTV ما هو إلا محاولة للتذاكي على الرأي العام أمام حدث لا يمكن تجاهله، خصوصاً في محطة ترفع لواء الدفاع عن المسيحيين، ولكن الحليف "داعش" لا يراعي حلفاءه بل يقوم بإحراجهم، فأصبحوا يرددون في سِرِهم "قلبي على داعش وقلب داعش على الحجر".