ارشيف من :آراء وتحليلات
هل يفوز أردوغان بالانتخابات المقبلة بعد فضائح الفساد؟
تكتسب الانتخابات المحلية المقررة في تركيا يوم 30 آذار/مارس الجاري أهمية خاصة فالبلاد ما زالت تنام وتصحو على فضائح الفساد والحرب المفتوحة بين حكومة أردوغان وجماعة الداعية فتح الله غولن وما أعقبها من نشر لتسجيلات صوتية لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ونجله بلال تظهر تدخل اردوغان بشكل مباشر في تحديد نتائج صفقات تجارية وتدخل في عمل وسائل الاعلام والاجهزة القضائية.
لا شك أن التطورات الاخيرة قد وضعت أردوغان في موقف صعب أمام الرأي العام الداخلي والخارجي على الرغم من محاولاته المتواصلة لحرف الانظار عن جوهر المشكلة التي تفجرت في تركيا وهي قضايا الفساد وحديثه عن مؤامرة تتعرض لها حكومة حزب العدالة والتنمية.
ومع انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات صعّد اردوغان من لهجته وانتقاداته لجماعة غولن ولاحزاب المعارضة التي اتهمها بأنها دخلت في تحالف بهدف اسقاط حكومته، لكن احزاب المعارضة وخاصة حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة ترفض هذه الاتهامات وترى انها محاولة من اردوغان لدغدغة عواطف الناخبين واثارة فكرة المظلومية التي يتعرض لها حزب العدالة والتنمية.
أردوغان يبدو واثقا من الفوز في الانتخابات ويعبر عن هذه الثقة في الخطابات التي يلقيها فى المهرجانات الجماهرية في محاولة على ما يبدو لحشد انصاره وتفعيل منظمات حزب العدالة والتنمية لتحقيق فوز في الانتخابات المحلية التي ستحدد نتائجها مستقبل اردوغان وحزبه، ففي لقاء اجراه مع ممثلي وسائل الاعلام التركية في انقرة قال "انه سيترك السياسة اذا لم يفز حزبه بالمركز الاول في الانتخابات القادمة". وربما ما دفع رئيس الوزراء للحديث بهذه اللهجة التي تحمل نوعا من التحدي لاحزاب المعارضة هو نتائج استطلاعات الرأي العام التي تنشر بين الحين والاخر في تركيا وتظهر حزب العدالة والتنمية في المرتبة الاولى واحتمال حصوله على نسبة تتراوح بين 30 و 35 % من اصوات الناخبين".
يشار إلى ان الحزب كان قد حصل على 39 في المائة من الاصوات فى الانتخابات المحلية التى جرت عام 2009.
في المقابل، لا تعير أوساط المعارضة هذه الاستطلاعات اهتماما كبيرا وتتوقع أن تؤثر فضائح الفساد بشكل كبير على نتائج الانتخابات وشعبية اردوغان ويذهب البعض الى حد القول ان نتائج الانتخابات المحلية المقبلة ستكون بداية النهاية لحزب العدالة والتنمية الذي يتربع على السلطة في تركيا منذ 12 عاماً.
ويقول هكان بيراكجي مدير مركز سونار للابحاث، "ان قضايا الفساد والتسجيلات الصوتية لاردوغان قد تركت أثراً كبيراً لدى الناخبين وشعبية العدالة والتنمية ستتراجع بنسبة لا تقل عن عشرة في المائة وهذا سيغير المشهد السياسي في تركيا ويصعب من امكانية ترشح اردوغان لمنصب رئاسة الحمهورية".
وعلى كل الاحوال ستشكل نتائج هذه الانتخابات مادة جديدة للجدل في تركيا الذى لا شك انه سيأخذ شكلا مختلفا في حال تراجعت شعبية حزب العدالة والتنمية بنسبة كبيرة وخسارته لمدن مهمة كاسطنبول وانقرة وازمير التي ستشهد منافسة قوية بين مرشحي الحزب الحاكم ومرشحي حزب الشعب الحمهورى المعارض، حيث تظهر استطلاعات الرأى العام تقارب فرص النجاح بين مرشحي الحزبين في كل من العاصمة انقرة ومدينة اسطنبول وتقدما واضحا لمرشح حزب الشعب الجمهوري في مدينة ازمير ثالت اكبر مدن تركيا.