ارشيف من :آراء وتحليلات
كييف لن تتدخل عسكريا في القرم وأميركا تقف عاجزة
أبلغ وزير الدفاع في الحكومة الانقلابية البرلمان الاوكراني، أن روسيا قد كدست جيشا تعداده لا اقل من 220000 جندي، 1800 دبابة واكثر من 400 هليكوبتر حربية على الحدود مع اوكرانيا. وفي مقابلهم يوجد 41000 جندي اوكراني تابع للحكومة الانقلابية، منهم 6000 فقط في حال جهوزية قتالية، كما يقول إيغور تينيوخ وزير الدفاع الانقلابي.
وتعقيبا على ذلك، قال الكسندر تورتشينوف، وهو الرئيس الانقلابي المعين من قبل البرلمان بدلا عن الرئيس الشرعي المنتخب فكتور يانوكوفيتش، ان اوكرانيا لن تتبع "السيناريو المرسوم من قبل الكرملين"، ومع ذلك فهي لا تنوي التدخل العسكري في القرم، وأضاف "لا نستطيع ان نبدأ عملية عسكرية في القرم، لان من شأنها ان تعري حدودنا الشرقية، وفي هذه الحالة ستكون اوكرانيا بدون اي دفاع".
وجاء تصريح تورتشينوف قبل ساعات من قيام الرئيس الاميركي باراك اوباما باستقبال رئيس الوزراء الاوكراني الانقلابي ارسيني ياتسينيوك في البيت الابيض.
وتابع تورتشينوف متحدثاً عن القوات الروسية "هناك حشد مكثف من قطعات الدبابات على الحدود الشرقية". وقد بدأت مناورات تدريبية لقوات الانزال مدتها اربعة ايام. وفي مجرى هذه المناورات سيجري لاول مرة منذ 20 عاما نشر 3500 من رجال المظلات. كما اعلنت ذلك وزارة الدفاع الروسية. ولكنها لم تحدد في اي قطاع بالتحديد ستجري هذه المناورات.
وفي هذا السياق، تحدث وزير الدفاع الانقلابي امام البرلمان عن الحشود العسكرية الروسية على الحدود. وقال "انهم يستفزوننا، كي تكون لهم حجة لاختراق الاراضي الاوكرانية... ولكننا لن نقع في السيناريو المرسوم في الكرملين" حسب تعبير تورتشينوف. واضاف ان الاستفتاء الذي سيجري في القرم يوم الاحد هو "زائف وغالبية الناس في القرم سوف يقاطعون هذا الاستفزاز". "وهذا الذي يسمونه استفتاء لن يجري في القرم، بل في صالات الكرملين، حيث ان القوات الروسية لن تقوم باجراء استفتاء، بل ببساطة ستعمل لتزوير النتائج". وعبر عن ثقته بأنه "لا يوجد بلد متحضر سيعترف بالنتائج".
وفي هذا الوقت دعا مجلس السيناتورات الاميركي روسيا لان تنسحب بدون ابطاء من اوكرانيا كما دعا الرئيس اوباما لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا. وصيغ قرار مجلس السيناتورات بلهجة حادة ضد روسيا وتضمن الدعوة لفصل روسيا من مجموعة الثمانية الكبار G-8. واتخذ القرار بالاجماع تقريبا، الا انه ذو طابع غير ملزم. ويطلب القرار فرض عقوبات من شأنها "ان تلزم الرئيس بوتين ان يسحب قواته المسلحة من الاراضي الاوكرانية، التي يجب اعادتها الى السيطرة الاوكرانية".
ولم ينس القرار دعوة اتحاد كرة القدم العالمي (الفيفا) ان يلغي استضافة روسيا لمباريات كرة القدم العالمية سنة 2018. كما اصدر مجلس السيناتورات قرارا خاصا لـ"شجب الاعمال العدائية لروسيا". كما بحثت لجنة خاصة في مجلس السيناتورات في موضوع تقديم مساعدة مالية لاوكرانيا. والنقطة الرئيسية في ذلك هي دعوة صندوق النقد الدولي لرفع سقف المبلغ الذي يمكن ان يصرف لبلد معين.
وكان مجلس السيناتورات قد صادق قبل ذلك على خط إقراضي لاوكرانيا بقيمة 1 مليار دولار. وتشير وزارة الخارجية الروسية إلى ان هذا القرض يتناقض مع القوانين الاميركية ذاتها. إذ بعد التعديلات التي ادخلت على القانون ذي الصلة لسنة 1961، صار يمنع "تقديم مساعدة مالية لحكومة اي دولة، يتم فيها عزل رئيس الجمهورية المنتخب شرعيا بواسطة انقلاب عسكري او اي طريقة غير قانونية"، كما تعلق على ذلك موسكو.
هذا وبدأت في البحر الاسود مناورات مشتركة لرومانيا، بلغاريا واميركا. وتشارك من بلغاريا سفينة حربية واحدة هي "دروزكي".
وقد اعلن الرئيس البيلوروسي الكسندر لوكاشينكو انه طلب من روسيا ان ترسل الى بلاده 15 طائرة مقاتلة ردا على الخطوات التي يقوم بها الناتو. وكان الحلف قد اعلن ان طائرات التجسس للانذار المبكر من طراز AWACS بدأت تطير فوق رومانيا وبولونيا. وقد ارسلت 6 طائرات اميركية اف ـ 16 لتنضم الى 4 سبقتها، بدأت مناوبة التحليق فوق بلدان البلطيق.
كما ارسل البنتاغون 12 طائرة اف ـ 16 و300 جندي وضابط الى بولونيا للمشاركة في مناورات مشتركة.
من جهة ثانية، أدلى الرئيس الشرعي المخلوع فكتور يانوكوفيتش بتصريح قال فيه: ان الحكام الجدد في كييف يخططون للشروع في حرب اهلية في اوكرانيا. وهذا هو المؤتمر الصحفي الثاني الذين يعقده يانوكوفيتش على الارض الروسية، وقد أكد من جديد انه هو الرئيس الشرعي للبلاد، وان السلطة قد انتزعت بطريقة غير شرعية بقوة السلاح.
الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش
وقال يانوكوفيتش انه سيعود الى كييف "حالا حينما يصبح ذلك ممكنا، اي ليس بعد وقت طويل"، ونفى الاشاعات الصحفية بانه مريض، واضاف "اريد ان اذكر انني ابقى ليس فقط الرئيس الشرعي الوحيد لاوكرانيا، بل والقائد العام للقوات المسلحة ايضا. لم أنهِ صلاحياتي قبل الوقت المحدد، وانا حي ارزق، ولم يتم عزلي بطريقة نظامية، كما هو منصوص عليه في الدستور الاوكراني".
وبحسب رأيه، فإن الجنود والضباط في القوات المسلحة لن ينفذوا "الاوامر الاجرامية لـ"عصابة القومجيين المتطرفين والفاشستيين الجدد، الذين يتطلعون للاستيلاء على مركز الرئاسة ايضا. انهم يريدون ان يضعوا الجيش تحت علم (المنظمة الفاشستية القديمة) بانديرا، ويريدون اشعال حرب اهلية. انهم يريدون ان يضموا الى صفوف الجيش المقاتلين من المنظمات القومجية المتطرفة، وان يضعوا الاسلحة بين أيديهم".
واشار إلى ان الانتخابات الرئاسية الاوكرانية، المحددة في 25 ايار القادم هي غير شرعية، وانها تتعارض مع نصوص الدستور الاوكراني لانها مقررة من قبل "عصابة، انتزعت السلطة بواسطة انقلاب". "وبالاضافة الى انها غير شرعية قانونيا، فهي تجري تحت الاشراف الكامل للقوى المتطرفة".
واختتم بالقول متوجها الى الدول الغربية "اريد ان اسأل حماة هذه القوى الظلامية: هل اصبتم بالعمى؟ هل فقدتم ذاكرتكم؟ هل نسيتم ما هي الفاشستية؟"