ارشيف من :نقاط على الحروف
موقع ’القوات اللبنانية’ أم ’الاسرائيلية’؟
"في خرق بارز للقرار 1701 تعرضت دورية إسرائيلية لهجوم بعبوة ناسفة ذكرت معلومات انها جرت قرب السياج الشائك على الحدود بين لبنان وإسرائيل...". تخال في بداية الخبر أنك تقرأ موقعاً صهيونياً. تعود للتأكّد من الـ"link". "تفرك" عينيك جيّداً. انه الموقع الرسمي لـ"القوات اللبنانية" على الانترنت.
هكذا تناول الموقع الالكتروني الناطق باسم "القوات" خبر الانفجار بدورية اسرائيلية معادية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة مساء امس. بعين "اسرائيلية" قدّم الموقع الخبر لقرّائه. ارتأى أن يبدأ بالتنويه أن الانفجار هو "خرق للقرار 1701". "خرق" لم يلتفت الى ذكره حتّى اعلام العدو الاسرائيلي. مقارنة بسيطة "بالصورة" بين طريقة نشر الخبر على موقع "القوّات" وموقع "صوت اسرائيل".. ونترك التعليق للقارئ:
الخبر كما جاء على الموقع الرسمي لـ"القوات اللبنانية"
الخبر كما جاء على موقع "صوت اسرائيل"
"الوقاحة" في عرض "الواقعة" من النظرة "الاسرائيلية المتطرفة" على موقع من المفترض انه "لبناني" تتواصل في الفقرات التالية من الخبر. يضيف موقع "القوات": "الجيش الإسرائيلي أكد حصول الهجوم وذكر انه رداً على العملية ردت قواته باستهداف موقعاً لـ"حزب الله" بقذائف المدفعية والدبابات". هنا تبخّرت غيرة القيّمين على السياسة التحريرية في الموقع على "القرار 1701". وسقط "ليس سهواً" التنويه بأن المواقع المزعومة لحزب الله هي ضمن الأراضي اللبنانية، والتعرّض لأي أرض لبنانية هو خرق للسيادة التي يتغنّى بها أدعياء "الحرية والسيادة والاستقلال".
تعامل الموقع المذكور بانحياز واضح لمنطق العدو الاسرائيلي في القضايا السيادية ليس جديداً. فهو يعتمد "الحيادية" التامة عنما يتعلّق الأمر باعتداء اسرائيلي على الأراضي اللبنانية، فيما ينحاز للعدو عند حصول العكس. سياسة يؤكّدها أسلوب نشر موقع "القوات" لخبر تعرّض الأراضي اللبنانية لعدوان اسرائيلي أواخر شهر شباط / فبراير الماضي وفيه "شهد مساء الاثنين تطورا امنيا بارزا تمثل بأنباء متواترة عن شن اسرائيل عددا من الغارات على اهداف في السلسلتين الغربية والشرقية في لبنان". هنا أيضاً غابت "الغيرة" القواتية على "القرار 1701".
خبر العدوان الاسرائيلي على لبنان أواخر شهر شباط الفائت كما نشر على موقع "القوات"
يشار الى أن "القوات اللبنانية" كانت في بداية انطلاقتها تعتبر الجناح العسكري الذي أسسه بشير الجميل تحت جناح "الكتائب اللبنانية". وفي تلك الفترة من تاريخ لبنان (*)"عام 1982، غزت إسرائيل لبنان وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون قد اجتمع ببشير قبل الغزو بشهور وأخبره بأن إسرائيل ستغزو لبنان لاجتثاث منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وطردها إلى خارج البلاد. وأدى دعم إسرائيل للقوات اللبنانية عسكريًا وسياسيًا، أدى إلى غضب العديد من المسيحيين والمسلمين اليساريين اللبنانيين... "في 1 أيلول/سبتمبر، 1982، قبل اغتياله بأسبوعين، وبعد انتخابه كرئيس بأسبوع، قابل الجميل رئيس الوزراء الإسرائيلي منحايم بيغن في نهاريا. أثناء الاجتماع، شكر بشير الإسرائيليين على دعمهم للقوات اللبنانية ووعدهم بتوقيع معاهدة سلام معهم فور تسلمه لمنصبه كرئيس".
(*) ويكيبيديا