المحرر الاقليمي + صحيفة "تشرين" السورية

اعتبرت صحيفة "تشرين" السورية أن سوريا أثبتت مجدداً مدى قدرتها الذاتية والموضوعية كدولة ذات ثقل نوعي في المنطقة والعالم من خلال سلوكها السياسي الذي تميز بالقدرة الإيجابية، والفهم العميق بإمكانية ممارسة دور خلاق في معالجة قضايا المنطقة رغم تعقيداتها وتنوعها وتعددها.

وتصبح الممارسة السياسية السورية، بحسب "تشرين"، أعلى إنتاجية عندما تُقبل الأطراف المختلفة على خوض النقاش بذات الإرادة السياسية الجادة، وبنية صادقة وشفافية تامة باعتبارها شروطاً موضوعية وضرورية لبناء علاقات دولية وإقليمية سليمة.

ولفتت الى أن العلاقات السورية-الأرمينية المتميزة كما العلاقات السورية-التركية المتميزة، وكلتاهما بالطبع علاقات تاريخية، توفر لسوريا دائماً المزيد من القدرة على لعب دور إقليمي ودولي متميز، وهذا بذاته ينطبق على نطاق العلاقات العربية-العربية والعربية-الأوروبية وربما في كل منحى واتجاه.

وأضافت أن "العلاقات الدولية، ونتيجة لغياب القدرة على تفعيل القانون الدولي، تواجه الكثير من الأزمات ويصبح ذلك أكثر تعقيداً في غياب الإرادات السياسية التي تعتبر الحوار مدخلاً طبيعياً إلى ترسيخ الاستقرار الكفيل بالتوجه نحو التنمية وحل مشكلات العالم الغذائية والبيئية والاقتصادية".

وختمت بالقول: "إن سوريا التي لا تجد في الإسرائيلي شريكاً حقيقياً للسلام، تدرك تماماً أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون فهم متطلباته ومقتضياته أولاً، ودون توافر إرادة سياسية لتحقيق هذه المقتضيات والمتطلبات، ولذلك أكد الرئيس بشار الأسد أن عدم وجود شريك إسرائيلي في عملية السلام يعني المزيد من هدر الوقت والفرص، وبالتالي يجعل السلام بعيد المنال ويجعل عملية السلام في حالة الشلل الواقعي، وهذا بالضبط ما ذهب إليه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو عن عمد بغية الاطاحة بكل الجهود التي بُذلت لجاناً ومؤتمرات وقرارات وخرائط ودعوات من هنا وهناك ومن كل أولئك الذين يرون في السلام ضرورة وحاجة ملحة".