ارشيف من :أخبار لبنانية

"الوطن": الموالاة سفهت في الـ4 سنوات الماضية أي كلام عن التوطين

"الوطن": الموالاة سفهت في الـ4 سنوات الماضية أي كلام عن التوطين

المحرر المحلي + صحيفة "الوطن" السورية


تعليقا على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومع بروز خطر التوطين، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن أوساط في المعارضة اللبنانية تسجيلها الملاحظات التالية:

أولا يمتد الجدل عن جدية خطر التوطين بعد اتفاق الطائف إلى مرحلة مشروع القريعة الشهير وما بعده على امتداد عهد الرئيس الأسبق إميل لحود الذي يعود له وبدعم من الرئيس السوري بشار الأسد الفضل في تعديل نص المبادرة العربية خلال قمة بيروت 2002 حيث فرض بعناده المعروف تضمين النص الصادر عن القمة مبدأ حق العودة للشعب الفلسطيني.

في السنوات الأربع الماضية قام قادة الموالاة من دون استثناء بحملات سياسية وإعلامية منظمة لتسفيه أي كلام عن التوطين وابتكر النائب وليد جنبلاط تعبير الفزاعة في التعليق على إثارة الموضوع واليوم بات التحذير من خطر التوطين خطاباً موالياً بامتياز.

ثانياً حكومة اسرائيل تقود بزعامة بنيامين نتاياهو إجماعاً إسرائيلياً ينطوي على مبدأين: النقاء اليهودي للدولة العبرية وشطب حق العودة، واشتراط تكريس الطابع اليهودي لإسرائيل باعتراف عربي وفلسطيني خصوصاً هو صياغة مواربة لفكرة التطهير العرقي والترحيل الجماعي للفلسطينيين من الأرض المحتلة عام 1948 ومن ثم فخطة التوطين في لبنان ستقترن باقتلاع مئات آلاف الفلسطينيين الذي سترمي بهم إسرائيل خارج وطنهم.

ثالثا قرع نتنياهو طبول الحرب في المنطقة برمتها وهو ما استدعى من جنبلاط التشديد على تعجيل التفاهم بالحوار على الإستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وهنا ينبغي التعامل مع موضوع المقاومة في البيان الوزاري بجدية وبقوة لأن أي تصور لحماية لبنان في المرحلة الجديدة سوف يتطلب من أي حكومة أن تجمع بين ثلاثة أبعاد حاسمة: حماية المقاومة - تسليح الجيش - التنسيق الوثيق مع سوريا، وسيكون على المرشح لرئاسة الحكومة النائب سعد الحريري أن يقدم أجوبة واضحة على هذه المسائل وكذلك الوزراء الذين سوف تقترحهم الموالاة لتولي الحقائب وكذلك أي مرشح لوزارة الدفاع قد يقترحه رئيس الجمهورية أو أي من الكتل النيابية.

رابعا: التوطين مبدأ ثابت في السياسة الأميركية المعلنة وقد أخرج من الكواليس إلى العلن بعريضة البرلمانيين الأربعمائة الذين دعوا الرئيس باراك أوباما لتصفية حق العودة وقد تضمنت جميع التصريحات الأميركية التي تخطت اللغة الإنشائية لخطاب أوباما في القاهرة دعوة صريحة للتوطين وجعلت منه أولوية عملية في حين قذف به نتنياهو في حضن العرب والفلسطينيين والمجموعة الدولية معتبراً أن الأمر برمته خارج المسؤوليات الإسرائيلية وبالتالي خارج ما سمي مفاوضات الوضع النهائي ومن هنا لسنا أمام معضلة ناتجة عن تطرف إسرائيلي يمكن أن يعالج بالاشتكاء إلى السفيرة سيسون أو يمكن أن يطالب الأميركيين بتولي أمره فالمشكلة بالأصل أميركية عدا كونها إسرائيلية.

2009-06-19