ارشيف من :آراء وتحليلات
روسيا تخندق في القرم وتستعد للخطوة التالية
سيستطيع النواب من القرم ومدينة سيباستوبول ذات الوضع الاداري الخاص ان يحضروا اجتماعات مجلس النواب الفيديرالي الروسي بدءا من الان وحتى موعد اجراءات الانتخابات الجديدة لمحافظي ونواب المناطق، وذلك منذ صدور القرارات القانونية لدخول هاتين المنطقتين في كيان الدولة الروسية.
وتواصل الهيئة العليا للبرلمان العمل المكثف من اجل اصدار القوانين الخاصة بادخال القرم في الكيان الروسي. وقد عقد رئيس لجنة الضمانات الاجتماعية في البرلمان فاليري ريازانسكي مؤتمرا صحفيا ذكر فيه ان سكان روسيا والقرم عاشوا خلال العشرين سنة الماضية ضمن نظامين قانونيين مختلفين. والان ينبغي تكييف قوانين شبه الجزيرة كي تنسجم مع القانون الروسي، على صعيد توحيد الانظمة الخاصة بالضمانات الاجتماعية، الاقتصاد، الضرائب والمعاشات التقاعدية.
وحسب كلمات ريازانسكي فإن وزارة العمل والضمانات الاجتماعية لروسيا تزمع على تشكيل مجموعات عمل بالاشتراك مع نواب القرم للاهتمام بهذه المسائل. وهو متأكد انه "حتى نهاية هذه السنة سيكون العمل على هذا الصعيد قد انجز". وفيما يتعلق بمدفوعات الميزانية فإن الفارق بالمقارنة مع الفترة الاوكرانية سيبدأ سكان القرم بالشعور به في غضون شهري نيسان/ايار. "ان الحد الادنى لمدفوعات العمل عندنا هو تقريبا مرتين ونصف مرة اعلى مما هو حاليا في القرم، والشيء ذاته بالنسبة للمعاشات التقاعدية. وقد بدأت المدفوعات منذ الان". حسبما اكد ريازانسكي.
ويقول ريازانسكي ان القرم هو اقليم متطور ويمتلك قدرات زراعية وسياحية كبيرة. ولكنه ابدى قلقه انه توجد كل الشروط الملائمة لتطوير السياحة، ولكنه لا توجد اية مؤسسة تعليمية متخصصة لتحضير الكوادر للصناعة السياحية. ودعا البرلمانيين للعمل على وجه السرعة لحل هذه المسألة.
وحسب كلمات رئيس اللجنة البرلمانية الفيديرالية لشؤون الميزانية والاسواق المالية سيرغيي ريابوخين ينبغي تعديل القوانين المحلية، بما في ذلك ما يتعلق بالشؤون الخاصة بالعلاقات فيما بين مختلف الميزانيات. "ينبغي علينا ان ندمج قوانين الميزانية والضرائب للاقليمين ضمن قانون الميزانية الروسية".
وتطرح على جدول اعمال مجلس البرلمان الفيديرالي مسألة الضم الرسمي لنواب القرم وسيباستوبول. وقال رئيس اللجنة البرلمانية للتنظيم فاديم تيولبانوف ان الهيئة العليا للمجلس يمكن ان يضاف اليها اربعة نواب جدد. "ان مدينة سيباستوبول ستكون ذات وضع اداري خاص في الفيديرالية الروسية. فالى جانب مدينة بتروغراد ومدينة موسكو اصبح لدينا مدينة جديدة ذات اهمية فيديرالية. وهذا يعني ان مجلس النواب الفيديرالي سيضم اربعة نواب جدد من شبه جزيرة القرم وليس اثنين فقط" حسب قوله. وهكذا فإن مجلس الشيوخ سيضم بعد الان لا 166 بل 170 سيناتور.
ومن جهة ثانية دعا الرئيس بوتين الحكومة ان لا تتأخر في اقرار رفع المعاشات التقاعدية لسكان القرم. كما دعا الى الاسراع في اقامة جسر في مضيق كيرتش (الذي يصل البحر الاسود ببحر ازوف) لعبور السيارات والسكك الحديدية بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم، ويبلغ عرض المضيق في اضيق نقطة له 4.5 كلم. وصرح رئيس الوزراء دميتريي ميدفيدييف انه صادق على تشكيل مؤسسة خاصة لبناء الجسر.
وعقد اجتماع في مقر الرئاسة في نوفو ـ اوغاريفو حضره الرئيس ورئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء. كما حضر ممثلون عن الادارة في شبه جزيرة القرم. وطلب بوتين تسليط الضوء على عدد من القضايا المتعلقة بالوضع الراهن لجانب عمل وزارة الصناعة والتجارة في الاقليم الجديد. وابدى الرئيس اهتماما خاصا بعمل شبكة المواصلات في القرم.
وفي هذا الاجتماع قال وزير المواصلات سوكولوف ان الوزارة اصدرت التعليمات للشروع في بناء جسر السيارات والسكك الحديد في مضيق كيرتش، كما بدأت الدراسات لشق نفق تحت المضيق. ووعد بأن يبدأ العمل في ذلك في اسرع وقت ممكن.
وحول المعاشات التقاعدية تحدث وزير العمل والضمانات الاجتماعية فقال انه يوجد في شبه الجزيرة 677 الف متقاعد، وان متوسط المعاش التقاعدي في شبه الجزيرة هو 5570 روبل، وفي مدينة سيباستوبول ذات الوضع الاداري الخاص هو 6200 روبل. بينما في روسيا فإن متوسط المعاش التقاعدي هو اكثر من 10 الاف روبل. اي ان الفارق يبلغ 1.8 ـ 1.9 ضعفا.
واعلن الوزير انه تم تحضير جميع الوثائق لتأمين دفع المعاشات التقاعدية بدون انقطاع بعد رفعها الى "المستوى الروسي".
ومن جهة ثانية، وفي تصريح الى بي بي سي صرح دميتريي بسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس بوتين، ان لا احد يتحدث عما يجري من استخدام للعنف في شرقي اوكرانيا، ولكن روسيا سوف تستخدم جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن المواطنين الروس، وكذلك المواطنين الاوكرانيين، الذين يعيشون هناك، ويتعرضون للعنف. وقال بسكوف ان العقوبات الاقتصادية ضد روسيا هي غير مقبولة ولن نسمح بها. ان روسيا تريد ان تتعاون مع اوروبا واميركا، ولكن بمواجهة العقوبات فنحن سنتوجه الى التعاون مع دول اخرى.
وفيما يتعلق بالعسكريين الاوكرانيين الموجودين على اراضي القرم، قال بسكوف "يتعين على هؤلاء العسكريين ان يتخذوا القرار، ان بعضهم قرر الانضمام الى القوات المسلحة للقرم، اي الى الجيش الروسي. اما اولئك الذين لا يريدون ذلك، فهم احرار في ان يغادروا اراضي القرم". وذكر بسكوف انه يوجد على اراضي القرم اكثر من 20000 عسكري اوكراني. "وبعضهم انتقلوا الى صفوف القوات في القرم اي الى الجيش الروسي. والبعض الاخر لا يزالون محجوزين في وحداتهم وهم ينتظرون اوامر ما. وبعضهم محاصرين من قبل وحدات الدفاع الذاتي للقرم. وهم لم يعودوا يعلمون اين هو الوطن، وماذا يجري". وفي هذا الصدد فإن الرئيس بوتين قال في احد المؤتمرات الصحفية انه يشكر العسكريين الاوكرانيين الذين لم يلطخوا ايديهم بدماء المواطنين. وان العسكريين الروس والاوكرانيين هم "رفاق سلاح".
وبخصوص سقوط جريحين في خاركوف في شرقي اوكرانيا على ايدي الجماعات الفاشستية المسلحة الآتية من غربي اوكرانيا، قال بسكوف ان روسيا تنتظر من الحكومة الاوكرانية ان تدافع عن الناطقين باللغة الروسية. والا فإن روسيا لا يمكنها الا ان ترد لاجل حماية المواطنين الروس والمواطنين الاخرين الذين يعيشون هناك. "لا احد يتكلم عن استخدام القوة. هذا ليس على جدول اعمالنا. ولكننا لا نريد ان نقوم بأية توقعات حول سفك الدماء الذي يمكن ان يحدث في الاقاليم الشرقية لاوكرانيا". "اذا لم تعر الحكومة الاوكرانية الاهتمام اللازم للوضع الصعب في الاقاليم الشرقية، فهذا يمكن ان تكون له عواقب وخيمة". "وروسيا سوف تعمل كل ما هو ممكن، واستخدام الوسائل المشروعة بالتطابق مع القانون الدولي، لمد يد المساعدة للروس العائشين في الاقاليم الشرقية لاوكرانيا".
وردا على مسألة العقوبات الاقتصادية ضد روسيا قال بسكوف "ان العالم المعاصر ليس آحادي القطب، والاتحاد الاوروبي ليس المنطقة الوحيدة للنمو في العالم". وانه يوجد بلدان اخرى لها مصلحة في اقامة العلاقات المتبادلة مع روسيا. "ومن جهتنا سنظل نقترح التعاون مع الدول الاوروبية، التي لها مصلحة في هذا التعاون".
هذا وقد قامت وحدات الدفاع الذاتي في القرم باقتحام القاعدة البحرية العسكرية الاوكرانية في سيباستوبول، حيث تم ايضا اعتقال قائد الاسطول البحري الاوكراني سيرخيي خايدوك الذي وجه اليه المدعي العام تهمة "اعطاء تعليمات للوحدات العسكرية الآتية من كييف باستخدام السلاح ضد المواطنين العزل". وقد انتزعت وحدات الدفاع الذاتي رموز الدولة الاوكرانية ورفعت مكانها الاعلام الروسية واعلام اسطول البحر الاسود الروسي.