ارشيف من :أخبار لبنانية
السيد نصر الله عن المقاومة: سيبقى الذهب ذهباً
شدد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على ان المقاومة فرضت لبنان حاضراً قوياً في المعادلة الاقليمية، وأكد ان "المقاومة ستبقى صلبة وشامخة تحمي وطنها وشعبها وتحافظ على كل الانجازات السابقة وستبقى قرانا آمنة بفضل قوة الردع".
ولفت سماحته الى ان"المعادلة الثلاثية نجحت بتحرير الارض حيث فشل العالم كله ونجحت في استعادة الاسرى ونجحت في حماية لبنان والجنوب والحدود والقرى الامامية، وأكد ان "المقاومة اليوم نسبة لما كانت عليه في حرب تموز 2006 أقوى وأقدر بشرياً ومادياً وقدرة ومواجهة واستعداداً لصنع الانتصار".
&&vid1&&
وحول المعادلة الثلاثة أيضاً، قال سماحته "سيبقى الذهب ذهباً واذا غير أحد رأيه فلا يبدل ذلك من حقائق الاشياء"، وأضاف "بلبنان هناك ذهب ليس مثله في العالم اما الخشب فقد صنع اللبنانيون منه توابيت لجنود الاحتلال الذي دخلوا عامودياً وخرجوا منه افقياً".
&&vid2&&
وفي اطلالة له عبر شاشة في حفل افتتاح إطلاق منتدى جبل عامل للثقافة والأدب ومسرح الانتصار في عيناثا، أشار الامين العام لحزب الله الى ان الموقف الحازم والصارم الذي اعلنه بموضوع المقاومة سينعكس على قرار حزب الله في المشاركة بطاولة الحوار الوطني، دون ان يكشف عن موقف الحزب النهائي بهذا الصدد.
وحول الوضع في سوريا، خاطب السيد نصر الله العرب بالقول "قلنا منذ البداية ان ما يجري في سوريا يعرض كل المنطقة لخطر الارهاب والتكفير وبعد 3 سنين من تعطيلكم للحلول السياسية أتيتم لتشكلوا لائحة ارهاب وتضعوا أغلب الجماعات المسلحة على لائحة الارهاب".
وفي معرض رده على بعض اللبنانيين، قال سماحته ان "المشكلة في لبنان ان حزب الله تأخر في الذهاب الى سوريا وانكم لا تزالون في اماكنكم بل ذهب بعضكم الى المكان الخطأ".
ودعا الفريق الآخر الى اعادة النظر بمواقفه بشأن ما يجري في سوريا، وقال "لن أقول لكم اذهبوا للقتال معنا في سوريا بل ادعوكم لتغيير مواقفكم".
وخلص الى القول "لو انتصر الارهاب التكفيري في سوريا سنلغى جميعاً .. واما لو هزم التيار التكفيري الارهابي في سوريا فانا أقول لكم سنبقى جميعاً".
&&vid3&&
وحول الاستحقاق الرئاسي، دعا الامين العام لحزب الله الى انجاز الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن الاتهامات، وقال "نحن لسنا مع الغاء أحد .. ونحن من أكثر الناس المصرين على حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها لا بل في أقرب وقت ممكن من أجل التأسيس لمرحلة مقبلة على أساسها نذهب الى الحوار حول الاستراتجية الدفاعية ومختلف الأمور".
وفي مستهل حديثه، رحّب الامين العام لحزب الله بالحضور، وقال "من واجبي ان ارحب بكم جميعاً في هذا اللقاء الطيب وفي هذه المناسبة العزيزة بشكل أو بآخر، وهي منتظرة منذ الصيف الماضي"، وأضاف السيد نصرالله "هذا الصرح (منتدى جبل عامل للثقافة والأدب ومسرح الانتصار) ينضم إلى المسيرة المباركة والمتواصلة والمنتصرة ان شاء الله، وبحسب اختصاصه ودوره وماهيته".
وأكد سماحته ان "الادب والشعر يجب ان يكون جزءاً من سلاح الامة وحضارتها"، وقال "جبل عامل معروف بتراثه العلمي والفقهي ومشهور بفقهائه وعلمائه ومنهم من هو في الصف الاول من فقهاء العالم الاسلامي ".
جانب من الحضور
وفي حين ذكّر سماحته بدور علماء جبل عامل لجهة الموقف من فلسطين والمواجهة الحاسمة والمبكرة للاطماع الاسرائيلية في فلسطين، أكد ان "المقاومة اليوم امتداد أصيل لتاريخ جبل عامل واجياله السابقة".
وتابع السيد نصر الله القول "لطالما كان جبل عامل منبراً للالتزام بقضايا الوطن والامة ادبياً وسياسياً وجهادياً وعلى كل صعيد"، وأضاف "جبل عامل ومنذ البداية كان مع كل الطلائع الوطنية والقومية وطلائع الامة في الدفاع عن المقدسات ومواجهة المشروع الصهيوني والتقسيم والفتن"، وأوضح ان "موقف جبل عامل وأهله ونخبه كان دائماً الى جانب الوحدة والتعاون والتكامل ورفض الفتن وتنظيم الاولويات ونحن نرث هذه الثقافة وتلك العقلية".
هذا، ولفت سماحته الى انه "منذ نشوء الكيان الصهيوني في فلسطين هناك جدل حول المقاومة وهذا ليس نقاشاً جديداً فلا أحد يغالط ويقول ان هناك نقاشاً بسبب المقاومة الحالية"، وقال "دائماً هناك تهديد كبير اسمه المشروع الصهيوني والبعض يحاول ان يتجاهل هذا التهديد وهذه خطيئة كبرى"، وأضاف "الخيار الوحيد الذي كان متاحاً وما زال أمام شعوب امتنا ومن جملتها الشعب اللبناني هو المقاومة بكل ابعادها".
وبينما أكد سماحته ان "موضوع المقاومة أعلى وأكبر وأقدس وأوسع من مشكلة مع حزب او تنظيم"، شدد على ان "كل طعن بالمقاومة او توصيف مسئ لها هو طعن واساءة الى كل من هو وما هو المقاومة وليس لمجموعة محددة".
وذكّر السيد نصر الله ان "المقاومة هي التي فضلت الموت مرضاً على الصحة والاستشفاء من "اسرائيل"، وقال "هذه مقاومة الناس كانت قبل أي حركة أو حزب"، وأضاف "المقاومة اللبنانية موجودة في لبنان منذ 1948 منذ اللحظة الاولى لوجود الاحتلال واكتسبت شرعيتها منذ تلك اللحظة ومارست حقها منذ تلك اللحظة".
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في حفل اطلاق منتدى جبل عامل للثقافة والأدب في بلدة عيناثا الجنوبية:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
ومن واجبي أيضاً أن أرحب بكم جميعاً في هذا اللقاء الطيب وفي هذه المناسبة العزيزة التي كما أشار الأخوة بشكل أو بآخر، هي مناسبة منتظرة من الصيف الماضي.
إن شاء الله سبحانه وتعالى أن نوفق في هذا اليوم في إفتتاح هذا المنتدى، هذه المؤسسة، هذا الصرح، لينضم إلى هذه المسيرة المباركة المتواصلة والمتفائلة والمنتصرة إن شاء الله وبحسب إختصاصه ودوره وماهيته.
أنا اليوم أود أن أتحدث في جزئين، الجزء الأول أعود فيه إلى بعض البدايات ومنها أدخل إلى جبل عامل وإلى الشعر والأدب في جبل عامل، ومن الجزء الأول أعبر إلى الجزء الثاني الذي أود أن أتحدث فيه عن بعض المسائل الحاضرة والمسؤوليات المطلوبة إنطلاقاً أيضاً من الجزء الأول.
الجزء الثاني هو الذي سنحكي فيه قليلاً في السياسة، الجزء الأول دعونا نعتبره منسجماً مع المناسبة ومع الوضع القائم.
منذ البداية خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، جسداً وروحاً، وأعطاه العقل، وأيّ عقل، هذا المخلوق الشريف الذي أعطي الإنسان، لديه قدرات هائلة في اكتساب المعرفة والعلم وفي إنتاج المعرفة والعلم، يعني العقل البشري ليس متلقياً فقط، وإنما هو منتج وصانع أيضاً. ولديه أيضاً قدرة التجوال في الآفاق، في الأرض والسموات، في المُلك والملكوت وفي تجاوز السدود والحدود وخرق الحجب وفي وفي...
ثم أنعم الله تعالى على هذا الإنسان أن أعطاه قدرة البيان وقدرات متعددة لبيان أو لتبيين أو للتعبير عن ما يفكر، عن ما يؤمن، عن ما يعتقد، عن ما يجول في خاطره، عن ما يعيشه من عواطف وأحاسيس وعن ما يختلجه من مشاعر، حتى الخيالات والأوهام عن كل ما يريد. هذا الإن