ارشيف من :آراء وتحليلات
هل يحرق ’المستقبل’ ورقة جعجع؟
![هل يحرق ’المستقبل’ ورقة جعجع؟](uploaded1/essaysimages/small/lvl220140423111836.jpg)
في زحمة الاستحقاقات في المنطقة، لا يبدو ان استحقاق الرئاسة اللبنانية حجز مقعداً له حتى الآن ضمن اولويات اللاعبين الاقليميين والدوليين الكبار، فجدول اعمال هؤلاء حافل بانتخابات رئاسية مصرية، وانتخابات رئاسية سورية بظل الازمة القائمة، وانتخابات برلمانية عراقية، ولعل ذلك ما أعطى فسحة للاعبين المحليين لتوسيع هامش المناورة في الوقت المستقطع تحت عنوان "لبننة الاستحقاق" بانتظار كلمة السر لانتخاب رئيس جديد.
بظل هذه المعطيات، يخوض كل من فريقي 8 و14 اذار استحقاق الرئاسة، فيحاول كل طرف حشد طاقاته، خلف مرشح واظهار تماسكه، رغم التباينات، ولعل ذلك ما يفسر تبني "المستقبل" المفاجئ لترشيح سمير جعجع للرئاسة، رغم ان الاخير يتعاطى مع المعركة على اساس انها معركة كسر عظم بوجه خصومه، في وقت يدير فيه معركة غير معلنة مع حلفائه عبر تقطيع المراحل، والسير خطوات الى الامام محاولاً قطع الطريق على حلفائه المسيحيين وعدم ترك أي حظوظ امامهم لان يكونوا مرشحين جديين من قبل 14 اذار، فاداء جعجع منذ البداية تميّز بالذهنية التي حكمته ايام الحرب الاهلية على اساس "الامر لي" و"حالات حتماً"، فأقدم على الترشح دون ان يشاور حتى حلفاؤه الذين سارعوا الى تبني ترشيحه أمس، ما يطرح تساؤلاً ماذا يريد المستقبل من ترشيح جعجع للرئاسة؟.
لا يبدو ان احداً في فريق 14 اذار مقتنعاً حتى الآن بامكانية حصول انتخابات فعلية منذ الجلسة الانتخابية الاولى، كما ان الجميع يدرك ان المرحلة الحالية لا تسمح بانتخاب رئيس صدامي بظل التطورات في المنطقة، وهو ما لا يوافق المصلحة الاميركية والسعودية ايضاً، اللتان لهما تسعيان لتهدئة الجبهة اللبنانية وتقليل الخسائر او الحفاظ على الوضع القائم بانتظار ما سيسفر عنه مسار التطورات في المنطقة، كل ذلك يؤكد ان ترشيح "المستقبل" لجعجع لا يتعدى كونه مناورة سياسية، تحمل في طياتها الكثير من الدلالات، فهو إما يهدف الى احراق ورقته سريعاً، او الهدف منه رفع السقف الى أقصى حد للتفاوض على مرشح توافقي لاحقاً، أو رفع اسهم التمديد ووضع 8 اذار بين خياري جعجع او التمديد للرئيس ميشال سليمان، كما هو من ناحية ثانية تعويض عن ترك جعجع وحيداً في معركة الحكومة هدفه اصلاح الفتور الذي شاب علاقة الطرفين، فضلاً عن كونه في وجه آخر محاولة لاظهار تماسك 14 اذار تجاه الاستحقاق وإخفاء أي ملامح تدل على تضعضعها.
وفيما يلاحظ في هذا السياق ان تبني "المستقبل" لترشيح جعجع جاء دون تنسيق مسبق مع بكركي، بدا لافتاً موقف حزب "الكتائب" الذي تريث بإعلان تصويته لصالح جعجع الى ما قبل ساعات من الجلسة، على الرغم من أن لديه مرشحه الخاص للرئاسة للدورات القادمة (امين الجميل)، وبذلك ترك "الكتائب" هامش المناورة امامه مفتوحاً للدورة الانتخابية المقبلة حتى لا يظهر بمظهر الخارج عن توافق فريقه السياسي. على أمل ان ترتفع اسهم مرشحه في الجلسات اللاحقة.
يبقى أن نشير الى ان الكتل المسيحية المعنية بشكل اساسي بالاستحقاق الرئاسي تتسابق لحضور جلسة الاربعاء ارضاءً لبكركي وعدم مخالفة ارادتها، فلا أحد منها يحتمل ان يتهم بتعطيل نصاب الجلسة في ضوء تقديم كل طرف مرشحه للرئاسة لئلا يتهم لاحقاً بالفراغ حال حصوله، غير أن احداً منهم لا يستطيع التنبؤ بمسار الجلسة وما يمكن أن تؤول اليه.
واذا كان احد السيناريوهات القصوى المطروحة هي أن يكتمل نصاب جلسة الاربعاء ويجري التصويت، فان تيار "المستقبل" يدرك تماماً انه لا يستطيع تجيير أكثر من 48 -50 نائباً لصالح جعجع (نواب القوات، والمستقبل، والكتائب) في الدورة الاولى للانتخاب، بعدما عاد تكتل "اللقاء الديمقراطي" الى سابق عهده واعلن عن ترشيحه النائب هنري حلو للرئاسة، ما يعني ان تيار "المستقبل" و"الكتائب" على يقين بأنه ليس هنالك أدنى حظ لوصول مرشحهما للرئاسة، ما جعلهما يناوران بترشيحه في الدورة الاولى على اساس انهما يكونا قد أديا قسطهما للعلا نحوه، وتركا الفريق الآخر (8 اذار) يسقط ورقته، وبذلك تكون 14 أذار اوجدت مخرجاً لها من مأزق الاستحقاق بتبني جعجع اولاً والجميل ثانياً كخيار بديل في المرحلة التي تلي حفاظاً على وحدتها امام جمهورها ولاسيما الجمهور المسيحي منه.
في مطلق الاحوال فإن السؤال الذي يطرح ليس لماذا تبنى "المستقبل" ترشيح جعجع الآن للرئاسة لكن السؤال الفعلي هو هل يستمر المستقبل بترشيح جعجع ما بعد جلسة الاربعاء في الجلسات القادمة؟؟..هنا الاختبار الفعلي لتيار "المستقبل" الذي يضع مناورته الجديدة على المحك.
بظل هذه المعطيات، يخوض كل من فريقي 8 و14 اذار استحقاق الرئاسة، فيحاول كل طرف حشد طاقاته، خلف مرشح واظهار تماسكه، رغم التباينات، ولعل ذلك ما يفسر تبني "المستقبل" المفاجئ لترشيح سمير جعجع للرئاسة، رغم ان الاخير يتعاطى مع المعركة على اساس انها معركة كسر عظم بوجه خصومه، في وقت يدير فيه معركة غير معلنة مع حلفائه عبر تقطيع المراحل، والسير خطوات الى الامام محاولاً قطع الطريق على حلفائه المسيحيين وعدم ترك أي حظوظ امامهم لان يكونوا مرشحين جديين من قبل 14 اذار، فاداء جعجع منذ البداية تميّز بالذهنية التي حكمته ايام الحرب الاهلية على اساس "الامر لي" و"حالات حتماً"، فأقدم على الترشح دون ان يشاور حتى حلفاؤه الذين سارعوا الى تبني ترشيحه أمس، ما يطرح تساؤلاً ماذا يريد المستقبل من ترشيح جعجع للرئاسة؟.
![هل يحرق ’المستقبل’ ورقة جعجع؟](../uploaded1/essayimages2014/0414/ja3ja32.jpg)
لا يبدو ان احداً في فريق 14 اذار مقتنعاً حتى الآن بامكانية حصول انتخابات فعلية منذ الجلسة الانتخابية الاولى، كما ان الجميع يدرك ان المرحلة الحالية لا تسمح بانتخاب رئيس صدامي بظل التطورات في المنطقة، وهو ما لا يوافق المصلحة الاميركية والسعودية ايضاً، اللتان لهما تسعيان لتهدئة الجبهة اللبنانية وتقليل الخسائر او الحفاظ على الوضع القائم بانتظار ما سيسفر عنه مسار التطورات في المنطقة، كل ذلك يؤكد ان ترشيح "المستقبل" لجعجع لا يتعدى كونه مناورة سياسية، تحمل في طياتها الكثير من الدلالات، فهو إما يهدف الى احراق ورقته سريعاً، او الهدف منه رفع السقف الى أقصى حد للتفاوض على مرشح توافقي لاحقاً، أو رفع اسهم التمديد ووضع 8 اذار بين خياري جعجع او التمديد للرئيس ميشال سليمان، كما هو من ناحية ثانية تعويض عن ترك جعجع وحيداً في معركة الحكومة هدفه اصلاح الفتور الذي شاب علاقة الطرفين، فضلاً عن كونه في وجه آخر محاولة لاظهار تماسك 14 اذار تجاه الاستحقاق وإخفاء أي ملامح تدل على تضعضعها.
وفيما يلاحظ في هذا السياق ان تبني "المستقبل" لترشيح جعجع جاء دون تنسيق مسبق مع بكركي، بدا لافتاً موقف حزب "الكتائب" الذي تريث بإعلان تصويته لصالح جعجع الى ما قبل ساعات من الجلسة، على الرغم من أن لديه مرشحه الخاص للرئاسة للدورات القادمة (امين الجميل)، وبذلك ترك "الكتائب" هامش المناورة امامه مفتوحاً للدورة الانتخابية المقبلة حتى لا يظهر بمظهر الخارج عن توافق فريقه السياسي. على أمل ان ترتفع اسهم مرشحه في الجلسات اللاحقة.
يبقى أن نشير الى ان الكتل المسيحية المعنية بشكل اساسي بالاستحقاق الرئاسي تتسابق لحضور جلسة الاربعاء ارضاءً لبكركي وعدم مخالفة ارادتها، فلا أحد منها يحتمل ان يتهم بتعطيل نصاب الجلسة في ضوء تقديم كل طرف مرشحه للرئاسة لئلا يتهم لاحقاً بالفراغ حال حصوله، غير أن احداً منهم لا يستطيع التنبؤ بمسار الجلسة وما يمكن أن تؤول اليه.
واذا كان احد السيناريوهات القصوى المطروحة هي أن يكتمل نصاب جلسة الاربعاء ويجري التصويت، فان تيار "المستقبل" يدرك تماماً انه لا يستطيع تجيير أكثر من 48 -50 نائباً لصالح جعجع (نواب القوات، والمستقبل، والكتائب) في الدورة الاولى للانتخاب، بعدما عاد تكتل "اللقاء الديمقراطي" الى سابق عهده واعلن عن ترشيحه النائب هنري حلو للرئاسة، ما يعني ان تيار "المستقبل" و"الكتائب" على يقين بأنه ليس هنالك أدنى حظ لوصول مرشحهما للرئاسة، ما جعلهما يناوران بترشيحه في الدورة الاولى على اساس انهما يكونا قد أديا قسطهما للعلا نحوه، وتركا الفريق الآخر (8 اذار) يسقط ورقته، وبذلك تكون 14 أذار اوجدت مخرجاً لها من مأزق الاستحقاق بتبني جعجع اولاً والجميل ثانياً كخيار بديل في المرحلة التي تلي حفاظاً على وحدتها امام جمهورها ولاسيما الجمهور المسيحي منه.
في مطلق الاحوال فإن السؤال الذي يطرح ليس لماذا تبنى "المستقبل" ترشيح جعجع الآن للرئاسة لكن السؤال الفعلي هو هل يستمر المستقبل بترشيح جعجع ما بعد جلسة الاربعاء في الجلسات القادمة؟؟..هنا الاختبار الفعلي لتيار "المستقبل" الذي يضع مناورته الجديدة على المحك.