ارشيف من :أخبار لبنانية
"الوطن" السورية : لقاء السيد نصرالله وجنبلاط أشعل محركات لاختراقات أخرى
المحرر المحلي + صحيفة "الوطن" السورية
رأت صحيفة «الوطن» السورية أنّ الحابل اختلط بالنابل في مسيرة لبنان ما بعد الانتخابات التشريعية العامة التي أطلقت نتائجها سلسلة تفاعلية من الأحداث والمعطيات الجديدة المغايرة لمجمل مرحلة الأعوام الأربعة الفائتة.
وأول هذه السلسلة ولن يكون بالتأكيد آخرها وفقا للصحيفة السورية، كان اللقاء الذي جمع ليل الجمعة الأمين العام لـ«حزب اللـه» السيد حسن نصرالله برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الأول بينهما منذ حزيران 2006، عشية حرب تموز، وبدأت مذاك قطيعة غير مسبوقة على مستوى الرجلين كما على مستوى الحزبين، وصولاً إلى أحداث السابع والحادي عشر من أيار 2008.
ونقلت «الوطن» عن المراقبين قولهم أن الهبة الباردة التي لفحت اللبنانيين باللقاء الليلي، بعد طول جفاء وانقطاع منذ أكثر من ثلاثة أعوام، جعلت أنصار الحزبين كما الكثير من اللبنانيين يتنفسون الصعداء، على حين انطلقت التحليلات في محاولة لمقاربة المرحلة الجديدة المتوقعة على أكثر من صعيد وخصوصاً على مستوى التغييرات في الاصطفافين الحزبي والسياسي واستطراداً الاصطفاف الشعبي، وهي مرحلة بدأت بشائرها مع إعادة التموضع الذي سجله جنبلاط قبل أشهر ووعد بترجمتها فعلياً بعد الانتخابات التشريعية وبصرف النظر عن نتائجها والفائز بها.
وجاء اللقاء الذي جمع الرجلين تتويجاً للدور الذي بدأه وزير الرياضة والشباب طلال أرسلان بين جنبلاط و«حزب الله» بعد أحداث أيار 2008، حيث بدأت نواة هذا الدور للوزير أرسلان من خلال التفويض الذي حصل عليه لمعالجة ذيول أحداث الجبل. ومن ثم عقدت اجتماعات في دارة الوزير أرسلان في خلدة انبثقت عنها لجان مشتركة بين كل من «حزب اللـه» والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي، على مختلف المستويات السياسية والأمنية. وكان الوزير أرسلان قد التقى في الأسبوع الفائت الأمين العام لحزب الله»، ثم التقى النائب جنبلاط الإثنين الفائت بعيداً من الإعلام، وهو نجح في ترتيب اللقاء وبرنامج عمله.
ويعتبر المراقبون أن «اللقاء بحد ذاته محطة سياسية مهمة لإعادة الحوار السياسي الفعلي بين الرجلين، لأن الحوار والتواصل السابق اقتصر على الشق الأمني فقط وتوفير مناخات أمنية مستقرة في بعض المناطق المشتركة في الجبل، ولا بد من أن يترك اللقاء ارتياحاً في قواعد حزب اللـه والحزب التقدمي الاشتراكي، لأنه سيؤسس لإعادة الأمور إلى مجاريها ولمرحلة جديدة تقوم على الحوار والتفاهم.
وغطى اللقاء الماراتوني في الضاحية الجنوبية الذي قيل إنه استمر نحو ثلاث ساعات ونيف على ما عداه، وفتح الباب واسعاً لمناخ جديد بين فريقي الأزمة (موالاة ومعارضة) ستتبلور نتائجه مع استحقاق رئاسة مجلس النواب الذي بدأ ولايته الجديدة منتصف ليل الأحد ومن ثم رئاسة الحكومة فالحكومة، التي تواجهها تعقيدات عدة قد تجعل ولادتها بالأمر العسير.