ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة (3)

خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة (3)
فاطمة شعيب ـ يارون ومارون الراس

.. الحلقة التالية هي المحطة الثالثة في جولة الرئيس إميل لحود والعميد الركن المتقاعد أمين حطيط الحدودية في الذكرى التاسعة للتحرير..

التلة الإصطناعية وسبب التسمية التي اطلقت على تلك المنطقة في مرتفعات بلدة يارون..

الرحلة الى التلة طويلة جداً لكنها مشوقة والسبب ان تلك المساحات الواسعة من الاراضي اللبنانية كانت من ضمن الأماكن التي حاول العدو الاسرائيلي الإستيلاء عليها وهذا ما أخبرنا به العميد حطيط عند وصولنا الى هناك.

"المساحات التي قطعناها كانت من مخطط القضم للعدو الإسرائيلي حتى يبقى الموقع الذي يتمركز عليه استراتيجيا ويكشف المنطقة امامه إلا انه اضطر الى التراجع امام اصرارنا وصلابة موقفنا وعدم التهاون او التنازل عن اية حبة تراب، فقد بلغت المساحة التي تراجع منها العدو في هذه المنطقة 1200م طولاً بعرض 2 كلم اي اننا بتنا نملك التلة الاستراتجية مما اضطر العدو حينها الى صنع تلة محاذية لها خلف الخط الأزرق بلغ ارتفاعها 30 م واستمر العمل بها لمدة 40 يوماً.
هنا تدخل الرائيس لحود قائلاً : "حتى هذه الاراضي ارادت اولبرايت اخذها منا".

"الانتقاد" سألت الرئيس عن تقيمه لاداء لارسن أثناء ترسيم الخط الأزرق وعملية التحقق فأجاب: " لارسن كان مؤيدا مئة بالمئة لإسرائيل والسبب انه حاول جاهداً ان يتغاضى عن الكثير من النقاط اثناء عملية الترسيم الا ان العميد حطيط كان له بالمرصاد الى ان وصلنا نحن وإياه الى مزارع شبعا عندها قال لي ان مزارع شبعا ليست لبنانية وقضيتها تحل عندما يأتي دور 242 فقلت له من يحدد انها لبنانية او سوريا فقال لي الآن لن نبحث بها ابدا .. فنظرت الى المستشارة القانونية التابعة للـUN وكان اسمها ليلى بنقيان وقلت لها من يحدد انها سورية او لبنانية فقالت سوريا ولبنان عندها قلت إن سوريا تقول إنه لبنانية .. لذا يجب عليكم إعادتها لنا فرفض لارسن" .

لكن الرئيس والعميد حطيط لم يتهاونا ابدا مع لارسن حيث واجهاه في اكثر من مكان وزمان

"أوأكد لكم بأن لارسن مدفوع  يتابع الرئيس لحود فهو من نفذ إتفاق اوسلو وجيئ به الى لبنان حتى ينفذ عملية الإنسحاب معتقدا بأنه لن يجد في لبنان خبراء يجيدون عملهم على الارض فكان عاملا المفاجئة عندنا حيث كان العميد حطيط يمتلك جهاز GPS الاكثر تطوراً من الجهاز الذي كان بحوزة فريق الامم المتحدة، كان لارسن يسعى ايضا لأن يبقي كل المرتفعات المشرفة على المناطق اللبنانية في حوزة العدو الإسرائيلي وان يكون الخط الازرق هو خط الحدود الاراضي اللبنانية.
لكن لبنان رفض بإرادة فريق الجيش اللبناني 
وهكذا إستطاع لبنان ان يسترجع تلك المرتفعات ويخرج الإسرائيلي من على أرضه إلا انه لم يستطع منعه من استباحة سمائه فالطائرات الحربية والتجسسية حلقت فوق روؤسنا وهنا لا بد من تعليق للرئيس لحود وكان السؤال:

ما هو تعليقك على هذا الخرق المواصل للسيادة اللبنانية ؟

" عندما كان يأتي سفير امريكا والأمم المتحدة وبعض الدول الاوروبية لزيارتي يقولون لي  إسرائيل إنسحبت ولم يعد هناك من شيئ يدعوكم للبقاء على إستنفار دائم ومعلنين الحرب ولا تريدون التخلي عن المقاومة عندها قلت لهم هذه نكتة هذا الانسحاب لا يحقق السيادة للبنان لان سيادة لبنان تقاس في الارض والجو والبحر.. اما الإتفاق الذي قام به رئيس الوزراء انذاك وكنت رئيس للجمهورية ولا علم لي به وجاء به الى مجلس الوزراء وارد تمريره فرفضته رفضا قاطعاً وقلت له إن هذا المشروع يقلل من سيادة لبنان بحيث يعطي الارض للأمم المتحدة ولا يذكر شيء عن الماء ونحن لا نريد سيادة على الارض فقط بل نريدها في المياه والاجواء ايضا".

غادرنا التلة الاصطناعية متوجهين إلى تلال مارون الراس المقابلة لمستعمرة ايفيفين التي اقامها العدو على الحدود مباشرة العميد حطيط شرع في الشرح لنا وللرئيس عن هذه النقطة بالذات والدور الذي لعبته في عدوان تموز، فقال:

" انشأ العدو هذه المستعمرة مكان بلدة صلحة إحدى القرى السبع وقد اعطيت هذه المنطقة أهمية كبرى في عدوان تموز/ يوليو 2006 حيث خاض مجاهدو المقاومة معارك ضارية وثبت 13 مجاهدا في وجه كتيبة من الدبابات معززة بكتيبة من المشاة طوال 33 يوما واستشهد منهم 9 مقاومين وبقي 4 في وجه تلك الأرتال من الجنود والاليات ولم يأسر احد منهم وهم من غير وجهة الحرب وحسموا نتائجها".

حرب تموز وأروع صور الصمود والتحدي التي سطرها مجاهدو المقاومة الاسلامية والذي كان الرئيس لحود على يقين تام بنصرهم ماذا قال هنا ..؟ 

"أؤكد لكم انه ومنذ اليوم الاول للعدوان وبعد رؤيتي لتلك المشاهد التي بثتها شاشات التلفزة المحلية والعالمية عن الدبابات والآليات التي تستعد للدخول الى مارون الراس كنت على يقين بأنهم لن يستطيعوا الدخول كما اعتادوا في الماضي .. قبل ان يكون هناك مقاومة ساعة يشاؤون يدخلون ويصلون الى بيروت، ففي اليوم الثالث للعدوان ذهبت الى الضاحية وزرت أهلها في الملاجئ وقلت لهم لا تستسلموا أبدا سوف نربح الحرب لأنه لدينا شباب مستعدون للموت من اجل الدفاع عن كرامة وعزة هذا الوطن.. والشراسة التي يتصدون فيها للعدو هو دليل اننا سنربح لإن الروحية العالية التي يتحلى بها شباب المقاومة جعلت إسرائيل التي تمتلك الطائرات والدبابات وأحدث الأسلحة في المنطقة خائفة من التقدم ولا يجرؤون على مواجهة ابطال المقاومة، العامل الاقوى معنا لأننا اصحاب حق وهذا الشيئ لم يكن موجودا قبل المقاومة فقبل ان يكون هناك مقاومة لم يكن يتجرء احد ان يقول العدو الاسرائيلي، حتى في عقيدة الجيش كان يطلقون عليه الفريق الأزرق او الاصفر حتى لا يزعجوا إسرائيل لكننا في العقيدة الحديثة للجيش قلنا العدو الاسرائيلي فالجيش دعم للمقاومة وإعلموا انه طلب مني في العام 93 عندما كنت قائدا للجيش ان اضرب المقاومة فرفضت وقلت لست انا من يضرب المقاومة ".

هنا ذكر لنا العميد حطيط أولى مراحل مشواره العسكري الذي بدأه عند نقطة للجيش اللبناني لا زالت موجودة الى الآن عندما كان ملازماَ فقال مشيراً الى المنطقة المقابلة لبلدة يارون :
" دخل العدو الإسرائيلي من هذه المنطقة وكنت في هذا المكان بالتحديد فأخبرت قيادة القطاع بوجود حركة اسرائيلية بإتجاه الحدود فقالوا لي راقب فقلت لهم دخلوا الاراضي اللبنانية، فقالوا شدد المراقبة، فقلت لقد دمروا البيوت، فقالوا شدد المراقبة وهكذا انتهت العملية وهدم 7 بيوت وانا لا زلت اراقب واشدد المراقبة لم يتجرأ احد على صدهم او الوقوف بوجههم لاننا لم نكن نمتلك الامكانات او بالاحرى لم يكن هناك قراراً سياسياً برد اي عدوان ".

و عطفاً على كلام العميد حطيط قال الرئيس لحود:
" بما انك ذكرت ذلك سوف أعطيك مثالاً على ذلك ، وهو انه في العام 93 عندما بدأ القصف على القرى والبلدات اللبنانية وبرروا حينها ذلك الامر بأنه رد على إحدى عمليات المقاومة وهذه الحادثة يعرفها الصحافيون جيداً، وكان ذلك اليوم يوم احد وكنت في القرية وتوجهت الى العمليات .. بعدها كان من المقرر التوجه الى الجنوب عندها كلموني على الجهاز وقالوا لي إن دبابة إسرائيلية استهدفت احد البيوت وقتل فيه إمرأة .. فسألته هل هناك دبابة للجيش اللبناني قريبة منه ؟.. فقال نعم .. فقلت هل هي على مرمى من الدبابة الإسرائيلية؟؟ فقال نعم فقلت وماذا ينتظر فاليضربها فوراً .. واكملت طريقي الى قيادة الجيش وقبل وصولي وبعد نصف ساعة عادوا ونادوني على الجهاز وقالوا لي  بأن الرئيس الهراوي يريد مكالمتي .. فقلت لهم اين فقالوا في منزله وذلك قبل ان ينتقل الى القصر الجمهوري .. وكان موجوداً  هو والرئيس بري والحريري .. عند وصولي قام الرئيس الحريري وأخذني على جنب وسألني هل انت من اعطى الأمر بضرب الدبابة الإسرائيلية ؟؟ فقلت اجل ولكن كيف عرفت ؟؟ فقال الأجهزة كلها مراقبة ثم قلت له بأن هناك إمرأة لبنانية قتلت والجيش لم يقم إلا بواجبه بالرد على المرمى الذي ضرب فقال لي هل السوريون هم من قالوا لك ان تفعل ذلك ؟؟ فقلت له وهل يجب ان انتظر السوريين حتى يقولوا لي إضرب لأضرب .. انما كان هذا قراري انا وحدي عندها دخلنا سويا الى المكان الذي كان يتواجد فيه الرئيس الهراوي وبري وقال لهم (عجبكن هو من اعطى الامر بضرب الدبابة وما حدا طلب منو ) ثم خاطبني قائلاً هل تعرف ماذا فعلت وما هي ردات الفعل التي ستتبع فعلتك هذه .. لقد كانت تلك هي  العقلية الموجودة حينها ..

انتهى الحديث هنا .. تجولنا في الاحياء الداخلية لمارون الراس خصوصاً تلك التي شهدت اعنف المواجهات مع قوات الإحتلال متوجهين الى القطاع الشرقي من الجنوب لإستكمال الجولة .

نستتبع الحديث في الحلقة القادمة في بلدة ميس الجبل مقابل مستعمرة المنارة الصهيونية والاراضي المحررة من بلدة هونين إحدى القرى السبع  وحدود مستعمرة مسكف عام في بلدة العديسة وبوابة فاطمة ..  
2009-06-22