ارشيف من :آراء وتحليلات

نائب بريطاني يتحدث لـ’العهد’: مصرون على الدفاع عن القضية الفلسطينية في البرلمان

نائب بريطاني يتحدث لـ’العهد’: مصرون على الدفاع عن القضية الفلسطينية في البرلمان

تحدث النائب البريطاني المعارض والناشط في تحالف "أوقفوا الحرب" جيريمي غورمان، في مقابلة خاصة لموقع "العهد الاخباري"، عن دور المعارضة في البرلمان البريطاني وعن السياسة الخارجية وخاصة عن الموقف من القضية الفلسطينية في ظل الحملة الإعلامية للمطالبة باعتذار بريطانيا عن وعد بلفور.

وفي ما يلي نص المقابلة:


س: ما هو الدور الذي تلعبه المعارضة في البرلمان في التأثير على الحكومة البريطانية؟
ج: لقد لعبت المعارضة دورا مهما في التأثير على قرارات الحكومة سواء بالنسبة للشؤون الداخلية او الخارجية، وبالنسبة لنا هذا أمر سهل، فنحن نستطيع ان نؤثر داخل البرلمان، وكذلك نستطيع ان نحرك الشارع خارج البرلمان إذا ما ارتأينا أن الامر يتطلب ضغطا شعبيا، هذا بالإضافة الى استطلاعات الرأي التي نوظفها في الاعلام، على الرغم من أن الاعلام لا يُظهر كل ما نتبناه من قضايا وخاصة القضايا الخارجية. لقد غيرنا في الكثير من القرارات وخاصة فيما يتعلق بالحروب، ونحن نسير على خط تغيير الرأي العام في بريطانيا لمصلحة الشعوب المظلومة في العالم وهذا سينسحب على اوروبا فيما بعد.

س: هل يمكنكم كنواب معارضة في البرلمان ان تكونوا ايضا نشطاء سياسيين في الخارج؟

ج: نعم نحن نستمد قوتنا في المعارضة داخل البرلمان من نشاطنا الخارجي، فالحكومة تعلم بأننا يمكن ان نحرك الشارع ساعة نشاء ضد أي قرار تتخذه الحكومة ولا نرى فيه مصلحة انسانية ككل، ونحن كناشطين في الخارج نتبنى كافة القضايا الإنسانية المحلية والعالمية بما فيها القضية الفلسطينية التي هي اساس مشكلة الشرق الأوسط.

س: هل يتفهم الناخبون مطالبكم عندما تدعونهم للتعبير عن رأيكم في الشارع؟

ج: قبل البدء بأي تحرك نحدد مواعيد لقاءات في المناطق مع جمهورنا ممن يصوتون لنا في الانتخابات ونشرح لهم القضية التي نحن بصدد معارضتها في البرلمان والتي يجب ان نحرك الشارع ضدها للتأثير على الحكومة وثنيها عن اتخاذ قرارات غير مناسبة ومنها قرارات الحرب.
ونحرك كافة وسائط التواصل الإجتماعي كالفايس بوك والتويتر. وانا لوحدي من خلال التجربة استطيع ان أؤثر على حوالي ثلاثين الف شخص ممن يصوتون لي مباشرة، وغيري له تأثيره ايضا وتمتلئ الشوارع بالمتظاهرين. انا امثل منطقة الشمال في انكلترا وناشط في البرلمان منذ حرب الخليج وافغانستان والعراق. وسأحاول ان اكون ناشطا حتى عام 2016 لحين الإنتخابات القادمة واربح المعركة الانتخابية.

س: هناك حملة دولية تطالب بريطانيا بالإعتذار عن وعد بلفور، اين انتم من هذه الحملة؟

ج:انا من الناشطين في هذه الحملة ومن الداعمين لها في الأوساط. أما كمعارضة داخل البرلمان فإننا لسنا جسما واحدا بالنسبة للسياسة الخارجية، فهناك كتل معارضة فقط فيما يتعلق بالشؤون الداخلية والتشريعات الخاصة بالبلد. ولكن يمكنني القول بأن كافة الكتل النيابية المعارضة في البرلمان تتفق على ان اي شأن خارجي يضر ببريطانيا يجب ان نقف في وجهه وان نطالب الحكومة بتطبيق كل ما يصب في مصلحة بريطانيا. أما بالنسبة لوعد بلفور فإننا نعمل جاهدين كي يتفهمه البرلمان، فكما نعلم بأن هذا الوعد أتى على خلفية الدعاية التي بثتها الجمعيات اليهودية عن المجازر ضد اليهود في اوروبا وقد لقيت استحسانا وتعاطفا كبيرا في اوروبا، ونحن نعمل الآن على ازالة هذا السبب من خلال ايصال صورة المظلومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الشتات، وعندما يقتنع الرأي العام الأوروبي بأن المظلوم هنا هو الشعب الفلسطيني فإن الموقف سوف يتغير من القضية ككل.

نائب بريطاني يتحدث لـ’العهد’: مصرون على الدفاع عن القضية الفلسطينية في البرلمان


س: هل انتم كنواب معارضة ومؤيدين للقضية الفلسطينية ستتمكنون من حمل قضية الإعتذار الى البرلمان؟

ج: هذه الحملة لها سقف زمني للتحرك وضعناه كمؤيدين لها وهو خمس سنوات من اجل التأثير في الرأي العام. وبالنسبة للبرلمان نحن نعمل على جمع العدد الكافي من الأصوات المؤيدة لهذا الطلب وعندها نطرحه على الحكومة، ربما تكون هذه الحكومة أو الحكومة التي ستأتي بعدها، لا يهم ولكن الأهم هو تحريك القضية خارج البرلمان وانا من الناشطين في هذه الحملة لإقناع الرأي العام البريطاني بأحقية الشعب الفلسطيني في ارضه وان وعد بلفور كان ظالما لهذا الشعب. لقد بدأت النظرة تتغير بالنسبة لفلسطين والنظرة الى القضية الفلسطينية هنا في بريطانيا. وعد بلفور كان لمصلحة اليهود بعد الدعاية حول المجازر في اوروبا وقد استخدمتها الجمعيات اليهودية كأداة. ولكن الصورة قد توضحت الآن في اوروبا وخاصة في بريطانيا واصبح الفلسطينيون اصحاب حق معترف به في اوروبا، ونحن كناشطين سياسيين سواء في البرلمان وفي الخارج نضع هذا الهدف كاستراتيجيا اساسية لحياتنا السياسية. عمل اليهود كثيرا على انجاح وعد بلفور لغاية الآن، ولكنهم يخسرون حقهم في هذه الأيام بسبب المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في المخيمات وفي الشتات، وقد اصبح العالم يرى هذه المعاناة بسبب سهولة التواصل.

س: هل انتم مع حق العودة؟
ج: وضع الفلسطيني في الشتات محزن، وهذا يذكرنا بالفصل العنصري في أفريقيا، والعودة حق لهم ولجمع العائلات. أنا بنفسي ذهبت الى فلسطين 9 مرات وقد شاهدت بأم العين المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني.

س: كيف لعبت المعارضة دورا في وقف الحرب على سوريا؟

ج: من المعروف ان الحكومة البريطانية كانت تتبع الولايات المتحدة الاميركية في مسألة قرار الحرب، وكنا نرى ان بريطانيا تنجر للحروب في منطقة الشرق الاوسط، وقد رأينا ما حل من كوارث على الشعب البريطاني جراء الحرب، فقررنا ان نقف في وجه قرارات الحكومة المتعلقة بالحرب، وقد نجحنا في ذلك. وللمرة الأولى نرى ان الولايات المتحدة هي التي رضخت لبريطانيا بعدم القيام بضربة عسكرية على سوريا. حركنا تحالف "اوقفوا الحرب" في الشارع وخاصة خارج البرلمان أثناء انعقاد الجلسة، فكان له تأثير قوي على القرار مباشرة داخل البرلمان لان الجميع في الخارج كان يهتف " اوقفوا الحرب".

نائب بريطاني يتحدث لـ’العهد’: مصرون على الدفاع عن القضية الفلسطينية في البرلمان

س: كيف كان التصويت داخل البرلمان؟
ج: التصويت ضد الحرب على سوريا كان مفاجئا بنتائجه، حتى الحزب الحاكم صوت بعض نوابه ضد قرار الحكومة بسبب ضغط الشارع، فكان ان سقط القرار وألزمنا الحكومة بالتراجع، وبذلك لم تتم الضربة العسكرية على سوريا لأن الولايات المتحدة الأميركية لن تتجرأ على القيام منفردة بهذه الخطوة.

س: ماذا عن شكل البرلمان القادم بالنسبة للمعارضة؟

ج: اتوقع ان يكون البرلمان القادم يحوي نسبة أعلى من عدد النواب المعارضين للحرب والمؤيدين للقضية الفلسطينية.

وفي الختام لم يشأ النائب جيريمي غورمان الا التعليق على ما يجري في المنطقة من حراك وخاصة في مصر قائلا: "أتوقع ان يكون (عبد الفتاح) السيسي هو الرئيس المقبل لمصر، لأن المصريين على ما يبدو يحبذون حكم الجنرالات والعسكر، لذلك سوف تستقر مصر على هذا النحو. وللأسف لم أرَ أن نتائج الحراك في المنطقة كانت لمصلحة الشعوب بل كانت وما زالت الشعوب هي في خدمة الحكام وسوف تستمر على هذا المنوال".

2014-05-20