ارشيف من :آراء وتحليلات
سوريا بين الانتخاب والارهاب
ما بين صوت الشعب وازيز الرصاص، ما بين الاستعمار والاستقلال، ما بين ارادة الداخل وقهر الخارج لسوريا، ما بين الانتخاب والارهاب، ما بين التكفير وتقبل الاخر، ما بين الاحتكام الى صناديق الاقتراع والاحتكام الى توابيت القتل، ما بين تدمير سوريا واعمارها، وما بين الحل السياسي والحل العسكري، كان خيار الشعب السوري في الثالث من حزيران الجاري.
في سوريا مرتاحون وينظرون نظرة تفاؤلية لما افضت اليه صناديق الاقتراع، "لقد غيرت مسار الازمة كلياً"، والدليل مسارعة كيري الى بيروت وطلبه من ايران وروسيا وحزب الله حل الازمة في سوريا، والدليل خروج الانتقادات من داخل ادارة اوباما لسياسته في سوريا، وما كتبته الصحف الغربية عن الانتخابات السورية ومكانة الرئيس الاسد عند السوريين. خير دليل ايضاً.
في سوريا مرتاحون وينظرون نظرة تفاؤلية لما افضت اليه صناديق الاقتراع، "لقد غيرت مسار الازمة كلياً"، والدليل مسارعة كيري الى بيروت وطلبه من ايران وروسيا وحزب الله حل الازمة في سوريا، والدليل خروج الانتقادات من داخل ادارة اوباما لسياسته في سوريا، وما كتبته الصحف الغربية عن الانتخابات السورية ومكانة الرئيس الاسد عند السوريين. خير دليل ايضاً.
الانتخابات الرئاسية في سوريا
في سوريا يهللون للحل السياسي القادم انطلاقاً مما افرزته صناديق الاقتراع، التي اظهرت حيثية شعبية للنظام السوري لا يستطيع أحد انكارها، بينما عرت في المقابل معارضيه، واظهرت هزالتهم، وبعدهم عن الواقع، واثبتت قوة الدولة وتماسكها رغم الحرب الضروس ضدها، واظهرت فشل المؤامرة وان البعض كان يراهن على سراب، ويستمر بالمكابرة.
في سوريا، بات على العالم ان يحدد خياراته، وهو الذي نادى بالديمقراطية والاصلاح مع بداية الحرب المسعورة عليها. واليوم قال الشعب السوري كلمته ديمقراطياً فهل يسمعها الغرب؟ وهل تطرق كلمته مسامعه؟.
مراد : الانتخابات صدمت الغرب واسقطت امالهم بتغيير النظام
رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا الياس مراد
رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا الياس مراد يعتبر ان الانتخابات التي جرت هي شأن داخلي سوري، ويشير الى ان ما فاجأ المتآمرين هو ذاك الزخم الشعبي الذي لم يكونوا يتوقعونه بتأييد الرئيس بشار الاسد، ويلفت الى انهم صدموا بداية في مشهد لبنان، ولاحقاً في المشهد بسوريا، صدمة كانت كفيلة –حسب تعبيره - بإسقاط امالهم في التغيير الذي سعوا اليه في السابق او سيسعون اليه في المستقبل، بعدما عبرت الانتخابات عن مزاج شعبي داعم ليس لشخص الرئيس الاسد فقط وانما للدولة من جهة ولتحالف هذه الدولة مع اصدقائها روسيا وايران والصين وحزب الله من جهة ثانية.
الانتخابات عرت معارضة الخارج واظهرت حجمهم |
ويضع مراد الانتخابات في خانة موقف الداخل السوري في محاصرة الارهاب، فيشير الى ان الانتخاب كان بمواجهة الارهاب، وان السوريين رغم كل التهديدات من قبل القوى التكفيرية الظلامية ورغم القذائف التي سقطت اثناء الانتخابات اصروا على أن تكون هناك اعلى نسبة اقتراع في سوريا.
ويتحدث مراد عن دلالات الانتخابات في عدة اتجاهات، اولاً في اتجاه استمرار محاربة الارهاب وثانياً في اتجاه استمرار سوريا في تحالفاتها مع ايران وروسيا والصين، وثالثاً في اطار الاستمرار في الحل السياسي الذي طرحه الرئيس الاسد في 6-1-2013 ، من خلال الحوار مع المعارضة الوطنية في الداخل، خصوصاً بعدما عرّت الانتخابات معارضة الخارج واظهرت ان ليس لها حيثية شعبية على الارض.
الحل السياسي ينطلق من طرح الرئيس الاسد |
ويتوقف مراد عند هذا الامر، فيوضح انه لو امتلكت تلك "المعارضة" حيثية لما كانت قاطعت الانتخابات بل لكانت ذهبت الى الصناديق وكشفت عن حجمها الحقيقي أقله بوضع اوراق بيضاء، لكنه يخلص الى ان التعرية كانت شبه كاملة لهؤلاء حينما قال السوريون لا قوية للمشروع الخارجي المتآمر على سوريا.
وفيما يلفت مراد الى ان الانتخابات جرت بحضور وفود دولية بلجيكية وروسية وايرانية وافريقية ومن اميركا اللاتينية، وحوالي 200 مؤسسة اعلامية، يشير الى ان الغرب هو صاحب مشروع تدمير الدولة لذلك لا يريد ان يعترف بشفافية الانتخابات، مؤكداً انهم فشلوا في مؤامرتهم ويريدون ان يهبطوا من أعلى الدرج رويداً رويداً ولا يريدون أن يعترفوا بالحقائق.
وللدلالة على اهمية الانتخابات، يستشهد مراد بالصحف الغربية والاميركية، وما اوردته بشأنها، مشيراً الى ان عددا كبيرا من هذه الصحف تحدث عن احتلال الرئيس بشار الاسد مكانة خاصة لدى المجتمع السوري.
ويخلص رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا الى القول بأن المتآمرين على سوريا سيذهبون بعد الانتخابات الى الاقرار بهزيمتهم ولكن ليس بطريقة الاعتراف بها وانما عبر الالتفاف على الموضوع وفتح ابواب متعددة للحوار مع القيادة السورية، لانه "لم يعد امامهم غير ذلك قبل أن يضرب الارهاب ابوابهم"، وذلك ربما سيجبرهم على العودة للتعاون مع سوريا ولو في اطار مواجهة الارهاب.
ويخلص رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا الى القول بأن المتآمرين على سوريا سيذهبون بعد الانتخابات الى الاقرار بهزيمتهم ولكن ليس بطريقة الاعتراف بها وانما عبر الالتفاف على الموضوع وفتح ابواب متعددة للحوار مع القيادة السورية، لانه "لم يعد امامهم غير ذلك قبل أن يضرب الارهاب ابوابهم"، وذلك ربما سيجبرهم على العودة للتعاون مع سوريا ولو في اطار مواجهة الارهاب.