ارشيف من :آراء وتحليلات
انعكاسات المتغيرات الإقليمية على ليبيا
يؤكد أغلب الخبراء والمحللين أن ما تشهده ليبيا هذه الأيام من تحولات هو نتاج طبيعي للمتغيرات الاقليمية. ففشل المشروع الإخواني في كل من مصر وتونس وسوريا وما أفرزته صناديق الاقتراع في الانتخابات الجزائرية الأخيرة ألقت بظلالها على المشهد الليبي.
فحكم المحكمة الشرعية الليبية القاضي بعدم شرعية انتخاب أحمد معيتيق رئيسا للحكومة يدخل في هذا الاطار. فمعيتيق يعرف القاصي والداني أنه قريب من الإخوان، ومحاولة الدفع برئاسة الحكومة ما هي إلا محاولة من هذا التنظيم للهيمنة على صنع القرار بعد أن فقد الكثير من مواقعه بفعل ما تم اعتباره "انقلابا" أنجزه اللواء خليفة حفتر.
"عملية الكرامة"
ويطلق أنصار حفتر والموالون له والمهللون لما قام به على ما يسميه الإخوان انقلابا يسمونه "عملية الكرامة"، ويرى هؤلاء ضرورة دعم هذه العملية إلى أن تنهي مهامها وهي القضاء على الارهاب والتنظيمات التكفيرية المسلحة، وأيضا، (وهو الهدف غير المعلن)، القضاء على نفوذ الإخوان تماما مثلما حصل في مصر، أو الحد منه على غرار ما شهدته تونس نهاية العام الماضي بعد إجبار حكومة النهضة على الاستقالة وتشكيل حكومة من التكنوقراط مهمتها قيادة البلاد إلى الانتخابات القادمة.
العلم الليبي
ولا يمكن النظر لما يقوم به اللواء خليفة حفتر بمعزل عما يحصل في المنطقة وخاصة أن العديد من المصادر تتحدث عن دعم جهات في تونس والجزائر ومصر لأحد قادة عمليات القذافي السابقة في جمهورية تشاد المجاورة. بل إن مصادر عديدة تتحدث عن مشاركة الجيشين المصري والجزائري في عمليات القتال الدائرة فيما يكتفي الجانب التونسي بحشد المزيد من القوات على الحدود بين البلدين منعا لتسلل التكفيريين الفارين من المعارك إلى الأراضي التونسية.
مفتي الديار
وتأتي تصريحات مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني التي اعتبر فيها بأن "من يقاتل مع حفتر يخشى أن يموت موتة جاهلية وبأن من يقاتل ضده فهو شهيد"، في إطار هذا الصراع بين المشروع الإخواني الذي خسر الكثير من المواقع، والذي يوظف المقدس في صراعه السياسي مع الآخرين، وبين مشروع الدولة الوطنية الذي بدأ يستعيد ألقه في سوريا ومصر وتونس. فالشيخ الغرياني محسوب على التيار الإخواني في ليبيا وطبيعي، بحسب أغلب المحللين، أن تصدر عنه مثل هذه التصريحات.
ويرى جل المراقبين بأن الأوضاع في ليبيا لا تبعث على التفاؤل وخاصة أن التنظيمات التكفيرية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، تتقن معارك الكر والفر، والقضاء عليها ليس بالأمر الهين ولا سيما أن امتداداتها وعمقها يصل إلى شمال مالي ويتجاوزها إلى نيجيريا. وحتى على فرض أن خليفة حفتر تمكن من القضاء عليها فإن الرجل لا يحوز إجماع الليبيين وهناك جهات عديدة فاعلة في المشهد الليبي تعارض عمليته كما تعارض حكمه للبلاد في حال رغب في ذلك أسوة بعبد الفتاح السيسي في مصر.
الانتخابات
ويشار إلى أن عبد الله الثني بات رئيس الحكومة الشرعي والمؤقت لليبيا بعد رفض المحكمة العليا لأحمد معيتيق، وبالتالي فهو مطالب بتصريف الأعمال إلى حين انتخاب برلمان جديد تنبثق عنه حكومة شرعية. ولا تحظى هذه الانتخابات بدورها بإجماع الطيف السياسي وهناك جدل كبير دائر بخصوص الجدوى من إجرائها.
فأنصار حفتر يرغبون في تأجيلها إلى حين الانتهاء من "معركة الكرامة" لكن لم يحددوا أجلا لانتهائها. و آخرون لا يرون ضرورة لإجرائها باعتبار وجود مؤتمر وطني منتخب كان بالامكان أن يواصل إدارة شؤون البلاد إلى حين الانتهاء من كتابة الدستور وإجراء انتخابات جديدة. فيما ترى جهات ترغب في أخذ مواقعها في السلطة أن الانتخابات أمر حتمي لأن صناديق الاقتراع هي الفيصل بين الأطراف المتصارعة وليس ساحات القتال.
فحكم المحكمة الشرعية الليبية القاضي بعدم شرعية انتخاب أحمد معيتيق رئيسا للحكومة يدخل في هذا الاطار. فمعيتيق يعرف القاصي والداني أنه قريب من الإخوان، ومحاولة الدفع برئاسة الحكومة ما هي إلا محاولة من هذا التنظيم للهيمنة على صنع القرار بعد أن فقد الكثير من مواقعه بفعل ما تم اعتباره "انقلابا" أنجزه اللواء خليفة حفتر.
"عملية الكرامة"
ويطلق أنصار حفتر والموالون له والمهللون لما قام به على ما يسميه الإخوان انقلابا يسمونه "عملية الكرامة"، ويرى هؤلاء ضرورة دعم هذه العملية إلى أن تنهي مهامها وهي القضاء على الارهاب والتنظيمات التكفيرية المسلحة، وأيضا، (وهو الهدف غير المعلن)، القضاء على نفوذ الإخوان تماما مثلما حصل في مصر، أو الحد منه على غرار ما شهدته تونس نهاية العام الماضي بعد إجبار حكومة النهضة على الاستقالة وتشكيل حكومة من التكنوقراط مهمتها قيادة البلاد إلى الانتخابات القادمة.
العلم الليبي
ولا يمكن النظر لما يقوم به اللواء خليفة حفتر بمعزل عما يحصل في المنطقة وخاصة أن العديد من المصادر تتحدث عن دعم جهات في تونس والجزائر ومصر لأحد قادة عمليات القذافي السابقة في جمهورية تشاد المجاورة. بل إن مصادر عديدة تتحدث عن مشاركة الجيشين المصري والجزائري في عمليات القتال الدائرة فيما يكتفي الجانب التونسي بحشد المزيد من القوات على الحدود بين البلدين منعا لتسلل التكفيريين الفارين من المعارك إلى الأراضي التونسية.
مفتي الديار
وتأتي تصريحات مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني التي اعتبر فيها بأن "من يقاتل مع حفتر يخشى أن يموت موتة جاهلية وبأن من يقاتل ضده فهو شهيد"، في إطار هذا الصراع بين المشروع الإخواني الذي خسر الكثير من المواقع، والذي يوظف المقدس في صراعه السياسي مع الآخرين، وبين مشروع الدولة الوطنية الذي بدأ يستعيد ألقه في سوريا ومصر وتونس. فالشيخ الغرياني محسوب على التيار الإخواني في ليبيا وطبيعي، بحسب أغلب المحللين، أن تصدر عنه مثل هذه التصريحات.
ويرى جل المراقبين بأن الأوضاع في ليبيا لا تبعث على التفاؤل وخاصة أن التنظيمات التكفيرية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، تتقن معارك الكر والفر، والقضاء عليها ليس بالأمر الهين ولا سيما أن امتداداتها وعمقها يصل إلى شمال مالي ويتجاوزها إلى نيجيريا. وحتى على فرض أن خليفة حفتر تمكن من القضاء عليها فإن الرجل لا يحوز إجماع الليبيين وهناك جهات عديدة فاعلة في المشهد الليبي تعارض عمليته كما تعارض حكمه للبلاد في حال رغب في ذلك أسوة بعبد الفتاح السيسي في مصر.
الانتخابات
ويشار إلى أن عبد الله الثني بات رئيس الحكومة الشرعي والمؤقت لليبيا بعد رفض المحكمة العليا لأحمد معيتيق، وبالتالي فهو مطالب بتصريف الأعمال إلى حين انتخاب برلمان جديد تنبثق عنه حكومة شرعية. ولا تحظى هذه الانتخابات بدورها بإجماع الطيف السياسي وهناك جدل كبير دائر بخصوص الجدوى من إجرائها.
فأنصار حفتر يرغبون في تأجيلها إلى حين الانتهاء من "معركة الكرامة" لكن لم يحددوا أجلا لانتهائها. و آخرون لا يرون ضرورة لإجرائها باعتبار وجود مؤتمر وطني منتخب كان بالامكان أن يواصل إدارة شؤون البلاد إلى حين الانتهاء من كتابة الدستور وإجراء انتخابات جديدة. فيما ترى جهات ترغب في أخذ مواقعها في السلطة أن الانتخابات أمر حتمي لأن صناديق الاقتراع هي الفيصل بين الأطراف المتصارعة وليس ساحات القتال.