ارشيف من :نقاط على الحروف
مثقفو «البترودولار» أتباع ابن جبرين
بتاريخ ١٧/٧/٢٠٠٦، وبعد أيام على بدء العدوان الاسرائيلي الواسع على لبنان، والتصدي البطولي لرجال المقاومة الإسلامية في حزب الله لأرتال جيش الإحتلال على مختلف المحاور الحدودية، أطلق مفتي الديار السعودية عبدالله بن جبرين، فتواه بدعم الإحتلال، محرماً ليس فقط نصرة الحزب والإنضواء تحت راية المقاومة، بل أيضاً مجرد الدعاء لهم بالتمكين والنصر على أعدائهم.
لقد كانت تلك الفتوى سابقة، صادمة في التاريخين العربي والإسلامي، فأن يتصدى أحد رجال الدين الرسميين علناً في بلاد «الحرمين» ليُحرم مؤازرة المقاومة المدافعة عن الأراضي العربية والإسلامية، في مواجهة جيش يحتل «الحرم الثالث ( الأول)»، تلك كانت سابقة ضجت لها أركان «الحرم المكي»، لما تمثله من تزوير وتضليل ومحاولة لتشويه لصورة المقاومة الناصعة، والافتراء على إنجازات ابطالها على كل صعيد.
وإن كانت تستبطن تلك العلاقة السرية بين كيانين ما انفكا يبذلان كل جهد ممكن لمنع الامة بالتوحد والاستفادة من مقدراتها.
بن جبرين وبعد أعوام على فتواه، حضر مجدداً، «روحاً وفتوى»، من خلال تحوله إلى مصدر إلهام ووحي للعديد من مثقفي « الحرم السفاراتي» من عوكر إلى الرياض، وما بينهما من أوكار.
فلا عجب بعد اليوم أن ينهل علمانيو ويساريو «البيانات» من معين «سوابقه» كما ينهلون من معين مملكته، ليستكملوا دور «المنابر» في الدعوة الوهابية التي لم تكن إلا لمحاربة كل «مقاوم» ومساندة كل استعمار واحتلال منذ فيلس ولورنس حتى يومنا هذا.
ردة ثقافية
لا شك أن بيان مثقفي البترودولار ضد «الردة الدينية والسياسية»، قد كُتب بعناية وتم اختيار مفرداته وسياقه بدقة، إلا أن الأكيد والواضح أن هذا البيان بحد ذاته «ردة ثقافية» إلى زمن تبعية المثقف لأدوات السلطة ورموزها، وتحوله الى سلعة غب الطلب يمتشق قلمه كلما احتاجته لتبرير أو تضليل أو تزوير.
أصحاب البترودولار
قتل ممنهج
فبعد كل ما مرت به بلادنا مؤخراً، وكل الشواهد التي لا يمكن دحضها عن أصل ومصدر ذبيحة «داعش» و«النصرة» وأكلة الأكباد مما يسمى «الجيش الحر»، وبعد كل المجازر وعمليات القتل الممنهج التي أنتجت حرباً ضروسا حتى بين هذه التنظيمات نفسها وتنظيمات لطالما كان هؤلاء المثقفون يؤيدونها ويوظفون كل طاقاتهم «القلمية» لدعمها، ورغم وضوح الأسماء الخليجية والهويات السعودية والأصول العقائدية الوهابية لداعش وأخواتها، لم يجد هؤلاء المثقفون غضاضة، في تصويب بيانهم نحو هدف واحد ومحدد، تضليلاً وتزويراً، ولا عجب في أن ينحو هؤلاء منحى ابن جبرين فهذا موظف وذاك موظف .. والمؤسسة واحدة، وهابية التمويل، عوكرية التوجيه مهما اختلفت مسميات ووظائف «الواجهات» التي يقفون خلفها.
أن تصل صولات أقلام هؤلاء المثقفين إلى حد اتهام محور الممانعة بالاستفادة من «داعش» لخلق الذرائع، قد يكون أقل وطأة من ادعائهم سابقاً بأن داعش صنيعة النظام الإيراني أو السوري، ولكنه يبقى من طينة «الفتوى التي تحرم الدعاء» خاصة أن هؤلاء المثقفين اعتبروا أن من يدعم المقاومة التي أذلت «إسرائيل» بات يوفر لكيان الإحتلال شرعية!، ويضع الكفاح الفلسطيني في مواقع أشد عزلة!، وإغراقاً في التضليل والتزوير، وضع هؤلاء حزب الله إلى جانب «داعش» و«النصرة» و«القاعدة»، لكي يبنى على هذا التصنيف سياق لاحق، يبدأ بالحديث عن توظيف الدين في مشروع السلطة، وكأن المسألة مضبطة اتهام في الفكرة لا في الممارسة، وخاصة أنها تأتي ممن لم يستطيعوا توظيف أي شيء في مشروعهم والفكرة، ولم يبنوا يوماً سلطة، وباتت «أقلامهم» و«ثقافتهم» مؤخراً .. أجيرة لكل السلطات.
أين الحرية؟
والسؤال الأهم لمناسبة اجتماع هؤلاء (٢٦٠ مثقفاً) أين حرياتهم وأين بياناتهم من ارتكابات «داعش» و«النصرة» ومجازرهم في سوريا والعراق قبل «اللحظة السياسية» السعودية!؟، لا بل أين هؤلاء من الحرية الفردية والحريات العامة في دول الخليج التي لم يمر اسم دولة واحدة منها في متن بيانهم لا اعتراضاً مباشراً ولا تلميحاً، وأين هم من فلسطين ومقاومتها، ونحن لم نر لهم اجتماعاً لأجلها ولو حتى بكلمات!.
أصحاب البترودولار الذين قفزوا فوق قناعاتهم مخالفين المنطق بجعل الأبيض والأسود والموجب والسالب في كفة واحدة باعوا ضمائرهم المهنية مقابل حفنة من أموال سوداء فصبغوا حبر أقلامهم بلون الفحم ملوثين صفحات تاريخهم المهني بتلك الرائحة المنبعثة من عمق الرمال حيث لا ضمير ولا قانون ولا مبادئ، وباتوا يميلون كيفما مالت مشيئة الآبار القاتمة وأقصى أفقهم كلمة "طال عمرك" أمام أبواب جهلة التاريخ أو "يس سير" على أبواب حراس السفارات.
لقد كانت تلك الفتوى سابقة، صادمة في التاريخين العربي والإسلامي، فأن يتصدى أحد رجال الدين الرسميين علناً في بلاد «الحرمين» ليُحرم مؤازرة المقاومة المدافعة عن الأراضي العربية والإسلامية، في مواجهة جيش يحتل «الحرم الثالث ( الأول)»، تلك كانت سابقة ضجت لها أركان «الحرم المكي»، لما تمثله من تزوير وتضليل ومحاولة لتشويه لصورة المقاومة الناصعة، والافتراء على إنجازات ابطالها على كل صعيد.
وإن كانت تستبطن تلك العلاقة السرية بين كيانين ما انفكا يبذلان كل جهد ممكن لمنع الامة بالتوحد والاستفادة من مقدراتها.
بن جبرين وبعد أعوام على فتواه، حضر مجدداً، «روحاً وفتوى»، من خلال تحوله إلى مصدر إلهام ووحي للعديد من مثقفي « الحرم السفاراتي» من عوكر إلى الرياض، وما بينهما من أوكار.
فلا عجب بعد اليوم أن ينهل علمانيو ويساريو «البيانات» من معين «سوابقه» كما ينهلون من معين مملكته، ليستكملوا دور «المنابر» في الدعوة الوهابية التي لم تكن إلا لمحاربة كل «مقاوم» ومساندة كل استعمار واحتلال منذ فيلس ولورنس حتى يومنا هذا.
ردة ثقافية
لا شك أن بيان مثقفي البترودولار ضد «الردة الدينية والسياسية»، قد كُتب بعناية وتم اختيار مفرداته وسياقه بدقة، إلا أن الأكيد والواضح أن هذا البيان بحد ذاته «ردة ثقافية» إلى زمن تبعية المثقف لأدوات السلطة ورموزها، وتحوله الى سلعة غب الطلب يمتشق قلمه كلما احتاجته لتبرير أو تضليل أو تزوير.
أصحاب البترودولار
قتل ممنهج
فبعد كل ما مرت به بلادنا مؤخراً، وكل الشواهد التي لا يمكن دحضها عن أصل ومصدر ذبيحة «داعش» و«النصرة» وأكلة الأكباد مما يسمى «الجيش الحر»، وبعد كل المجازر وعمليات القتل الممنهج التي أنتجت حرباً ضروسا حتى بين هذه التنظيمات نفسها وتنظيمات لطالما كان هؤلاء المثقفون يؤيدونها ويوظفون كل طاقاتهم «القلمية» لدعمها، ورغم وضوح الأسماء الخليجية والهويات السعودية والأصول العقائدية الوهابية لداعش وأخواتها، لم يجد هؤلاء المثقفون غضاضة، في تصويب بيانهم نحو هدف واحد ومحدد، تضليلاً وتزويراً، ولا عجب في أن ينحو هؤلاء منحى ابن جبرين فهذا موظف وذاك موظف .. والمؤسسة واحدة، وهابية التمويل، عوكرية التوجيه مهما اختلفت مسميات ووظائف «الواجهات» التي يقفون خلفها.
أن تصل صولات أقلام هؤلاء المثقفين إلى حد اتهام محور الممانعة بالاستفادة من «داعش» لخلق الذرائع، قد يكون أقل وطأة من ادعائهم سابقاً بأن داعش صنيعة النظام الإيراني أو السوري، ولكنه يبقى من طينة «الفتوى التي تحرم الدعاء» خاصة أن هؤلاء المثقفين اعتبروا أن من يدعم المقاومة التي أذلت «إسرائيل» بات يوفر لكيان الإحتلال شرعية!، ويضع الكفاح الفلسطيني في مواقع أشد عزلة!، وإغراقاً في التضليل والتزوير، وضع هؤلاء حزب الله إلى جانب «داعش» و«النصرة» و«القاعدة»، لكي يبنى على هذا التصنيف سياق لاحق، يبدأ بالحديث عن توظيف الدين في مشروع السلطة، وكأن المسألة مضبطة اتهام في الفكرة لا في الممارسة، وخاصة أنها تأتي ممن لم يستطيعوا توظيف أي شيء في مشروعهم والفكرة، ولم يبنوا يوماً سلطة، وباتت «أقلامهم» و«ثقافتهم» مؤخراً .. أجيرة لكل السلطات.
أين الحرية؟
والسؤال الأهم لمناسبة اجتماع هؤلاء (٢٦٠ مثقفاً) أين حرياتهم وأين بياناتهم من ارتكابات «داعش» و«النصرة» ومجازرهم في سوريا والعراق قبل «اللحظة السياسية» السعودية!؟، لا بل أين هؤلاء من الحرية الفردية والحريات العامة في دول الخليج التي لم يمر اسم دولة واحدة منها في متن بيانهم لا اعتراضاً مباشراً ولا تلميحاً، وأين هم من فلسطين ومقاومتها، ونحن لم نر لهم اجتماعاً لأجلها ولو حتى بكلمات!.
أصحاب البترودولار الذين قفزوا فوق قناعاتهم مخالفين المنطق بجعل الأبيض والأسود والموجب والسالب في كفة واحدة باعوا ضمائرهم المهنية مقابل حفنة من أموال سوداء فصبغوا حبر أقلامهم بلون الفحم ملوثين صفحات تاريخهم المهني بتلك الرائحة المنبعثة من عمق الرمال حيث لا ضمير ولا قانون ولا مبادئ، وباتوا يميلون كيفما مالت مشيئة الآبار القاتمة وأقصى أفقهم كلمة "طال عمرك" أمام أبواب جهلة التاريخ أو "يس سير" على أبواب حراس السفارات.