ارشيف من :نقاط على الحروف
قراءة في صحافة العدو: عجز وإرباك على مختلف المستويات
"السبت الماضي، وهو الأول في شهر تموز/ يوليو كانت باحة باب العامود والشوارع المحيطة شبه خالية. لا حافلات ركاب ولا الزوار العاديين. السبب: مظاهرات وأعمال شغب من عرب القدس".
هكذا وصف الكاتب والمحاضر الاسرائيلي في جامعة بن غوريون داني روبينشطاين، الوضع في مدينة القدس، مع استمرار المواجهات بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية منذ بداية الغضبة الشعبية الفلسطينية على خلفية مقتل الفتى محمد أبوخضير، وانطلاق العمليات العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة.
أما اليوم ومع وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية الى عمق كيان الاحتلال، وتحول مدينة تل أبيب الى مدينة أشباح، فالوضع بات أصعب بكثير، والأصوات بدأت ترتفع هنا وهناك مطالبة ومتسائلة ماذا فعلت حكومة نتنياهو، وما هي خطتها.
الكاتب آراد نير سأل نتنياهو في مقال له "حماس لديها خطة، فأين خطتك"، وأضاف محرر الشؤون الخارجية في القناة العبرية الثانية والخبير في العلاقات التركية - الاسرائيلية "في خضم التصعيد الحالي، على الأغلب ان المنظر العسكري الجنرال فون كلاوزيفيتش يتقلب في قبره الآن. كونه الشخص الذي وضع المبدأ الأساسي الذي يقول ان "الحرب هي استمرار للسياسة بطريقة أخرى"، فهو سيشجب عدم وجود خطة سياسية لنتنياهو. لم تكن هنالك خطة قبل التصعيد الأخير، ولا توجد خطة لما سيحدث بعد انتهاء المواجهة العسكرية".
المقاومة الفلسطينية "حماس"
واعتبر نير أن نتنياهو تعلم من أخطائه السابقة ومن أخطاء سلفه في هذا المنصب. على عكس خطاباته الشعبية وتصريحاته، فهو يتصرف بحذر ويثبت قدرته على معرفة حدود القوة العسكرية، مؤكداً أن تعليمات نتنياهو الأخيرة للجيش كانت لـ "استعمال كامل قوته ضد حركة حماس وزيادة الهجمات على غزة" هي تصريحات موجهه بالأساس الى الداخل من جهة واحدة ونوع من الردع من الناحية الأخرى. فهو سيكون سعيداً في حال تفادى التصعيد.
تشتت صهيوني
هذه القراءات للمحللين الصهاينة تؤكد ان حالة الارباك على المستوى السياسي والعسكري في حكومة الكيان وصلت الى درجة باتت تمنيات قيادته تعاكس حقيقة تصريحاتهم، والصراع القائم حالياً ليس على خلفية خوض الحرب البرية من عدمه أو دفع الأمور الى التصعيد أو التهدئة، بل هي خلافات على نتائج القرارات التي سيتخذها كل واحد منهم على مستقبله السياسي، واضعين أمامهم مصير أولمرت وحكومته بعد عدوان تموز ٢٠٠٦.
العجز الاسرائيلي عن تحقيق نتائج ميدانية ملموسة من العدوان الحالي ظهر واضحاً في قراءة الكاتب الأكثر تفاخراً بقوة كيانه، ألون ليئيل (سفير الكيان السابق في جنوب افريقيا)، الذي وعلى الرغم من سروره بعدم وجود تناسب في أرقام الضحايا بين المعسكرين أكد أنه وفي النهاية أن الحرب ستحسم في نهاية المطاف على الساحة السياسية، الاعلامية وأحيانا حتى القضائية. الاضرار في الممتلكات والمعدات على أرض الواقع هي الجانب العسكري والعقاري للحرب. وما سيحسم العملية في نهاية الأمر - النتيجة السياسية.
وليئيل قد يبدو أحد أكثر المتفائلين حالياً، كونه دبلوماسيا يهمه أن يظهر الثقة بقدرات جيشه وحكومته، لكن هذا الأمر لا ينطبق على واقع الحال كثيراً، خصوصاً بعد الاستهداف المتواصل والناجح لصواريخ المقاومة التي اصبحت تل أبيب نزهة سهلة بالنسبة اليها، مثبتة فشلاً ذريعاً للقبة الحديدية التي تكلف عليها العدو والولايات المتحدة مليارات من الدولارات.
أحد أوجه التشاؤم من نتائج المواجهة الحالية وتحديداً الغضبة الشعبية الفلسطينية، والتي قلما يتحدث عنها الصهاينة، عبرت عنها الكاتبة والعضو السابق في الكنيست ناديا الحلو، حيث اعتبرت ان انهيار المفاوضات بين السلطة والكيان، والأحداث الأخيرة وأهمها جريمة قتل الفتى محمد أبوخضير، والتطورات العسكرية الأخيرة، ستعزز انشغال الكيان في اعادة تأهيل العلاقات بين اليهود والعرب على حد تعبيرها، وفي اشارة لمدى تأثير جريمة قتل الشهيد أبوخضير وما حدث بعدها شعبياً، على تلك العلاقات، اكدت الكاتبة أن المعركة العسكرية ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، والمعركة الحقيقية والمتواصلة ستستمر في اشغالنا، في هذا الزمان والمكان، هي علاقات اليهود والعرب، وهي معركة تتطلب تجنيد الجميع، وتغييرا في السياسات.
وأكدت الكاتبة أن الأحداث الأخيرة، المظاهرات والاحتجاجات الواسعة في الوسط العربي التي اجتاحت البلاد، أظهرت مجدداً موضوع العلاقات بين العرب واليهود وطرق التعامل مع هذا التحدي المهم.
اذاً، وبغض النظر عن النتائج العسكرية الميدانية للمواجهة الحالية في فلسطين المحتلة، من الواضح أنها راكمت أزمات الاحتلال على مختلف المستويات السياسية والعسكرية، واظهرت عجز قيادته الواضح عن اتخاذ القرارات المناسبة سواء بالتصعيد أو التهدئة، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة من جهة والانتفاضة الشعبية من جهة أخرى، قادرة في كل مكان وزمان على خربطة خطط ومشاريع ووضع الكيان الغاصب، خاصة اذا ما استطاعت القيادات الفلسطينية تثمير قدرات المقاومة والهبة الشعبية في مواجهة الاحتلال ومخططاته ومن يقف معه ووراءه.
هكذا وصف الكاتب والمحاضر الاسرائيلي في جامعة بن غوريون داني روبينشطاين، الوضع في مدينة القدس، مع استمرار المواجهات بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية منذ بداية الغضبة الشعبية الفلسطينية على خلفية مقتل الفتى محمد أبوخضير، وانطلاق العمليات العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة.
أما اليوم ومع وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية الى عمق كيان الاحتلال، وتحول مدينة تل أبيب الى مدينة أشباح، فالوضع بات أصعب بكثير، والأصوات بدأت ترتفع هنا وهناك مطالبة ومتسائلة ماذا فعلت حكومة نتنياهو، وما هي خطتها.
الكاتب آراد نير سأل نتنياهو في مقال له "حماس لديها خطة، فأين خطتك"، وأضاف محرر الشؤون الخارجية في القناة العبرية الثانية والخبير في العلاقات التركية - الاسرائيلية "في خضم التصعيد الحالي، على الأغلب ان المنظر العسكري الجنرال فون كلاوزيفيتش يتقلب في قبره الآن. كونه الشخص الذي وضع المبدأ الأساسي الذي يقول ان "الحرب هي استمرار للسياسة بطريقة أخرى"، فهو سيشجب عدم وجود خطة سياسية لنتنياهو. لم تكن هنالك خطة قبل التصعيد الأخير، ولا توجد خطة لما سيحدث بعد انتهاء المواجهة العسكرية".
المقاومة الفلسطينية "حماس"
واعتبر نير أن نتنياهو تعلم من أخطائه السابقة ومن أخطاء سلفه في هذا المنصب. على عكس خطاباته الشعبية وتصريحاته، فهو يتصرف بحذر ويثبت قدرته على معرفة حدود القوة العسكرية، مؤكداً أن تعليمات نتنياهو الأخيرة للجيش كانت لـ "استعمال كامل قوته ضد حركة حماس وزيادة الهجمات على غزة" هي تصريحات موجهه بالأساس الى الداخل من جهة واحدة ونوع من الردع من الناحية الأخرى. فهو سيكون سعيداً في حال تفادى التصعيد.
تشتت صهيوني
هذه القراءات للمحللين الصهاينة تؤكد ان حالة الارباك على المستوى السياسي والعسكري في حكومة الكيان وصلت الى درجة باتت تمنيات قيادته تعاكس حقيقة تصريحاتهم، والصراع القائم حالياً ليس على خلفية خوض الحرب البرية من عدمه أو دفع الأمور الى التصعيد أو التهدئة، بل هي خلافات على نتائج القرارات التي سيتخذها كل واحد منهم على مستقبله السياسي، واضعين أمامهم مصير أولمرت وحكومته بعد عدوان تموز ٢٠٠٦.
العجز الاسرائيلي عن تحقيق نتائج ميدانية ملموسة من العدوان الحالي ظهر واضحاً في قراءة الكاتب الأكثر تفاخراً بقوة كيانه، ألون ليئيل (سفير الكيان السابق في جنوب افريقيا)، الذي وعلى الرغم من سروره بعدم وجود تناسب في أرقام الضحايا بين المعسكرين أكد أنه وفي النهاية أن الحرب ستحسم في نهاية المطاف على الساحة السياسية، الاعلامية وأحيانا حتى القضائية. الاضرار في الممتلكات والمعدات على أرض الواقع هي الجانب العسكري والعقاري للحرب. وما سيحسم العملية في نهاية الأمر - النتيجة السياسية.
وليئيل قد يبدو أحد أكثر المتفائلين حالياً، كونه دبلوماسيا يهمه أن يظهر الثقة بقدرات جيشه وحكومته، لكن هذا الأمر لا ينطبق على واقع الحال كثيراً، خصوصاً بعد الاستهداف المتواصل والناجح لصواريخ المقاومة التي اصبحت تل أبيب نزهة سهلة بالنسبة اليها، مثبتة فشلاً ذريعاً للقبة الحديدية التي تكلف عليها العدو والولايات المتحدة مليارات من الدولارات.
أحد أوجه التشاؤم من نتائج المواجهة الحالية وتحديداً الغضبة الشعبية الفلسطينية، والتي قلما يتحدث عنها الصهاينة، عبرت عنها الكاتبة والعضو السابق في الكنيست ناديا الحلو، حيث اعتبرت ان انهيار المفاوضات بين السلطة والكيان، والأحداث الأخيرة وأهمها جريمة قتل الفتى محمد أبوخضير، والتطورات العسكرية الأخيرة، ستعزز انشغال الكيان في اعادة تأهيل العلاقات بين اليهود والعرب على حد تعبيرها، وفي اشارة لمدى تأثير جريمة قتل الشهيد أبوخضير وما حدث بعدها شعبياً، على تلك العلاقات، اكدت الكاتبة أن المعركة العسكرية ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، والمعركة الحقيقية والمتواصلة ستستمر في اشغالنا، في هذا الزمان والمكان، هي علاقات اليهود والعرب، وهي معركة تتطلب تجنيد الجميع، وتغييرا في السياسات.
وأكدت الكاتبة أن الأحداث الأخيرة، المظاهرات والاحتجاجات الواسعة في الوسط العربي التي اجتاحت البلاد، أظهرت مجدداً موضوع العلاقات بين العرب واليهود وطرق التعامل مع هذا التحدي المهم.
اذاً، وبغض النظر عن النتائج العسكرية الميدانية للمواجهة الحالية في فلسطين المحتلة، من الواضح أنها راكمت أزمات الاحتلال على مختلف المستويات السياسية والعسكرية، واظهرت عجز قيادته الواضح عن اتخاذ القرارات المناسبة سواء بالتصعيد أو التهدئة، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة من جهة والانتفاضة الشعبية من جهة أخرى، قادرة في كل مكان وزمان على خربطة خطط ومشاريع ووضع الكيان الغاصب، خاصة اذا ما استطاعت القيادات الفلسطينية تثمير قدرات المقاومة والهبة الشعبية في مواجهة الاحتلال ومخططاته ومن يقف معه ووراءه.