ارشيف من :آراء وتحليلات

بسيف ’ابن ملجم’.. يهجّر مسيحيو العراق!

بسيف ’ابن ملجم’.. يهجّر مسيحيو العراق!
أنا لا أؤمن بالصدف.. لم أؤمن بها يوماً.. فكما أن المقاومة في لبنان انتصرت في تموز العام 2006 ها هي المقاومة الفلسطينية تحقق انتصارات على الدرب ذاته وفي الشهر ذاته. وكما أن المقاومة أرغمت العدو الإسرائيلي على الانسحاب من غالبية الأراضي المحتلّة في 25 أيار 2000 (شهر السيدة العذراء) استطاعت المقاومة أن تهزم العدو مرة أخرى في 14 آب 2006، وهو عيد انتقال السيدة العذراء.

بالتوازي مع انتصارات مقاومتنا، تعيش سوريا والعراق فصولاً مظلمة من غرباء عن الله والدين يذبحون ويرجمون ويقتلون. وفي الوقت الذي نستذكر استشهاد الإمام علي بن أبي طالب يمعن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في ممارساته ضد كافة الأديان. ومن تفجير الحسينيات، انتقل التنظيم الإرهابي إلى طرد أبناء الموصل المسيحيين كما فجّر عناصره كنيسة السريان الكاثوليك، التي يعود بناؤها إلى 1800 عام فيما حوّلوا أملاك المسيحيين، الذين سرقوا مقتنياتهم كافة على الحواجز لدى مغادرتهم من الموصل، إلى "عقارات الدولة الإسلامية".

وفيما صدحت، قبل أيام، مساجد الموصل بالدعوات للمسيحيين لمغادرة المنطقة بعد رفض دفع جزية بقيمة 450 دولار، نستذكر حادثة للإمام علي في ذكرى استشهاده: "ومرّ على خربة فقيل له: هذه كنيسة؟ قال: بلى. فقيل له: لكم أُشرك بالله ها هنا؟ فانبرى بأفقه الواسع: ولكم عُبد الله ها هنا.. انتم تنظرون من منظاركم انتم، لا بمنظار أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل".

بسيف ’ابن ملجم’.. يهجّر مسيحيو العراق!
بطريرك الكنيسة الكلدانية في العالم لويس ساكو: لأول مرة يفرغ الموصل من المسيحيين

وفيما تُرك المسيحيون العراقيون لمصيرهم، أكدت العتبة الحسينية استعدادها لاستقبال وإيواء مسيحيي الموصل الذين قام بطردهم تنظيم "داعش" والاستيلاء على أملاكهم.

"لأول مرة يفرغ الموصل من المسيحيين"، يؤكد بطريرك الكنيسة الكلدانية في العالم لويس ساكو، يوم الجمعة الماضي. هو الذي أعرب عن تخوّفه، خلال مقابلة أجريتها معه قبيل عيد الميلاد في كانون الأول الماضي، من أنه "إذا تمّ تفريغ الشرق من مسيحييه فمصير المسلمين سيكون أسوأ بكثير".

وشدّد البطريرك حينها، على أن "الخطر يكمن، اليوم، في انتشار أصولية إسلامية تغذيها بعض الدول لتسعير الصراع المسلم - المسلم خدمة لإسرائيل والولايات والمتحدة"، مضيفاً "صحيحٌ أن هناك حملة تستهدف المسيحيين إلا أن هناك محاولات حثيثة لإعادة المسلمين إلى ما قبل 1400 عام".

لم يمض وقت طويل حتى تحقّقت مخاوف البطريرك فيما يستمر البعض في تعنته ومساواته بين "داعش" وحزب الله. ولكن السؤال: متى ذبحَنا مجاهدو الحزب؟ متى أحرقوا كنائسنا أو دنسوها؟ متى طردونا أو أذلونا؟ متى أجبرونا على ارتداء لباس معين، أو فرضوا علينا حكماً؟

بل والسؤال الأحق: كم ذرف هذا الحزب دماً ودمعاً دفاعاً عنا وصوناً لكرامتنا ومقدساتنا وأعراضنا؟ كم سهر لنغفو؟ وكم بكت عائلة شهيد لنعيش أفراحاً دنيوية؟ كم من مجاهد يقف على حافة شهادة لنعيش السلام والأمن والطمأنينة؟

يقول جوزيف الهاشم، الملقّب بزغلول الدامور، عن الإمام علي بن أبي طالب "ولو كان عاصر عيسى في مسيرته ومريم في خطى الآلام تنتحب لثار كالرعد يهوي ذو الفقار على أعناق بيلاطس البنطي ومن صلبوا".

وأما مسيحيو العراق فبسيف عبد الرحمن بن ملجم (قاتل الإمام علي) هجّروا من الموصل، فيما نحن "فزنا ورب الكعبة" بأبناء الإمام وأتباعه وبالأمين الحسن على نصرالله.
2014-07-22