ارشيف من :آراء وتحليلات
السعودية Vs ’القاعدة’
فتّح تنظيم "داعش" بإعلانه "دولة الخلافة" الأعين على واقع الحدود الجغرافية للدول التي تنوي السيطرة عليها. فـ "داعش" المُعِلن أخيراً فكّ حدود العراق عن سوريا، لم يغفل يوماً عن إعلان رفضه الحدود "الملعونة" في بلاد الحجاز. فماذا لو أعلنت القاعدة يوماً "بدء معركة فك الحدود في بلاد الحجاز"؟، وماذا لو كانت السعودية محوَر هذه المعارك؟
موقف القاعدة من حدود الدول
الكاتب والصحافي السعودي والمحلل السياسي فؤاد إبراهيم، يتحدث عن موقف "القاعدة" الرافض لكل ما انبثق عن اتفاقية "سايكس بيكو" وتقسيم الحدود، ويضيف في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "القاعدة تعتبر كل الحدود المرسومة جغرافياً بالوهمية، ويصل بها الحد الى اعتبار كل معترف بها شريكاً في ترسيمها، ويقع عليه ما يقع على الدولة نفسها".
وفي سياق شرحه لمفهوم الحدود بالنسبة للقاعدة، يتابع المحلل السياسي السعودي أن "إلغاء الحدود التي يسمونها بـ "الحدود الملعونة" هو جزء من مشروعهم لبناء "دولة الخلافة"، فهم يسعون الى إعادة تشكيل الخارطة بما يتناسب مع طبيعتهم".
الحدود السعودية والقاعدة
هل يمكن للسعودية حماية حدود المملكة في حال بدء الحرب ؟
"السعودية لن تكون قادرة على صد هجمات القاعدة"، بهذه العبارة يختصر الاستاذ في جامعة صنعاء والمحلل السياسي اليمني الدكتور علي الطارق، رؤيته لفرضية بدء القاعدة معركة "فك الحدود في بلاد الحجاز".
وإذ يستشهد الطارق بحادثة "منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن" الأخيرة يوم أعلنت السعودية "حالة الطوارئ في كافة البلاد"، يؤكد أن "3 عمليات عسكرية للقاعدة متزامنة الوقت ومدروسة الإجراءات كفيلة بخلط أوراق السعودية رأساً على عقب"!.
ويفسّر الطارق، في حديث لموقع "العهد الإخباري"، أسباب استحالة قدرة الأمن السعودي على التصدي للقاعدة ومقاومتها من أبرزها اختلاف التجهيز اللوجستي بين الطرفين فقوات الأمن في الرياض معتادة على قضاء أغلب وقتها في أماكن الرخاء، مدعومةً بأفضل أنواع الطعام والشراب، في حين أن القاعدة تجيد المعارك الصعبة والتأقلم مع الطبيعة الحارة أو الباردة.
ويضيف الطارق "كما أن قوات الأمن السعودية غير قادرة على التصدي لعمليات "العصابات" الإرهابية التي تجيدها القاعدة"، معتبراً أنه "في حال حصلت المعركة فالسعودية ستكون في خطر كبير وسيكون وضعها حرجاً جداً".
وجهة نظر الطارق تتلاءم مع رأي إبراهيم الذي توقع صمود الرياض في المعركة المفترضة 15 يوماً كحد أقصى، ويوضح في سياق حديثه لـ "العهد الإخباري" أنه "في حال بدأت المواجهة بين عناصر القاعدة وقوات الأمن السعودية، فالأخيرة ستنهار خلال اسبوع، وإن صمدت فلن تستطع التحمل أكثر من 15 يوماً". ويصف المشهد العام في المملكة في حال بدء المعركة بـ "الضبابي"، حيث تكون الفوضى عارمة في كافة ارجاء البلاد".
لماذا ستكون اليمن بوابة القاعدة الى السعودية ؟
من المتوقع أنه لو أعلنت القاعدة يوماً بدء معركة "فك الحدود في بلاد الحجاز" فإن شعلة الانطلاقة ستكون من اليمن. ليس فقط لأن اليمن المحور الذي يجمع القاعدة في شبة الجزيرة العربية بل لأن فيه بيئة حاضنة لهذه الميليشيات.
وبناءً على هذه المعطيات يُجمع إبراهيم والطارق على أن الحدود الواسعة (700 كلم) ما بين اليمن والسعودية، ستكون بوابة المعركة. ويختصران رؤيتهما للواقع المقبل المفترض بالقول إن "المعركة ستكون سهلةً للقاعدة بقدر ما ستكون صعبةً وباهظه على الرياض".