ارشيف من :نقاط على الحروف
داعمو القدس حين يتبنّون قضيتها
تخلّت الانظمة العربية عن فلسطين منذ احتلالها، لم تُغثِها يوماً بل اكتفت على مدى سنوات اغتصابها ببيانات الرثاء واللطم تعويضاً عن خذلانها لشعب يُشاركها الهويّة، لكن في مكان ما من هذا المشرق هناك من أصرّ على احتضان الفلسطينيين ومقاومتهم ونضالهم لا تجنّبهم وهجرتهم. عام 1979 وتحديداً في شهر آب/أغسطس، أعلن مفجّر الثورة الاسلامية في إيران الامام الخميني آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس، في تقليد سنويّ التزمت به الشعوب العربية والاسلامية لنصرة القضية المركزية للأمّة.
طيلة 35 عاماً، أحيت جماهير المقاومة الفلسطينية يوم القدس على طريقتها. بذلت نفسها من أجل مساندة تلك المقاومة عسكرياً ومعنوياً. تبنّت إيران القضية، ومضت بها حتى اليوم.. تظهر معالم هذا "العهد" من خلال مدّ المقاومة في فلسطين بمختلف أنواع الاسلحة، التي كانت الوسيلة الأهمّ لصدّ الاعتداءات الصهيونية في القدس والضفة وغزة. عدوان "الجرف الصلب" الاخير يشهد على الدعم العسكري واللوجستي السخيّ للفصائل الفلسطينية. رغم الحصار العربي والاسرائيلي، تمكّنت المقاومة من الحصول على صواريخ إيرانية الصنع وأخرى صُنعت بالاعتماد على مواد عسكرية أولية وصولاً الى تكوين طائرات من دون طيار لاستطلاع أجواء الكيان الغاصب ونقاطه الاستراتيجية. ولا ينحصر جهد الجمهورية الاسلامية المصوّب تجاه القدس بالمستوى العسكري، بل يترافق مع حملة سياسية دولية دائمة لا تتراجع عنها في المناسبات وخارجها. تكفي صور آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي وهو يستقبل رؤساء الفصائل الفلسطينية على الدوام.
الدعم المشرقي للمقاومة الفلسطينية يتمدّد الى أرض الشام، حيث أولت سوريا القدس وصدّ الاعتداءات الاسرائيلية الأهمية القصوى في مبادئها السياسية، الى أن تمّ الكشف عن استخدام المقاومة في لبنان عام 2006 وفلسطين في أكثر من حربٍ شُنّت عليها وخصوصاً في غزة في العقد الأخير أسلحة سورية الصنع.
كذلك، لا تُنسى شحنة الصواريخ التي ضبطتها "اسرائيل" قبل مدة حين كانت في طريقها الى السودان وبعدها إلى غزة. دعمٌ متوالٍ للمقاومة الفلسطينية حتى لو كلّف الأمر سجناً أو اعتقالاً أو حتى فشلاً في بلوغ الهدف المرجوّ.
ولا يمكن إغفال أشهر المخاطرين لتهريب الاسلحة الى الفلسطينيين، اللواء الفلسطيني فؤاد الشوبكي الذي أُسر في كيان العدو بتهمة الاتجار بالأسلحة وتهريبها إلى قطاع غزة من خلال قضية سفينة "كارين إي" التي كشف الاحتلال الإسرائيلي أمرها عام 2002، بالإضافة إلى تهمة تمويل أنشطة لكتائب شهداء الأقصى.
وممّن عاش تجربة مدّ الفصائل، أسرى حُرّروا في صفقة التبادل بين حزب الله والعدو الاسرائيلي عام 2004، هم من شمال لبنان عملوا على إيصال السلاح الى فلسطين واعتقلوا في سبيل هذه المهمة.
بموازاة الدعم العسكري، تميّز ناشطون من حول العالم بحملات مقاطعة للبضائع الاسرائيلية التي تغزو الدول الأوروبية وذلك على خلفية توسّع البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، فتنامت حركة المطالبة بمقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية في أوروبا. وقد لعب النشطاء الفلسطينيون والمتضامنون معهم دوراً في ازدياد زخمها. نجحت الحملة في تكلفة "إسرائيل" خسائر اقتصادية تفوق 11 مليار شيكل ( أي أكثر من ملياري يورو) وتسببت في فقدان ما لا يقل عن 11 ألف وظيفة، حتى أنها انعكست سلباً على تجارة المزراعين اليهود فانخفض حجم صادراتهم الى ما لا يقل عن 15% - حيث ان إيراداتها تراجعت من 600 مليون شيكل (125 مليون يورو) إلى أقل من 500 مليون شيكل سنة 2013 (قرابة 105 ملايين يورو)، جرّاء المقاطعة في أوروبا، وفق ما أوضحت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
القدس باتت قضية عالمية، تستقطب متضامنين وداعمين لها من مختلف الدول الاسلامية وغير الاسلامية. نداءُ الامام الخميني قبل 35 عاماً لم يخب ولم يذهب سدىً. المقاومة الفلسطينية في بالِ كلّ مناصر لقضايا الحقّ وعهدٌ على كل نظامٍ يهتمّ لمظلومية شعب يعيش تحت وطأة احتلال لا يُواجَه إلّا بالقوة.
طيلة 35 عاماً، أحيت جماهير المقاومة الفلسطينية يوم القدس على طريقتها. بذلت نفسها من أجل مساندة تلك المقاومة عسكرياً ومعنوياً. تبنّت إيران القضية، ومضت بها حتى اليوم.. تظهر معالم هذا "العهد" من خلال مدّ المقاومة في فلسطين بمختلف أنواع الاسلحة، التي كانت الوسيلة الأهمّ لصدّ الاعتداءات الصهيونية في القدس والضفة وغزة. عدوان "الجرف الصلب" الاخير يشهد على الدعم العسكري واللوجستي السخيّ للفصائل الفلسطينية. رغم الحصار العربي والاسرائيلي، تمكّنت المقاومة من الحصول على صواريخ إيرانية الصنع وأخرى صُنعت بالاعتماد على مواد عسكرية أولية وصولاً الى تكوين طائرات من دون طيار لاستطلاع أجواء الكيان الغاصب ونقاطه الاستراتيجية. ولا ينحصر جهد الجمهورية الاسلامية المصوّب تجاه القدس بالمستوى العسكري، بل يترافق مع حملة سياسية دولية دائمة لا تتراجع عنها في المناسبات وخارجها. تكفي صور آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي وهو يستقبل رؤساء الفصائل الفلسطينية على الدوام.
الدعم المشرقي للمقاومة الفلسطينية يتمدّد الى أرض الشام، حيث أولت سوريا القدس وصدّ الاعتداءات الاسرائيلية الأهمية القصوى في مبادئها السياسية، الى أن تمّ الكشف عن استخدام المقاومة في لبنان عام 2006 وفلسطين في أكثر من حربٍ شُنّت عليها وخصوصاً في غزة في العقد الأخير أسلحة سورية الصنع.
السلاح لم يكن ليصل الى أيدي المقاومين لولا عزيمة لا تعرف الضعف
هذا السلاح والعتاد لم يكن ليصل الى أيدي المقاومين لولا عزيمة لا تعرف الجبن ولا الضعف ولا سيّما في ظلّ الحصار الصهيوني المطبق على غزة والضفة. هنا تحضر "بسالة" سامي شهاب حين غامر دون خوفٍ لإيصال شحنة أسلحة للمقاومين، الى أن اعتقله نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. مخاطرة كبيرة من حزب الله بشخص شهاب والهدف محدّد: مدّ الفصائل الفلسطينية بالسلاح مهما بلغت التضحيات.كذلك، لا تُنسى شحنة الصواريخ التي ضبطتها "اسرائيل" قبل مدة حين كانت في طريقها الى السودان وبعدها إلى غزة. دعمٌ متوالٍ للمقاومة الفلسطينية حتى لو كلّف الأمر سجناً أو اعتقالاً أو حتى فشلاً في بلوغ الهدف المرجوّ.
ولا يمكن إغفال أشهر المخاطرين لتهريب الاسلحة الى الفلسطينيين، اللواء الفلسطيني فؤاد الشوبكي الذي أُسر في كيان العدو بتهمة الاتجار بالأسلحة وتهريبها إلى قطاع غزة من خلال قضية سفينة "كارين إي" التي كشف الاحتلال الإسرائيلي أمرها عام 2002، بالإضافة إلى تهمة تمويل أنشطة لكتائب شهداء الأقصى.
وممّن عاش تجربة مدّ الفصائل، أسرى حُرّروا في صفقة التبادل بين حزب الله والعدو الاسرائيلي عام 2004، هم من شمال لبنان عملوا على إيصال السلاح الى فلسطين واعتقلوا في سبيل هذه المهمة.
بموازاة الدعم العسكري، تميّز ناشطون من حول العالم بحملات مقاطعة للبضائع الاسرائيلية التي تغزو الدول الأوروبية وذلك على خلفية توسّع البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، فتنامت حركة المطالبة بمقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية في أوروبا. وقد لعب النشطاء الفلسطينيون والمتضامنون معهم دوراً في ازدياد زخمها. نجحت الحملة في تكلفة "إسرائيل" خسائر اقتصادية تفوق 11 مليار شيكل ( أي أكثر من ملياري يورو) وتسببت في فقدان ما لا يقل عن 11 ألف وظيفة، حتى أنها انعكست سلباً على تجارة المزراعين اليهود فانخفض حجم صادراتهم الى ما لا يقل عن 15% - حيث ان إيراداتها تراجعت من 600 مليون شيكل (125 مليون يورو) إلى أقل من 500 مليون شيكل سنة 2013 (قرابة 105 ملايين يورو)، جرّاء المقاطعة في أوروبا، وفق ما أوضحت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
القدس باتت قضية عالمية، تستقطب متضامنين وداعمين لها من مختلف الدول الاسلامية وغير الاسلامية. نداءُ الامام الخميني قبل 35 عاماً لم يخب ولم يذهب سدىً. المقاومة الفلسطينية في بالِ كلّ مناصر لقضايا الحقّ وعهدٌ على كل نظامٍ يهتمّ لمظلومية شعب يعيش تحت وطأة احتلال لا يُواجَه إلّا بالقوة.