ارشيف من :آراء وتحليلات
أبعاد معركة غزة اسرائيلياً
لفهم ما يحدث في غزة، خاصة خلفية تصعيد العدوان الاسرائيلي ، لا بد من القاء الضوء على مواقف وردود فعل إسرائيلية ازاء الأحداث المتسارعة في العراق وسوريا. وقد افاضت وسائل الإعلام والأوساط العسكرية في تسليط الضوء وأولت الأحداث اھتماماً كبيراً في محاولة لاستقراء المرحلة المقبلة عراقياً وإقليمياً، وتداعيات ذلك على التحالفات القائمة، واستشراف آفاق تحالفات مقبلة في المنطقة، وصولاً إلى تأثير ذلك وتداعياته على أمن إسرائيل. يرى الإسرائيليون أن "ما يجري يفرض إعادة التفكير في كل ما نعرفه عن الشرق الأوسط، ويلفتون الى أن المساحة التي تسيطر عليھا "داعش" أكبر من مساحة إسرائيل ولبنان معا، والمعنى الاستراتيجي والجغرافي السياسي للكيان الجديد أكبر بكثير من أي حدث آخر في المنطقة". وأما الخلاصة الأساسية التي يصلون إليھا فھي أن ھذه التطورات في العراق، إلى جانب الأحداث، على مدار السنوات الأخيرة، في كل من سوريا وشبه جزيرة سيناء ولبنان، تزيد من أھمية بقاء السيطرة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن. لذلك يستغلون الفوضى في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة من اجل تبرير عدوانهم على غزة وتشديد قبضتهم على الاراضي العربية المحتلة.
اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي أن "سقوط الموصل مع توتر الأحداث في سوريا، يؤسس بدوره لسقوط النظام العربي القديم، من حيث تراجع وسقوط الدول التي نشأت بعد اتفاقية سايكس بيكو، وبَنَت ھويتھا القومية والوطنية منذ قرن، لجھة تحولات غير متوقعة، ولا يمكن لأحد أن يشير إلى وجھتھا النھائية، والدول التي نشأت حينذاك آخذة بالتفكك إلى عناصرھا العرقية والدينية، الأمر الذي يعد بسنوات كثيرة مقبلة من الفوضى والحرب في المنطقة".
المحلل العسكري في صحيفة "ھآرتس" عاموس ھارئيل، رأى أن ثلاث أفكار تراود الإسرائيليين على أثر التطورات الأخيرة في العراق: "الأولى ھي أنه يتوجب على إسرائيل أن تبذل كل ما بوسعھا من أجل مواصلة تقوية الأردن. وبقاء العائلة المالكة الھاشمية ھي مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. والتنسيق الإستراتيجي والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين تقدمت خلال سنوات الھزة العربية، ويبدو الآن أن عمان باتت بحاجة إلى إسرائيل أكثر مما مضى".
وأضاف: "الثانية ھي أن التطورات في الشرق الأوسط تجري بوتيرة عالية للغاية، إلى درجة أنه من
الصعب جدا توقع التغيرات والتحولات. وعلى إسرائيل أيضا أن تأخذ بالحسبان مفاجآت مشابھة، وبضمن ذلك محاولات إقدام فصائل "القاعدة" في منطقة مرتفعات الجولان على تنفيذ ھجمات عدائية، رغم أنھا منشغلة أكثر حاليا بحربھا ضد الأسد وحزب الله".
وتابع: "الثالثة تتعلق بنوعية الترتيبات الأمنية التي يبقيھا الأميركيون وراءھم. وانھيار الجيش العراقي ھو الثاني من نوعه لقوة عسكرية أقيمت على أيدي الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وسبقه، في حزيران سنة 2007 ، انھيار قوات السلطة الفلسطينية وھروبھا من قطاع غزة، تحت ھجوم دام عدة أيام وقادته حماس".
وأشار ھارئيل "منذ ذلك الحين، حسّن الأميركيون مستوى قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية. والتنسيق الأمني للسلطة مع إسرائيل تحسن بشكل كبير. ورغم ذلك، يطرح السؤال حول ماذا سيحدث في الضفة من دون مظلة أمنية أميركية، وعمليا مظلة إسرائيلية أيضا، عندما تبقى السلطة الفلسطينية وحدھا لإدارة شؤونھا. وثمة قاسم مشترك لافت بين الجيش العراقي وأجھزة السلطة الفلسطينية الأمنية، وھو أن الضابط الأميركي نفسه، الجنرال المتقاعد جيمس جونز، شارك في فحص الخطة العسكرية التي أعدتھا الولايات المتحدة لصالحھما". واعتبر أن "سقوط الموصل تحت ضربات تنظيم داعش من شأنه أن يؤسس لتحالفات جديدة تحقيقاً لسيناريوھات الرعب الإسرائيلية، التي كان قد تحدث عنھا قبل نصف عام تقريباً، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، يائير كوخافي، في مؤتمر "المعھد القومي للأبحاث القومية" حيث توقع فتح جبهات الجولان والاردن ولبنان وسيناء.
واعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق عوزي ديان في صحيفة "إسرائيل ھيوم"، أنه "في حالة انعدام الاستقرار، ينبغي العمل من اجل ترسيخ الحدود الآمنة لإسرائيل بتوفير عمق إستراتيجي أساسي ،أي دفاع ضد تھديدات بشن ھجمات تقليدية من الخارج ".
ونوّه ديان إلى أن حدودا آمنة كھذه موجودة في الجبھة الإسرائيلية الجنوبية "بفضل جعل سيناء منزوعة السلاح"،بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، وفي جبھتھا الشمالية "بفضل امتناع إسرائيل عن تسليم مرتفعات الجولان" إلى سوريا.
وأكد أنه "في الجبھة الشرقية مع الأردن توجد حدود أمنية واحدة فقط تستجيب إلى الاحتياجات الأمنية، وھي غورالأردن. ومعدل المسافة بين نھر الأردن والبحر المتوسط ھو 64 كيلومترا، وتشكل حدا أدنى من العمق الإستراتيجي".
لهذه الاسباب سوف تقاتل اسرائيل ضد تصاعد المقاومة في غزة وضد اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة وسوف تعمل للوقوف بوجه قيام جبهة شرقية تحضن المقاومة والممانعة لذلك سوف تستشرس في المحافظة على سيناء والجولان وغور الاردن لانها معركة حياة او موت بالنسبة للدولة اليهودية . لهذه الابعاد الاستراتجية معركة غزة طويلة ومصيرية.
اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي أن "سقوط الموصل مع توتر الأحداث في سوريا، يؤسس بدوره لسقوط النظام العربي القديم، من حيث تراجع وسقوط الدول التي نشأت بعد اتفاقية سايكس بيكو، وبَنَت ھويتھا القومية والوطنية منذ قرن، لجھة تحولات غير متوقعة، ولا يمكن لأحد أن يشير إلى وجھتھا النھائية، والدول التي نشأت حينذاك آخذة بالتفكك إلى عناصرھا العرقية والدينية، الأمر الذي يعد بسنوات كثيرة مقبلة من الفوضى والحرب في المنطقة".
المحلل العسكري في صحيفة "ھآرتس" عاموس ھارئيل، رأى أن ثلاث أفكار تراود الإسرائيليين على أثر التطورات الأخيرة في العراق: "الأولى ھي أنه يتوجب على إسرائيل أن تبذل كل ما بوسعھا من أجل مواصلة تقوية الأردن. وبقاء العائلة المالكة الھاشمية ھي مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. والتنسيق الإستراتيجي والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين تقدمت خلال سنوات الھزة العربية، ويبدو الآن أن عمان باتت بحاجة إلى إسرائيل أكثر مما مضى".
وأضاف: "الثانية ھي أن التطورات في الشرق الأوسط تجري بوتيرة عالية للغاية، إلى درجة أنه من
الصعب جدا توقع التغيرات والتحولات. وعلى إسرائيل أيضا أن تأخذ بالحسبان مفاجآت مشابھة، وبضمن ذلك محاولات إقدام فصائل "القاعدة" في منطقة مرتفعات الجولان على تنفيذ ھجمات عدائية، رغم أنھا منشغلة أكثر حاليا بحربھا ضد الأسد وحزب الله".
وتابع: "الثالثة تتعلق بنوعية الترتيبات الأمنية التي يبقيھا الأميركيون وراءھم. وانھيار الجيش العراقي ھو الثاني من نوعه لقوة عسكرية أقيمت على أيدي الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وسبقه، في حزيران سنة 2007 ، انھيار قوات السلطة الفلسطينية وھروبھا من قطاع غزة، تحت ھجوم دام عدة أيام وقادته حماس".
وأشار ھارئيل "منذ ذلك الحين، حسّن الأميركيون مستوى قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية. والتنسيق الأمني للسلطة مع إسرائيل تحسن بشكل كبير. ورغم ذلك، يطرح السؤال حول ماذا سيحدث في الضفة من دون مظلة أمنية أميركية، وعمليا مظلة إسرائيلية أيضا، عندما تبقى السلطة الفلسطينية وحدھا لإدارة شؤونھا. وثمة قاسم مشترك لافت بين الجيش العراقي وأجھزة السلطة الفلسطينية الأمنية، وھو أن الضابط الأميركي نفسه، الجنرال المتقاعد جيمس جونز، شارك في فحص الخطة العسكرية التي أعدتھا الولايات المتحدة لصالحھما". واعتبر أن "سقوط الموصل تحت ضربات تنظيم داعش من شأنه أن يؤسس لتحالفات جديدة تحقيقاً لسيناريوھات الرعب الإسرائيلية، التي كان قد تحدث عنھا قبل نصف عام تقريباً، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، يائير كوخافي، في مؤتمر "المعھد القومي للأبحاث القومية" حيث توقع فتح جبهات الجولان والاردن ولبنان وسيناء.
العدون الصهيوني على قطاع غزة
واعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق عوزي ديان في صحيفة "إسرائيل ھيوم"، أنه "في حالة انعدام الاستقرار، ينبغي العمل من اجل ترسيخ الحدود الآمنة لإسرائيل بتوفير عمق إستراتيجي أساسي ،أي دفاع ضد تھديدات بشن ھجمات تقليدية من الخارج ".
ونوّه ديان إلى أن حدودا آمنة كھذه موجودة في الجبھة الإسرائيلية الجنوبية "بفضل جعل سيناء منزوعة السلاح"،بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، وفي جبھتھا الشمالية "بفضل امتناع إسرائيل عن تسليم مرتفعات الجولان" إلى سوريا.
وأكد أنه "في الجبھة الشرقية مع الأردن توجد حدود أمنية واحدة فقط تستجيب إلى الاحتياجات الأمنية، وھي غورالأردن. ومعدل المسافة بين نھر الأردن والبحر المتوسط ھو 64 كيلومترا، وتشكل حدا أدنى من العمق الإستراتيجي".
لهذه الاسباب سوف تقاتل اسرائيل ضد تصاعد المقاومة في غزة وضد اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة وسوف تعمل للوقوف بوجه قيام جبهة شرقية تحضن المقاومة والممانعة لذلك سوف تستشرس في المحافظة على سيناء والجولان وغور الاردن لانها معركة حياة او موت بالنسبة للدولة اليهودية . لهذه الابعاد الاستراتجية معركة غزة طويلة ومصيرية.