ارشيف من :نقاط على الحروف
’إل.بي.سي’: أبو طاقية ’zoro’ الوطن
اجتمع ممثلو وسائل الاعلام في لقاء أرادوه لبحث أطر الدعم للجيش اللبناني. تنافست القنوات في ابراز مستوى الولاء لجيش الوطن. الا أن "الهفوات" أكانت عن قصد أم عن غير قصد، استمرّت.
عادة ما تكون الحروب مناسبة لاستنفار مؤسسات الدولة والوطن. الشعب والاعلام والحكومة ومجلس النواب، كلّها توضع في خدمة الجيش الوطني. فبعد الغطاء السياسي من الحكومة، يتحمّل الاعلام مسؤولية حماية ظهر الجيش ودعمه معنوياً. لكن في لبنان للقاعدة شواذ.
وكما أن الغطاء السياسي للجيش اللبناني اخترقه بعض أصوات النشاز النيابية، من الضاهر "المبشّر به" الى المرعبي "الشبيح" على حواجز قوى الأمن، كذلك الغطاء الاعلامي اخترقته "السقطات" غير العابرة.
على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، ظهر في نشرة الأخبار المسائية نهار الأحد الفائت خاطف عناصر قوى الأمن الداخلي مصطفى الحجيري وهو يجتهد لاختلاق الروايات لتلميع صورته. فُتح الهواء له لشرح روايته. الرجل الذي احتجز ولا يزال العناصر الأمنية بتنسيق كامل مع المجموعات التكفيرية في عرسال، أخذ وقته في اختلاق قصة جعلت منه "zoro". زعم أنه خاطر بحياته لانقاذ العسكريين، وأنه اصطدم مع المسلحين لانقاذ العناصر الأمنية وعرّض حياته للخطر في سبيل نقلهم "الى مكان آمن"، وأن ما يمنع تسليم العناصر للدولة هو الوضع الأمني الصعب. وقال "بكرا بس يطلعوا العسكريين بيحكولكن شو صار". فجاء "بكرا، ولا طلعو ولا حكيو شو صار".
مصطفى الحجيري
لا يخفى لا أحد دور أبو طاقية في الاعتداء على الجيش اللبناني عندما ذبُح ضباطه في عرسال سابقاً. والجميع يدرك كذلك دوره اليوم في دعم الجماعات الارهابية التي تقاتل الجيش اللبناني وتحتجز عناصر قوى الأمن الداخلي. فلماذا وجدت "إل.بي.سي" نفسها مبرأة الذمة في تلميع صورة الرجل؟
"سقطة" أخرى للقناة في نشرة الأخبار المسائية في اليوم التالي كذلك. لكنّها قد تبدو أكثر خطورة. عرضت القناة في تقرير لها نازحين من عرسال وهم يصرخون. خلاصة التقرير مساواة بين الجيش والمجموعات الارهابية. تقول امرأة "ويلنا الجيش وويلنا داعش"، تردد أخرى "الصواريخ عم تجي من داعش ومن الجيش اللبناني"، فيصرخ رجل ثالث منتقداً دعم رئيس الحكومة تمام سلام للجيش "الجيش يدمّر بيوتنا".
والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كانت هذه الأخطاء ترد في ظل اجماع وطني سياسي اعلامي على دعم الجيش اللبناني في حربه ضد الارهاب، فكيف كان الحال بدون هذا الاجماع؟ وهل كنا سنستمع في حينها الى المرتزقة الارهابيين وهم يدعون المظلومية على الشاشات اللبنانية؟ وما هي الخلفية التي تدفع المؤسسة اللبنانية للارسال الى هذا الأداء الاعلامي؟ هل هو التناغم مع رغبة الممول السعودي؟ أم هو هوس "ما يريده الجمهور" الذي يدفع القناة للتخلي عن المبادئ الوطنية؟