ارشيف من :ترجمات ودراسات
نتنياهو يفشل في الترويج لخطابه أوروبياً
باستثناء الاتفاق على مقاربة واحدة للخطر الإيراني، يخرج الزائر الإسرائيلي كما مضيفه الفرنسي صفر اليدين من زيارة يومين.
ومن دون مفاجآت، وجد نتنياهو من يصغي إليه في الاليزيه، في دعوته إلى وضع الخطر الإيراني على طاولة البحث، ولكن من دون مواكبته في الدعوة إلى تقديمه على كل الملفات، إلى حد يؤجل معه أي نقاش في تسوية إسرائيلية فلسطينية تظل مطلبا فرنسيا ملحا، لكن الزائر والضيف يتقاطعان البحث عن مخرج من المعادلة الإيرانية الصعبة التي يرددها الرئيس ساركوزي منذ عامين: القنبلة النووية الإيرانية أو ضرب إيران عسكريا وجهان لكارثة واحدة.
ورغم الوفاق على «الإيراني»، وصداقة يشهرها الرئيس ساركوزي في كل مناسبة لـ«بيبي»، إلا أن الصديق الإسرائيلي لم يقدم في محطة باريس من جولته الأوروبية ما يقيم البرهان على اعتبار ما قاله في خطاب جامعة بار إيلان عندما تحدث عن دولة فلسطينية خطوة بتلك الأهمية التي وصفتها بها بيانات الخارجيات الأوروبية، والرهان أن ذلك يشكل بداية مشجعة لإطلاق ديناميكية تخرج المفاوضات من جمودها الحالي.
وجاء تعثر اللقاء في باريس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, والمبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط ليقيم دليلا نافلا في كل الحالات، على أن الجولة الأوروبية ليست سوى محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي لكسب المزيد من الوقت وتخفيف الضغوط الأميركية بالترويج كما بدا في باحة الاليزيه لخيار السلام الاقتصادي الذي كان قد طوره في بار إيلان بالدعوة إلى مساعدة الفلسطينيين اقتصاديا من جيب الإتحاد الأوروبي، ولكن دون أن يستتبع ذلك إقامة أي مؤسسات سياسية مستقلة.
وبدا واضحا في بيان صدر عن الاليزيه بعد محادثات ساركوزي نتنياهو، تقاطع فرنسي إسرائيلي حول الملف النووي الإيراني. وكان من الصعب في باريس، كما قبلها في روما، أن ينخفض سقف النقاش مع نتنياهو عن السقف الذي وضعته المطالب الأميركية بوقف الاستيطان بجميع أنواعه، من النمو الطبيعي إلى بناء مستوطنات جديدة. وقام الرئيس الفرنسي بإعادة المطالبة بدولة فلسطينية قابلة للحياة مع التذكير في سياق المطالبة بهذه الدولة كالعادة بأنها تندرج في إطار تعزيز أمن إسرائيل وأن قيام دولة فلسطينية لن يشكل على الإطلاق تهديدا لأمن إسرائيل «الذي يقع في قلب الصداقة بين البلدين».
وابتعد الموقف الفرنسي بوضوح عن الموقف الأميركي إذ قال «إن فرنسا مستعدة للمساهمة في استئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن، ومن دون شروط مسبقة للبحث في كل عناصر الحل النهائي وتطالب انخراطا من كل الأسرة الدولية لرعاية تلك المفاوضات وبدء العمل لتقديم إطار إقليمي للسلام».
الرئيس ساركوزي أنزل شرط وقف الاستيطان إلى تجميده في الوقت الحاضر وتحسين شروط تنقلات المدنيين الفلسطينيين.
المحرر الاقليمي + وكالات