ارشيف من :نقاط على الحروف
الحريري.. العرض الكوميدي مستمرّ
في لحظة استثنائية يمرّ بها لبنان، أطلّ الشيخ سعد من وطنه "الأمّ".. انشغلت ماكينته الإعلامية طيلة النهار بالترويج لمؤتمره الصحافي. عند الثالثة والنصف بتوقيت بيروت، خاطب رئيس الحكومة السابق "الأمّة" التي انتظرت "طويلاً" كلمته. للوهلة الأولى، ظنّ البعض أن حجماً ضخماً من الميكرفونات سيحجب صورته عن الشاشات.. سريعاً بانَ الأمر. المؤتمر عبارة عن "جلسة وناسة" مع ثلاثة وسائل إعلامية سعودية الهوى والهوية ولا استغراب في قلّة الحشود الصحافية الحاضرة أمامه والمخفيين عن الظهور للرأي العام، يكفي أن المؤتمر يُعقد على أرض مشهورة بتنوع اتجاهاتها السياسية.
بلهجة سعودية حاضرة ولبنانية ضائعة جرت محاولة التقاطها أكثر من مرّة دون جدوى، تحدّث الحريري بالسياسة منطلقاً من معركة "السيف المسلط" التي يخوضها الجيش اللبناني في عرسال ضدّ التنظيمات الارهابية.. طبّل كثيراً للمساعدة المالية العاجلة التي أعلن الملك السعودي (أعزّه الله كما قال) عن تقديمها للجيش.. تناسى فجأة تحريض نوابه الشماليين سابقاً وحالياً ضدّ المؤسسة العسكرية .. أراد إظهار تياره بصورة الداعم الأزلي للجيش وكأن هجوماً لم يُشنّ عليه يوماً. أطلق العنان لتضامنه مع الجيش الذي تبيّن أنه لا يميّز بين ألويته، بل لا يعرف لفظ أفواجه المقاتلة في عرسال.. الفوج المجوقل تحوّل بلغة رئيس حكومة لبنان السابق الى الفوج "المجولق"، وتعذّر عليه ذكر فوج آخر للجيش لأنه ببساطة "نسي ما اسمه"، هكذا برّر خطأً فاضحاً بحقّ المؤسسة العسكرية التي من المفترض أن رئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان والذي أدار البلاد يوماً، يُدرك جيّداً عمّا في تصرّف حكومته من أجهزة وقوات عسكرية، فماذا لو حينها اندلعت المواجهة مع الجماعات التكفيرية، هل كان ليَتخذ القرار المناسب ويطلب من أصحاب الاختصاص في المؤسسات الأمنية والعسكرية أداء مهامهم أو يرتبك؟
الحريري اعتاد على وضع نفسه في قالب مضحك.. يوفّر مادة دسمة يسخر منها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يُصدم هؤلاء بالفوج "المجولق"، لأن من يسأل عن الكليّات التي تضمّها الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والاختصاصات التي تُدرّسها لن يشعُر بحرجٍ اذا تلعثم بالفوج "المجولق" ولم يستدرك خطأه.
يُثبت الحريري في كلّ إطلالاته أنه زعيم كوميدي، لا ينسجم مع صورة الرجل السياسي. يجتهد لإضافة مصطلحات جديدة على اللغة العربية.. "هواجز" مثلاً لم يسبقه اليها شاعر عربي يوماً. واذا ملّ الخطابات السياسية المطوّلة، يستمع الى نصائح مستشاريه ويخلع بذّته أمام جمهور 14 آذار ليقول "بدنا نتفتس!".
يرفض الحريري البقاء في صورة نمطية جديّة.. يسعى دائماً الى إضفاء نكهته الخاصّة على نشاطاته المُعلنة. ينجح في التسويق لنزهاته في مقرّه الباريسي وفي شارع الشانزليزيه، وحلقاته المعدّة مسبقاً مع الاعلامي مارسيل غانم ضمن برنامج "كلام الناس" أو حواراته مع مؤسساته الاعلامية تشهد على ذلك. يتُوق الى التقاط صور السيلفي له أثناء ركوبه الدراجة الهوائية ولا يخجل في نشرها لتسلية "الفانز".. يحبّ أن يشيع بين أصدقائه المقرّبين موهبته في طبخ الباستا الايطالية. ورغم كلّ هفواته المُضحكة، يُصرّ جمهوره على وضعه في إطار سياسي جادٍ ويصدّقون ذلك الى درجة أنهم قد يعتقدون للحظة أن ما قبل مؤتمر الحريري ليس كما بعده.
بلهجة سعودية حاضرة ولبنانية ضائعة جرت محاولة التقاطها أكثر من مرّة دون جدوى، تحدّث الحريري بالسياسة منطلقاً من معركة "السيف المسلط" التي يخوضها الجيش اللبناني في عرسال ضدّ التنظيمات الارهابية.. طبّل كثيراً للمساعدة المالية العاجلة التي أعلن الملك السعودي (أعزّه الله كما قال) عن تقديمها للجيش.. تناسى فجأة تحريض نوابه الشماليين سابقاً وحالياً ضدّ المؤسسة العسكرية .. أراد إظهار تياره بصورة الداعم الأزلي للجيش وكأن هجوماً لم يُشنّ عليه يوماً. أطلق العنان لتضامنه مع الجيش الذي تبيّن أنه لا يميّز بين ألويته، بل لا يعرف لفظ أفواجه المقاتلة في عرسال.. الفوج المجوقل تحوّل بلغة رئيس حكومة لبنان السابق الى الفوج "المجولق"، وتعذّر عليه ذكر فوج آخر للجيش لأنه ببساطة "نسي ما اسمه"، هكذا برّر خطأً فاضحاً بحقّ المؤسسة العسكرية التي من المفترض أن رئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان والذي أدار البلاد يوماً، يُدرك جيّداً عمّا في تصرّف حكومته من أجهزة وقوات عسكرية، فماذا لو حينها اندلعت المواجهة مع الجماعات التكفيرية، هل كان ليَتخذ القرار المناسب ويطلب من أصحاب الاختصاص في المؤسسات الأمنية والعسكرية أداء مهامهم أو يرتبك؟
الحريري خلال مؤتمره الصحافي أمس
الحريري اعتاد على وضع نفسه في قالب مضحك.. يوفّر مادة دسمة يسخر منها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يُصدم هؤلاء بالفوج "المجولق"، لأن من يسأل عن الكليّات التي تضمّها الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والاختصاصات التي تُدرّسها لن يشعُر بحرجٍ اذا تلعثم بالفوج "المجولق" ولم يستدرك خطأه.
يُثبت الحريري في كلّ إطلالاته أنه زعيم كوميدي، لا ينسجم مع صورة الرجل السياسي. يجتهد لإضافة مصطلحات جديدة على اللغة العربية.. "هواجز" مثلاً لم يسبقه اليها شاعر عربي يوماً. واذا ملّ الخطابات السياسية المطوّلة، يستمع الى نصائح مستشاريه ويخلع بذّته أمام جمهور 14 آذار ليقول "بدنا نتفتس!".
يرفض الحريري البقاء في صورة نمطية جديّة.. يسعى دائماً الى إضفاء نكهته الخاصّة على نشاطاته المُعلنة. ينجح في التسويق لنزهاته في مقرّه الباريسي وفي شارع الشانزليزيه، وحلقاته المعدّة مسبقاً مع الاعلامي مارسيل غانم ضمن برنامج "كلام الناس" أو حواراته مع مؤسساته الاعلامية تشهد على ذلك. يتُوق الى التقاط صور السيلفي له أثناء ركوبه الدراجة الهوائية ولا يخجل في نشرها لتسلية "الفانز".. يحبّ أن يشيع بين أصدقائه المقرّبين موهبته في طبخ الباستا الايطالية. ورغم كلّ هفواته المُضحكة، يُصرّ جمهوره على وضعه في إطار سياسي جادٍ ويصدّقون ذلك الى درجة أنهم قد يعتقدون للحظة أن ما قبل مؤتمر الحريري ليس كما بعده.