ارشيف من :نقاط على الحروف
عندما تدور عقارب الساعة إلى الجنوب... مواجهة الحرب الناعمة
مرّ الخبر مرور الكرام على وكالات الأنباء العالمية وتناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية ولكن من باب الطرفة دون تحليل مضمونه الثقافي المعترض على استيراد المفاهيم.
ففي انتفاضة على الأعراف التي رسخها الاستعمار "الشمالي" قررت الحكومة البوليفية تغيير مكان الترقيم في الساعات بالاضافة إلى اتجاه العقارب للتوافق مع الجذور الجنوبية للبوليفيين وتم إطلاق تسمة "ساعة الجنوب" على الساعة الاولى التي ارتفعت على مدخل مجلس النواب في العاصمة لاباز.
وتدور عقارب الساعة من اليمين إلى اليسار وتتموضع الأرقام وفق الدوران الجديد.
الساعة في بوليفيا
ورغم ان القضية تشكل سابقة تاريخية ومفصلية في مرحلة زمنية حساسة من المفترض تسليط الضوء الإعلامي عليها إلا ان أحداً لم يبادر إلى ذلك، ومن الطبيعي أن يعمد الممولون لوسائل الإعلام إلى التغطية على عنوان كهذا كي لا يثير أفكاراً مماثلة عند آخرين، قد تشكل رأياً عاماً جديداً ينافس مصالحهم.
الفكر يسبق الحركة
في انتفاضة الشعوب تتشكل دائماً حركات ثقافية تسعى لتنمية معرفة تلك الشعوب قبل الانطلاق إلى الاعمال الاحتجاجية أو الثورة على الحكم او الإقطاع.
فلا يمكن لثائر غير مقتنع بقضية أن يدافع عنها ما لم تكن مترسخة في أعماق فكره ووجدانه، ونابعة من هويته الحقيقية وليست تلك الهوية التي يحاول المستعمرون بالقوة أو بالفكر عبر الحرب الناعمة رسمها لهذا الثائر.
الحرب الناعمة
وفي تشكيل الرأي العام يعمد قادة الرأي إلى مخاطبة الجمهور بأبسط الوسائل وينزلون بخطابهم إلى أقل مستوى يتمتع به أي فرد من أفراد هذا الجمهور أو المجتمع المخاطب.
والنماذج على فشل الهويات المصطنعة كثيرة، لاحظوا افغانستان مثلاً، لم تستقر حتى اليوم رغم أن "الديموقراطية" كانت أحد أبرز الاهداف التي زعمت قوات الاحتلال الامريكية أنها قادمة لتحقيقها، وكذلك الأمن والاستقرار الاجتماعي.
وكل ثورة دعمتها أمريكا منيت بنفس النتيجة لأنها بالأصل مبنية على نموذج الحلم الأمريكي (The American Dream)، وهو ما ليس له وجود بل هو مجرد وهم مصطنع لمجموعة من القوميات المتفرقة المشارب والثقافات، جمعتها الدعاية الأمريكية في بوتقة تحت شعار "حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة".
وفي قراءة سريعة لاعداد الفقراء في أمريكا نجد انهم في تزايد مستمر وبحسب إحصاءات مطلع العام الجاري 40 % من سكان أمريكا يعيشون تحت خط الفقر و54 % يقتربون منه..، او السعادة فنسبة الانتحار سجلت في أوساط الأميركيين بين 35 و64 عاما ارتفاعا بمعدل 28 في المئة خلال العقد الأخير، عدا عن جرائم القتل والسلب والاغتصاب، والتفرقة العنصرية.
يجب على الشعوب ان تستفيق من "بياتها الشتوي" في كهف "الحلم الامريكي"، لتخرج إلى ظل الشمس الساطعة، وتغيير اتجاه عقارب الساعة يمهد لإشراقة جديدة تعيد صياغة الكون على الطريقة التي وجد لأجلها.
ففي انتفاضة على الأعراف التي رسخها الاستعمار "الشمالي" قررت الحكومة البوليفية تغيير مكان الترقيم في الساعات بالاضافة إلى اتجاه العقارب للتوافق مع الجذور الجنوبية للبوليفيين وتم إطلاق تسمة "ساعة الجنوب" على الساعة الاولى التي ارتفعت على مدخل مجلس النواب في العاصمة لاباز.
وتدور عقارب الساعة من اليمين إلى اليسار وتتموضع الأرقام وفق الدوران الجديد.
الساعة في بوليفيا
ورغم ان القضية تشكل سابقة تاريخية ومفصلية في مرحلة زمنية حساسة من المفترض تسليط الضوء الإعلامي عليها إلا ان أحداً لم يبادر إلى ذلك، ومن الطبيعي أن يعمد الممولون لوسائل الإعلام إلى التغطية على عنوان كهذا كي لا يثير أفكاراً مماثلة عند آخرين، قد تشكل رأياً عاماً جديداً ينافس مصالحهم.
الفكر يسبق الحركة
في انتفاضة الشعوب تتشكل دائماً حركات ثقافية تسعى لتنمية معرفة تلك الشعوب قبل الانطلاق إلى الاعمال الاحتجاجية أو الثورة على الحكم او الإقطاع.
فلا يمكن لثائر غير مقتنع بقضية أن يدافع عنها ما لم تكن مترسخة في أعماق فكره ووجدانه، ونابعة من هويته الحقيقية وليست تلك الهوية التي يحاول المستعمرون بالقوة أو بالفكر عبر الحرب الناعمة رسمها لهذا الثائر.
الحرب الناعمة
وفي تشكيل الرأي العام يعمد قادة الرأي إلى مخاطبة الجمهور بأبسط الوسائل وينزلون بخطابهم إلى أقل مستوى يتمتع به أي فرد من أفراد هذا الجمهور أو المجتمع المخاطب.
والنماذج على فشل الهويات المصطنعة كثيرة، لاحظوا افغانستان مثلاً، لم تستقر حتى اليوم رغم أن "الديموقراطية" كانت أحد أبرز الاهداف التي زعمت قوات الاحتلال الامريكية أنها قادمة لتحقيقها، وكذلك الأمن والاستقرار الاجتماعي.
وكل ثورة دعمتها أمريكا منيت بنفس النتيجة لأنها بالأصل مبنية على نموذج الحلم الأمريكي (The American Dream)، وهو ما ليس له وجود بل هو مجرد وهم مصطنع لمجموعة من القوميات المتفرقة المشارب والثقافات، جمعتها الدعاية الأمريكية في بوتقة تحت شعار "حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة".
وفي قراءة سريعة لاعداد الفقراء في أمريكا نجد انهم في تزايد مستمر وبحسب إحصاءات مطلع العام الجاري 40 % من سكان أمريكا يعيشون تحت خط الفقر و54 % يقتربون منه..، او السعادة فنسبة الانتحار سجلت في أوساط الأميركيين بين 35 و64 عاما ارتفاعا بمعدل 28 في المئة خلال العقد الأخير، عدا عن جرائم القتل والسلب والاغتصاب، والتفرقة العنصرية.
يجب على الشعوب ان تستفيق من "بياتها الشتوي" في كهف "الحلم الامريكي"، لتخرج إلى ظل الشمس الساطعة، وتغيير اتجاه عقارب الساعة يمهد لإشراقة جديدة تعيد صياغة الكون على الطريقة التي وجد لأجلها.