ارشيف من :نقاط على الحروف

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’
يحمل العدد الثاني من مجلة "دابق" الصادر عن الذراع الإعلامية لما يسمى الدولة الإسلامية مركز الحياة للإعلام المؤرخ بالهجري كما في العدد الاول "رمضان 1435" - ما يشير إلى أنها أسبوعية أو نصف شهرية ـ عنواناً مركزياً في وسط الغلاف "الطوفان"، وفي العناوين الفرعية أو (الصناديق) "هي إحدى (الصحيح أن تكون: أحد) أمرين إما خلافة إسلامية أو الطوفان"، وفي العنوان الفرعي الثاني وتحت ترويسة مقالة.. "طوفان المباهلة.

الغلاف

يشكل غلاف العدد الثاني من "دابق" سقطة كبيرة في الاعتماد على الفنيات والتصاميم الغربية، فضلاً عن اعتماد رؤية التوراة التاريخية لموضوع "فلك نوح (ع)"، وقد عمد المصمم إلى الفوتوشوب فقام بـ"تنظيف" صورة رئيسية للترويج الذي استخدم لفيلم "Noah" والذي منع في العديد من الدول العربية والاسلامية وهي مشهورة جداً نعرضها في متن المقال من الحيوانات التي كانت بارزة من مقدمة السفينة ليصبح "الفلك" خالياً من كل "روح".. وأغرقه في دوامة مياه زرقاء ورذاذ كثيف تعبيراً عن الكثرة، من أجل استخدامه لاحقاً في فكرة طلب البيعة والتدليل على أنها يجب ان تكون بحجم الطوفان. وكذلك لعب باتجاه صورة ثانية استخدمها أيضاً في الإخراج عبر الـ flip.

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’
مجلة دابق


فهرس العدد

مقولة أبي مصعب الزرقاوي: " أضأنا الشعلة هنا في العراق ووهجها سيستمر بإذن الله حتى يحرق جيوش الصليبين في "دابق""، حافظت على مكانها في رأس الصفحة الاولى بعد الغلاف، وجاء الفهرس بنفس الطريقة كما في العدد الاول، رقم وعنوان لكن الفارق في العدد الثاني يأتي في توحيد قياس الخط ولونه في الفهرس.

التقديم

في التقديم او افتتاحية العدد الثاني جاءت الدعوة للهجرة إلى أرض الدولة الإسلامية كأولى واجبات "القراء" الذين يبحثون عن تلك الواجبات تجاه الخليفة!!.
وفي حال لم يتمكنوا من "الهجرة" لأي سبب قاهر، فالواجب الثاني يكون بتنظيم "البيعة" للخليفة في أمكنة وجودهم. وفي حال كانت سياسة الدولة التي يقطن فيها "القراء" تمنع "البيعة" للخليفة، فعليهم استعمال أسلوب "التقية" في الحصول عليها!!

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’


أما "أضعف الإيمان" في حال لم يستطع "القراء" القيام بأحد الواجبين، فيكفي إن شاء الله نيتك والاعتقاد بأن الدولة الإسلامية هي الخلافة لجميع المسلمين، حيث ستكون كافية لإنقاذ أنفسكم من ميتة جاهلية كما في الحديث من صحيح مسلم: "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية".

وفي خاتمة التقديم يتذكر "أتباع الخليفة" و"الدولة الإسلامية" مجازر غزة زاعمين أنهم "سيقومون بكل شيء في حدود إمكانياتها (أي إمكانيات الدولة) لمواصلة ضرب أعقاب كل مرتد يقف عقبة في طريقها نحو فلسطين"، متهكمين على التحركات العربية باتجاه الامم المتحدة وجامعة الدول العربية بدلا من ذلك، " أعمالها تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، وانها ليست سوى مسألة وقت وصبر قبل أن تصل إلى فلسطين لمحاربة اليهود الهمج وقتل من اختبأ منهم وراء الغرقد".. والمعروف بشجر اليهود، في محاولة للإبقاء على الرابط بالمعتقد الإسلامي حول مجريات آخر الزمان.

الموضوع الرئيس في العدد الثاني يعالج ملف الدولة الاسلامية ويضع مقابله الطوفان في إسقاط لقصة سيدنا نوح(ع) والطوفان، مقسمة على مراحل.. المرحلة الاولى وتعالج قضية الكفر والإيمان، المرحلة الثانية وتحمل عنوان : دعوة نوح (ع)، اما المرحلة الثالثة فهي التفكر في الآيات.. رابعاً تأتي مرحلة خيار الإيمان أو العقاب أما المرحلة الخامسة فعبارة عن إعلانهم أنفسهم كمخلّصين لرفع انتشار الجهل بين الناس.

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’


ويعالج المصمم هذه المراحل بإخراج يحاكي القصة كما وردت في سورة القمر.. (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15)).
صورة المطر المنهمر على اليابسة.. ومن ثم الفلك وحركته على الماء ثم صورة "المجاهد" القارىء للآية و"المدكر" وصولاً إلى صورة جبل في إيحاء لاستقرار الفلك عليه.

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’


إلى هنا وتنتهي المرحلة التأسيسية في العقيدة والدين، ويتحول العدد إلى المواضيع السياسية والعسكرية، مستهلة بـ "الحرب مع حزب العمال الكردستاني" باستعراض قتل الحزب وعرض قوة عناصر الدولة الإسلامية من أسلحة وقدرات بشرية.
ويتابع المحرر توسيع المتابعة للأحداث شارحاً بالصور لماذا وكيف هدم معابد الشرك "مراقد الأنبياء والاولياء.. " في ولاية نينوى. الشرح المصور يبدأ بـ"التوعية الفكرية" لضرورة الهدم، ومن ثم تظهر جرافة وهي تقوم بالتطبيق العملي على احد الأماكن، مفرزاً صفحة خاصة لهدم حسينية الإمام الجواد (ع) في تل عفر.

وفي إطار تثبيت أيديوليوجية "الدولة الإسلامية" يعالج المحرر في مقالة موضوع الهجرة والجهاد مفرداً صفحة كاملة لحديث من مسند أحمد يعالج هذه القضية، مرفقاً بصور "شهداء" مهاجرين.

وفي استلحاق لموضوع البيعة للدولة الإسلامية وللخليفة يأتي عنوان "طوفان المباهلة" للإيحاء بحجم المبايعين حول العالم.. ويعالج الموضوع من أكثر من زاوية وفي خمسة مقالات.

تصحّرت مع ’عودة الخلافة’.. وطليت ’زرقا’ مع ’الطوفان’

تحت عنوان بكلمات الأعداء استحدثت زاوية جديدة تنقل ماذا تحدث من تصفهم المطبوعة بالاعداء، والبداية مع صورة كبيرة لجون ماكين بدقة عالية.. ومرفقة بتعليق: "الصليبي جون ماكين"، مع أن "الخليفة" كان التقى ماكين قبل عام والصورة المرفقة تؤكد ذلك.. فهل كان مسلماً يومها؟
زاوية تضم اخباراً متنوعة أبرزها إقامة الحدود على 8 ممن أسماهم المحرر بالشبيبة.. في جربلاس، وأخبار "قتل" أحد عناصر بدر.. فضلاً عن صور لإقامة حد الرجم..

يلاحظ أنه في هذا العدد أيضاً لم تظهر صورة امرأة في أي صفحة من صفحاته.
ملاحق مصورة عديدة أقفل بها العدد وصولا إلى الصفحة الأخيرة، والتي جاءت بصورة واحدة مركزة على "التدافع" للبيعة مذيلة بحديث نبوي منقول من كتاب صحيح مسلم يتحدث عن النصر على العرب والفرس والروم.. وقتال الدجال والانتصار عليه.

رؤية "مصورة" من الانجيل للطوفان، شعارات "الشرك" و"الصليبية" تنتشر على أوراقها..جاءت مبتلة بـ"الأزرق" اللون الذي وصفه العرب بالطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة أو بـمن ازرقت أعينهم من شدة العطش.. كما في الآية الشريفة (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) .
2014-08-13