ارشيف من :نقاط على الحروف
أيوب البيروتي.. وزمن النصر
"يا صبر أيوب".. عبارة نرددها مع كل مصيبة او بلية تجتاحنا، فنطلب من الله أن يهبنا صبراً كصبر نبي الله أيوب الذي ابتلاه ربه، فصبر حتى كان "يوم الغسل"، وهو ما يعبر عنه أهل بيروت بـ "أربعاء أيوب"، لأن المتوارث عندهم ان الله منّ على عبده بالشفاء عبر غسل مكان الجروح التي اصابته، عن طريق الاغتسال على شاطىء الرملة البيضاء، فزالت كل همومه، وذهب المرض الذي فتك بجسده.
"أيوب" البيروتي ظهر مجدداً في أيام الاجتياح الاسرائيلي لأول عاصمة عربية في العام 1982، ولكنه هذه المرة نقل صبره إلى أهل بيروت عبر شعارات كان يخطها على قصاصات ورق، مختلفة الألوان، منها الاسمر ومنها الأبيض وحتى الزهري. وقد يكون اختلاف الألوان رداً منه على الوان قصاصات المناشير التي كانت الطائرات الصهيونية التي تخترق السيادة وتقصف العاصمة ومحيطها ترمي بها على العاصمة، وتهدد وترعد وتزبد مطالبة بخروج المقاومة الفلسطينية من العاصمة.
بيروت في زمن الهزائم
لم يعرف لـ "أيوب" البيروتي اسمٌ ولا وجهٌ، يومها لم تكن هناك كاميرات مراقبة، ولا صفحات تواصل اجتماعي ولا هواتف ذكية.
كان "أيوب" أسرع من كل تلك الوسائل، وفي كل صباح، كانت مناشيره تلصق على أبواب الجرارات الحديدية في شارع الحمراء، وكانت لوحات إعلاناته عبارة عن جدران المدينة.
"أيوب" البيروتي خلّده المخرج المسرحي الملتزم روجيه عساف بمسرحية، كي لا يضيع صوت هذا الرجل في برية التاريخ، فيصبح كالرجل البخاخ.
ولو كان حياً اليوم لربما أوقف الفنان مرسيل خليفة عن تردد ذاك المقطع من قصيدة "جواز السفر" للشاعر محمود درويش عار من الاسم من الانتماء في تربة ربيتها باليدين.. حين يصدح بحنجرته: أيوب نادى اليوم ملء السماء لا تجعلوني عبرة مرتين مرتين، وللمعت عيناه كما عيني زميلتي على مقاعد الدراسة كما وصفتهما مراسلة مجلة "التايم" "ظهر لهما بريق لم أشاهده في حياتي" عندما شرحت لها بالإنكليزية حكاية التحرير بعد أيام على انتصار العام 2000.
"أيوب" البيروتي اليوم مسرور جد وبلا شك، وهو يجول في شوارع الضاحية، وينتقل على صفحات التواصل الاجتماعي، متابعاً انتشار شعار الحملة الإعلامية للانتصار الإلهي في حرب تموز من العام 2006، مذيلاً بتوقيع الامين العام لحزب الله وحاملاً لكلماته التي خطها كما "أيوب" ذاك الزمان والتي باتت مضرب مثل: " أعدكم بالنصر دائماً".
يافطة تحاكي زمن الإنتصارات
نصر "أيوب" البيروتي تحقق في الاجتياح بعد استخراج رجال الله من بطن الأرض بقية عتاد، دسه "المقاولون" على حين غفلة من الزمن، ومن أعين الناس خوف الفضيحة.
"المقاولون" إياهم اليوم ما زالوا موجدين، لكن وجهوهم الكالحة، وسيرتهم العفنة ما عادت تغطيها ملايينهم ولا ملياراتهم..
"أيوب" زماننا لم يعد مخفي الاسم ولا الوجه ولا الانتماء.. "أيوب" زماننا الصابر على ظلم ذوي القربى، والرحيم على من عاداه، وجعه في مكان آخر..
"القدس" عروس العروبة، وعاصمة السماء، وعاصمة الأرض هي همه.. بيروت حصنه بما لا يمكن العدو الصهيوني من تكرار فعلته، اما غزة فباتت سيدة المدن المقاومة.. والرد.
للقدس بوصلة رسمها، لبس لامة حربها.. لا عودة او تحرير الا على أيدي المؤمنين الشرفاء، هي العبارة التي حفظها من إمام الوطن والمقاومة.
"أيوب" بيروت، وغزة والشام وبغداد حاضرٌ اليوم بلحمه ودمه ليشهد على إعادة صناعة التاريخ من بوابة التاريخ.
"أيوب" البيروتي ظهر مجدداً في أيام الاجتياح الاسرائيلي لأول عاصمة عربية في العام 1982، ولكنه هذه المرة نقل صبره إلى أهل بيروت عبر شعارات كان يخطها على قصاصات ورق، مختلفة الألوان، منها الاسمر ومنها الأبيض وحتى الزهري. وقد يكون اختلاف الألوان رداً منه على الوان قصاصات المناشير التي كانت الطائرات الصهيونية التي تخترق السيادة وتقصف العاصمة ومحيطها ترمي بها على العاصمة، وتهدد وترعد وتزبد مطالبة بخروج المقاومة الفلسطينية من العاصمة.
بيروت في زمن الهزائم
لم يعرف لـ "أيوب" البيروتي اسمٌ ولا وجهٌ، يومها لم تكن هناك كاميرات مراقبة، ولا صفحات تواصل اجتماعي ولا هواتف ذكية.
كان "أيوب" أسرع من كل تلك الوسائل، وفي كل صباح، كانت مناشيره تلصق على أبواب الجرارات الحديدية في شارع الحمراء، وكانت لوحات إعلاناته عبارة عن جدران المدينة.
"أيوب" البيروتي خلّده المخرج المسرحي الملتزم روجيه عساف بمسرحية، كي لا يضيع صوت هذا الرجل في برية التاريخ، فيصبح كالرجل البخاخ.
ولو كان حياً اليوم لربما أوقف الفنان مرسيل خليفة عن تردد ذاك المقطع من قصيدة "جواز السفر" للشاعر محمود درويش عار من الاسم من الانتماء في تربة ربيتها باليدين.. حين يصدح بحنجرته: أيوب نادى اليوم ملء السماء لا تجعلوني عبرة مرتين مرتين، وللمعت عيناه كما عيني زميلتي على مقاعد الدراسة كما وصفتهما مراسلة مجلة "التايم" "ظهر لهما بريق لم أشاهده في حياتي" عندما شرحت لها بالإنكليزية حكاية التحرير بعد أيام على انتصار العام 2000.
"أيوب" البيروتي اليوم مسرور جد وبلا شك، وهو يجول في شوارع الضاحية، وينتقل على صفحات التواصل الاجتماعي، متابعاً انتشار شعار الحملة الإعلامية للانتصار الإلهي في حرب تموز من العام 2006، مذيلاً بتوقيع الامين العام لحزب الله وحاملاً لكلماته التي خطها كما "أيوب" ذاك الزمان والتي باتت مضرب مثل: " أعدكم بالنصر دائماً".
يافطة تحاكي زمن الإنتصارات
نصر "أيوب" البيروتي تحقق في الاجتياح بعد استخراج رجال الله من بطن الأرض بقية عتاد، دسه "المقاولون" على حين غفلة من الزمن، ومن أعين الناس خوف الفضيحة.
"المقاولون" إياهم اليوم ما زالوا موجدين، لكن وجهوهم الكالحة، وسيرتهم العفنة ما عادت تغطيها ملايينهم ولا ملياراتهم..
"أيوب" زماننا لم يعد مخفي الاسم ولا الوجه ولا الانتماء.. "أيوب" زماننا الصابر على ظلم ذوي القربى، والرحيم على من عاداه، وجعه في مكان آخر..
"القدس" عروس العروبة، وعاصمة السماء، وعاصمة الأرض هي همه.. بيروت حصنه بما لا يمكن العدو الصهيوني من تكرار فعلته، اما غزة فباتت سيدة المدن المقاومة.. والرد.
للقدس بوصلة رسمها، لبس لامة حربها.. لا عودة او تحرير الا على أيدي المؤمنين الشرفاء، هي العبارة التي حفظها من إمام الوطن والمقاومة.
"أيوب" بيروت، وغزة والشام وبغداد حاضرٌ اليوم بلحمه ودمه ليشهد على إعادة صناعة التاريخ من بوابة التاريخ.